رأس الخيمة: صراع على الحكم يتستّر بعناوين السياسة الدولية
مع تدهور صحة حاكم رأس الخيمة الطاعن في السن، يبرز الى العلن صراع على الخلافة في هذه الامارة الاستراتيجية بين ولي العهد واخيه الاكبر، حسبما افادت مصادر متطابقة.
والشيخ خالد بن صقر القاسمي (67 عاما) الذي كان حتى العام 2003 وليا للعهد في الامارة المطلة على مضيق هرمز والتي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن بندر عباس الايرانية، يتهم اخيه ولي العهد الشيخ سعود بن صقر القاسمي بتحويل الامارة الى «دولة مارقة» و«بوابة» لتهرب ايران من العقوبات.
وقال مصدر مطلع من امارة رأس الخيمة إن «الوضع الصحي للشيخ صقر (92 عاما) الذي يحكم الامارة منذ العام 1948 حرج وهناك اشكالية حقيقية بالنسبة للخلافة». وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فان «الشيخ خالد يعتبر نفسه ولي العهد ونائب الحاكم الشرعي بدلا من اخيه الشيخ سعود وهو يتسلح بمرسوم صادر عن والده في شباط 2004 يعيده الى منصبه بعد سنة من ازاحته وتعيين الشيخ سعود مكانه».
واكد المصدر المقرب من بعض اعضاء الاسرة الحاكمة في راس الخيمة، «ان مساع تبذل من خلف الكواليس للتوصل الى حل لمشكلة الخلافة بين الاخوين». وبحسب المصدر، «ليس هناك اي خطر على الارض لهذه الخلافات والاشكالية سياسية وتتم معالجتها بالسبل الهادئة».
من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي رفيع انه لا يعتقد ان هناك اي خطر على استقرار الامارة «فالاوضاع يمسك بها الشيخ سعود منذ عدة سنوات ويبدو ان هناك توافقا بين امارتي ابو ظبي ودبي (اكبر امارتين في دولة الامارات) على ضرورة بقاء الشيخ سعود في الحكم». واضاف المصدر «ان الدولة الاتحادية ليس لديها اي مصلحة في اعادة احياء صراعات البلاط اذ انها يمكن ان تزعزع استقرار مجمل البلاد وقد تنعش خلافات مماثلة في اماكن اخرى».
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الخليجية نيل بارتريك انه «من الممكن ان يتمكن الشيخ خالد من العودة الى السلطة اذ كان يحظى بدعم من ابو ظبي» عاصمة الامارات واكبرها، «لكنني اميل للافتراض بان المسألة تتعلق بطموحات الشيخ خالد اكثر منها بامكانية عودته للسلطة واقعيا».
وعلى مدى السنوات الماضية، تولى فريق من خبراء الاعلام والعلاقات العامة تنظيم حملة علاقات عامة لاقناع صناع القرار بان الادارة الحالية في راس الخيمة تشكل خطرا حقيقيا. ويضم الفريق مجموعة «ميركوري» الاميركية للعلاقات العامة. ومن التقارير التي وزعها الفريق لحساب الشيخ خالد تقرير تحت عنوان «الامارات، بوابة التجارة مع ايران» وآخر تحت عنوان «راس الخيمة، دولة مارقة داخل الامارات؟». وتزعم التقارير التي وزعها فريق الشيخ خالد ان راس الخيمة تؤوي في «منطقتها الحرة ذات القوانين الفضفاضة مئات الشركات الصغيرة الغامضة التي تتمتع بعلاقات قوية مع ايران ... فيما يعتقد ان عددا من هذه الشركات تستخدم لتجاوز العقوبات الاميركية على ايران».
كما تزعم التقارير المنشورة على موقع الشيخ خالد وجود عملاء ايرانيين في راس الخيمة، وان تنظيم «القاعدة» استخدم الامارة للتخطيط لهجوم على معالم في دبي بما في ذلك على برج خليفة الاعلى في العالم. كما تتهم التقارير ولي العهد ومساعده اللبناني خاطر مسعد باقامة علاقات وثيقة مع الايرانيين، وبعلاقات للشركات التي يديرانها مع تجار الماس مشبوهين، وكل ذلك في اطار اقناع صناع القرار في واشنطن بضرورة تغيير «النظام» في رأس الخيمة. واقر بارتريك بانه «كان لدى ابو ظبي في الماضي قلق حقيقي حول الامن البحري والداخلي في راس الخيمة وفي امارات شمالية اخرى». اما المصدر الدبلوماسي الغربي فاعتبر ان «ما يحكى عن شعبية الشيخ خالد لا يمكن التأكد منها، كما ان العلاقات مع ايران ليست حكرا على رأس الخيمة في هذه المنطقة».
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد