نصائح إلى أرباب العمل في زمن «المونديال»
«غوووووووووووول». يصرخ أحدهم، مسمراً أمام شاشة التلفزيون في مكان العمل. ساعة ونصف الساعة، على الأقل، على هذا الشكل. توتر وحماسة... والنتيجة: إنتاجية العمال صفر. والخاسر الأول، هو رب العمل.
بطولة كأس العالم في كرة القدم، تستمر لمدة شهر تقريباً، واليوم الواحد يشهد عرض ثلاث مباريات أو أقل. أرباب العمل في ورطة إذاً. ولكن من أجل «الحد من تراجع إنتاجية موظفيهم، في زمن المونديال»، عليهم اعتماد تكتيكات، تتراوح بين «مواءمة دوامات العمال»، ووضع تلفزيون في مكان العمل، بما أن غالبية الشركات، نادراً، ما تحظر على موظفيها مشاهدة المباريات خلال دوام العمل.
في الباراغوي، أصدر الرئيس فرناندو لوغو قراراً، منح فيه الموظفين بعد ظهر الاثنين المقبل عطلة، من أجل مشاهدة مباراة الباراغوي. أما الولايات المتحدة، التي كانت حتى وقت قريب «محصنة» من حمى المونديال، فشهدت يوم الجمعة الماضي، يوم افتتاح البطولة، «ارتباكاً» في أوساط العمال.
في بريطانيا، خلص مسح أعدّه «معهد شارترد مانجمنت» إلى أن «الخسائر جراء تراجع الإنتاجية في زمن المونديال قد تصل إلى 1.45 مليار دولار»، فيما وجد مسح أجرته شركة «برايس ووتر هاوس» أن أكثر من نصف الموظفين البريطانيين الذكور ينوون مشاهدة المباريات خلال دوام العمل، وهكذا ستفعل 21 في المئة من الموظفات.
لمواجهة كل هذا، عرض الفرع البريطاني لمتاجر «وال - مارت» على موظفيه أخذ عطلة غير مدفوعة، مدتها أسبوعان، إذا أرادوا السفر إلى جنوب أفريقيا، لحضور المباريات. كما سمح لموظفيه بتبديل دواماتهم وفق المباريات التي يرغبون بمشاهدتها، وسمح لهم بأخذ «استراحات مطوّلة».
أما جوناثان غرانت الذي يدير شركة خدمات متعلقة بالبيئة، فسمح لموظفيه بالمداومة أبكر من المعتاد، ليتمكنوا من مغادرة العمل قبل المعتاد. لكنه لم يسمح بجلب التلفزيونات، لكي «لا يتشتت ذهن الموظفين، أو يختلفوا في ما بينهم».
وفي أميركا، عرض جيف هندرسن، الذي يدير مطبعة في تكساس، على موظفيه العمل ساعات إضافية خلال الأسبوع، ليتمكنوا من أخذ يوم الخميس عطلة، ويتسنى لهم مشاهدة مباراة المكسيك.
أما فرع مصرف «كريدي سويس»، في مانهاتن، فدعا موظفيه إلى حضور مباراة الولايات المتحدة وسويسرا في قاعة المصرف الرئيسية، شرط أن يحصلوا على إذن رئيسهم أولاً.
المصدر: السفير نقلاً عن «وول ستريت جورنال»
إضافة تعليق جديد