المونديال يحرك الأسواق وانخفاض في أسعار الكرز والدراق
الامتحانات العامة ومباريات المونديال تعد الحدث الأبرز الذي ألقى بظلاله على الأسواق فحالة الركود لم يطرأ عليها أي مستجد.. وقد ساهمت مناسبة المونديال في تحريك الأسواق لجهة تجارة بطاقات القنوات الفضائية التي تنقل المباريات وكذلك شراء بعض اشارات الفرق وأعلام الدول المشاركة من قبل المشجعين.. لكن هذا النوع من النشاط الاقتصادي يبقى محدوداً جداً قياساً بالحالة العامة للأسواق..
فتداعيات الأزمة مستمرة على الصعيد العالمي وبدأت آثارها الحادة والعاصفة تظهر في العديد من الدول مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال..
رغم أن بعض المحللين يعتبرونها منفصلة عن الأزمة العالمية, أما على الصعيد المحلي فإن تداعيات الأزمة لم تكن حادة.. ومرد حالة الجمود والركود الحالية سببها التوجس وانتظار الوصول إلى حالة التعافي على المستوى العالمي.. فأصحاب رؤوس الأموال يخشون المساهمة بمشاريع إنتاجية خوفاً من الخسارة ويفضلون على ذلك المساهمة في الاكتتاب على أسهم البنوك التي تفتح فروعاً لها في سورية اعتقاداً منهم أن ذلك يعد أكثر أماناً وأكثر مضمونية في الربح ولا أدل على ذلك إلا عدد المكتتبين على الأسهم الذي يفوق العدد المطلوب بأضعاف المرات.. والدليل الثاني على خوف أصحاب رؤوس الأموال من الأقدام على تأسيس مشاريع جديدة أو المساهمة بها هو حجم الأموال السورية المودعة في البنوك بالليرة والذي يصل إلى 1.4تريليون ليرة...
أما على الصعيد الاجتماعي فقد ساهمت الدولة بالتخفيف من تداعيات الأزمة إلى الحد الأدنى من خلال الوظيفة الاجتماعية للعمل في القطاع العام الذي تحملت الدولة عبئه الكبير والذي يترجم في لغة الأرقام بخسائر تقدر بمليارات الليرات. فالدولة لم تغلق أي مصنع أو شركة خاسرة ولم تسرّح عاملاً واحداً. مما ساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
إضافة إلى الإجراءات العديدة التي اتخذت على المستوى الحكومي وقضت باستمرار دعم المحاصيل والزراعة والوقود والكهرباء وتقديم المساعدات للمتضررين من الجفاف.
ويشار أيضاً إلى السعي الحكومي الدائم لجذب استثمارات عربية وأجنبية جديدة يمكن أن تسهم بتوفير احتياجات السوق المحلية مع خلق فرص عمل جديدة..
ضعف القدرة الشرائية
لكن رغم ذلك كله فإن المستهلكين من ذوي الدخل المحدود وهم الشريحة الاجتماعية الأكبر التي تقدر نسبتها بـ70إلى 80% أصبحت دخولهم ومرتباتهم غير قادرة على توفير كامل احتياجاتهم الأساسية ليس بسبب وجود غلاء محدد لسلع معينة بل بسبب اختلاف وتغير طبيعة الحياة في المجتمع السوري.
ويمكن في هذا الإطار أن نشير إلى مسألة الموبايل فلا يخلو منزل سوري بشكل عام من وجود موبايل واحد. وهذا يرتب تخصيص نفقات شهرية بآلاف الليرات ثمناً للمكالمات المنفذة علماً أن كثيراً من الأسر خاصة في العاصمة دمشق وفي بعض مراكز المدن يوجد فيها أربعة أو خمسة موبايلات... هذا إضافة إلى ثمن جهاز الموبايل نفسه, فقد أنفق السوريون ثمناً لأجهزة الموبايلات مليارات الليرات منذ عدة سنوات علماً أن المشتركين في خدمة الخلوي يقدر حالياً بحوالي سبعة ملايين مشترك.. أيضاً يمكن تلمس الملمح الثاني من تغير طبيعة الحياة في المجتمع السوري في مسألة اقتناء الأجهزة الكهربائية خاصة المكيفات وغيرها من الأدوات الكهربائية وما يعنيه ذلك من نفقات إضافية.. كما أن مسألة اقتناء السيارة الخاصة وما تستلزمه من نفقات الوقود والإصلاح والترسيم وغيرها يعد أحد ملامح تغير طبيعة الحياة في سورية.
خسارة في إنتاج البيض
تدهورت أسعار بيض الدجاج بشكل كبير, فقد باع المنتجون في مداجن ريف دمشق صحن البيض زنة 1800غرام فما فوق من أرض المزرعة بـ 71ليرة وتم تسعير الصحن بالنسبة للمستهلك بـ90 ليرة أما الصحن من وزن 1500غرام فما دون فيباع بـ60ليرة وقد ذكر العديد من المربين أن خسارتهم في كل صحن بيض تصل حالياً إلى مابين 30-40ليرة.
وطالبوا بتقديم معونات مالية لهم من صندوق دعم المنتجات الزراعية... و يبدو أن الجهات الوصائية بدأت تدرك حجم المصاعب التي يعاني منها مربو الدجاج البياض والفروج فهناك حديث حالياً يدور في العديد من الأوساط الرسمية والشعبية عن قرار رسمي يقضي بإلغاء الضميمة على الذرة البالغة ألف ليرة على كل طن مستورد.
أما الأعلاف فأسعارها مستقرة وكذلك الفروج وفيما يتعلق باللحوم البلدية الحمراء فلا تزال أسعارها عبئاً على إنفاق الأسرة مما يتطلب تدخلاً من وزارة الاقتصاد على غرار ما حدث في مسألة الفروج.
العقارات
علل بعض العاملين في تجارة العقارات البرود الجديد الذي أنهى مرحلة انتعاش بسيطة دامت لعدة أشهر إلى انشغال الناس بالامتحانات العامة والمونديال وذكر هؤلاء أن الشهر القادم يمكن أن يشهد هبة جديدة في تجارة العقارات.
الخضر والفواكه
ارتفعت أسعار البندورة بشكل لافت أواخر الأسبوع الماضي دون مبررات مقنعة فوصل سعر الكغ إلى 40ليرة.. لكن اللافت في الموسم الحالي الانخفاض الكبير والسريع الذي حدث في أسعار الكرز والدراق إذ تباع المادتان بأسعار أقل من مثيلاتها في الصيف الماضي.
أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس بـ 1635 وبيعت الأونصة في البورصات العالمية 1657 دولاراً وصرف الدولار بـ 46.95 واليورو بـ58 .
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد