الولايات المتحدة والصين وإسرائيل تتصدر القتل الجماعي
أثارت جريمة كمبريا، في شمال غربي إنكلترا، حيث قتل سائق سيارة الأجرة ديريك بيرد 12 شخصاً بالرصاص من سلاحه المرخّص، تساؤلات حول علاقة انتشار السلاح بجرائم القتل الجماعي. ومرد هذه التساؤلات في الأساس أن بريطانيا من أقل دول العالم انتشاراً للسلاح في يد المواطنين ولكن ذلك لم يمنع وقوع جريمة مروعة كالتي وقعت في كمبريا.
وسارعت الحكومة البريطانية الائتلافية بقيادة ديفيد كاميرون إلى الإعلان أنها ستراجع مجدداً قوانين ترخيص السلاح عندما تتضح ملابسات ما حصل في كمبريا. ولكن هل هناك فعلاً علاقة بين الترخيص لحمل السلاح وبين الجرائم الجماعية؟
مارك إيستون، الصحافي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، نشر على مدونته على شبكة الإنترنت جدولاً يقارن بين انتشار السلاح في كل دولة وبين عدد جرائم القتل الجماعي فيها منذ العام 1960، مع الأخذ في الاعتبار نسبة الجرائم إلى عدد السكان. وجاءت الولايات المتحدة أولى بين الدول في العالم في عدد الجرائم الجماعية بـ 24 جريمة (عدد السكان 309 ملايين شخص)، تلتها الصين بـ 18 (بليون و300 مليون شخص) ثم إسرائيل بـ 11 (7.5 مليون شخص، وإن كانت الجرائم فيها ذات طابع سياسي بلا شك). وبالمقارنة، لم تشهد المملكة المتحدة (62 مليون شخص) سوى ثلاث جرائم جماعية خلال الحقبة ذاتها.
وكان لافتاً في هذه الإحصاءات أن انتشار السلاح المرخّص في الولايات المتحدة يبلغ 90 شخصاً من بين كل مئة شخص، في حين أن أكثر من 5 أشخاص بقليل من بين كل مئة شخص يحملون السلاح في شكل شرعي في بريطانيا. وهذا يعني أن نسبة جرائم القتل الجماعي بالمقارنة مع عدد السكان يبلغ 0.8 في المئة من بين كل 10 ملايين شخص في الولايات المتحدة، بينما تبلغ هذه النسبة 0.5 في المئة من بين كل 10 ملايين في المملكة المتحدة. أما روسيا التي يبلغ عدد سكانها 142 مليون شخص فلم تشهد سوى 5 جرائم قتل جماعي منذ 1960، علماً أن السلاح المرخّص فيها يبلغ 9 أشخاص من بين كل مئة شخص، ما يعني أن نسبة الجريمة الجماعية لعدد السكان يبلغ 0.3 في المئة فقط من بين كل 10 ملايين شخص. والأمر نفسه ينطبق على بقية الدول التي ترد في الجدول، ما يعني في شكل واضح أن انتشار السلاح بين السكان لا يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع نسبة الجرائم الجماعية. ولكن في الوقت ذاته، فإن من الواضح أن الجريمة الجماعية لا يمكن أن تُرتكب سوى إذا كان السلاح متوافراً، كما في حالة ديريك بيرد.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد