الأسد يدعم مبادرة«الجوار العربي» وموسى في غاية التشاؤم من«السلام»

16-07-2010

الأسد يدعم مبادرة«الجوار العربي» وموسى في غاية التشاؤم من«السلام»

أبدت دمشق، أمس، تأييدها لمبادرة سياسة الجوار العربي من حيث المبدأ، واستعدادها لتأييد الخطوات التي يمكن أن تساهم في تدعيم العمل العربي المشترك، داعية إلى جهد عربي، ولا سيما في إطار إنجاح المشروع العربي الخاص بالقدرات النووية الإسرائيلية في مؤتمر أيلول المقبل، فيما اعرب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن تشاؤمه من سير المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، محملاً بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كلاً من حماس وفتح مسؤولية تعثر جهود المصالحة الفلسطينية.
واكد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه موسى في دمشق، «تأييد دمشق لأية آلية عمل يتم الاتفاق بشأنها، وتساعد على تدعيم العمل العربي المشترك»، مشدداً على «ضرورة وجود إرادة سياسية عربية تضمن خروج القمم العربية بمقررات تالأسد خلال لقائه موسى في دمشق أمس_عكس طموحات الشعب العربي وتجد الحلول المناسبة لقضاياه».
وبحث الأسد وموسى أهمية حشد الجهود لإنجاح مشروع القرار العربي الخاص بالقدرات النووية الإسرائيلية، والذي سيعرض على الدورة الـ 54 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيلول المقبل. وأكدا «ضرورة وقوف العرب جميعاً وراء هذا القرار ودعمه كما هو، ووفق الصيغة التي تمّ التوافق عليها عربياً».
وتناول اللقاء أيضاً مبادرة سياسة الجوار العربي التي اقترحت خلال القمة العربية في مدينة سرت الليبية حول تعزيز العلاقات مع دول مجاورة مثل تركيا وايران، حيث أكد الأسد «تأييده لهذه المبادرة من حيث المبدأ»، مشدداً على «أهمية وضع إطار مؤسسي وإيجاد آليات عمل لإنجاح المبادرة وتنفيذها بالشكل الأمثل وبما يخدم مصالح جميع الأطراف وذلك حالما يتم إقرارها في القمة العربية»، مؤكداً أن جولته مؤخراً في أميركا اللاتينية «أتت انطلاقاً من الرؤية السورية بضرورة تكثيف الجهود من اجل تعزيز العلاقات العربية مع تلك المنطقة التي تقف مع حقوقنا وقضايانا وتدعمها في المحافل الدولية».
كما تناول اللقاء الضغوط التي تتعرض لها تركيا نتيجة المواقف المشرفة التي اتخذتها لنصرة الشعب الفلسطيني في وجه ما يتعرض له من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم «التأكيد على ضرورة الوقوف مع الحكومة والشعب التركي لمواجهة هذه الضغوط».
واعتبر موسى، في مؤتمر صحافي بعد لقائه وزير الخارجية وليد المعلم، أن زيارته لدمشق «عززت الاطمئنان لحسن الإعداد للخطوات العربية المقبلة، ولا سيما للقمة الاستثنائية المقررة في الخريف المقبل».
وعن توقعاته بشأن عملية السلام ولا سيما المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال موسى «أنا في غاية التشاؤم من مستقبل هذه العملية وحاضرها»، مضيفا أن المفاوضات غير المباشرة «لم تحقق أي شيء طبقاً لما نشاهده ونسمعه من تقارير رسمية تصل إلينا»، مشيراً إلى أنه لا يوجد حتى الآن أي معلومات موثقة عن أية اقتراحات إسرائيلية «في إطار ما يسمى بإجراءات بناء الثقة»، معتبراً أن ما يجري هو «إدارة الأزمة على حساب حلها».
وأعلن موسى أن هذا الموضوع سيكون على جدول أعمال اجتماع لجنة المتابعة العربية في 29 تموز الحالي، منوهاً «باستعداد (عربي) لمناقشة الأمر مناقشة شريفة، أمينة، محترمة، لمعرفة ما إذا كانت الأمور الحالية يمكن أن تؤدي إلى سلام، وهل المفاوضات المباشرة في ظل الظروف الحالية ممكنة وهل أدت المفاوضات غير المباشرة إلى أية نتيجة حتى الآن بعد مرور أكثر من نصف المدة؟».
ولم يوضح موسى ما الذي يملكه العرب بالمقابل رداً على فشل المفاوضات، نافيا أن تكون الجامعة منحت «غطاء مباشراً» للمفاوضات غير المباشرة.
وقال إن «ما تم تقديمه كان موقفاً سياسياً معيناً وحركة دبلوماسية مبنية على تقرير قدمه (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن شخصياً بتلقيه ضمانات معينة، وضمن تفاهمات معينة مع الإدارة الأميركية تتعلق بالوضع في الأراضي المحتلة وبناء المستوطنات والوضع في القدس، وان كل هذه الأمور ستتوقف عند بداية المفاوضات غير المباشرة».
وفي موضوع المصالحة الفلسطينية، حرص موسى على تحميل الطرفين المعنيين بها مسؤولية تأخرها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الجهود متواصلة في هذا السياق، لكنه اعتبر انه «لا فائدة» من هذه الجهود من دون «إرادة سياسية فلسطينية للمصالحة عن وعي فلسطيني بمقدار الدمار الذي حصل لقضيتهم بسبب هذا الخلاف». وأضاف إن «الوضع الحالي لا يصحّ أن يستمر»، مؤكداً أن على الفلسطينيين أن «يقيموا دولتهم وليس بإمكانهم أن يقيموا دولتهم في ظل هذا الانقسام».
ورفض موسى اعتبار أن «الكرة» في يد مصر أو أية دولة عربية «بل بيد الفلسطينيين أساساً، وهم الذين يجب أن يتقدموا وان يطوروا من إرادتهم لان هذا الانقسام هم من يدفعون ثمنه، فلا مصر ولا سوريا ولا أي دولة عربية تدفع ثمنه».
وكرر موسى، خلال لقائه مشعل، تحميل حماس وفتح مسؤولية الانقسام. وقال «لا تظنوا أن طرفاً واحداً فقط هو المسؤول بل الطرفان مسؤولان عن تعطل المصالحة، قد يكون هناك أيضاً أطراف أخرى، ولكن المسؤولية تقع على الطرفين الفلسطينيين»، لكنه هدأ من لهجته لاحقاً ليقول «لاحظت استعداداً في المصالحة، وأرحّب به من جميع الجهات، ولكننا نريد تقدماً عملياً وتوقيع ما هناك من أوراق وإنهاء هذا الأمر».
من جهته، أكد مشعل أن حماس «حريصة كل الحرص على تذليل جميع العقبات التي تحول دون المصالحة، وعلى تبديدها بأسرع وقت ممكن، بالتعامل مع متطلبات المصالحة وإيجاد تفاهمات فلسطينية فلسطينية تعالج نقاط الخلاف إلى جانب الورقة المصرية». وأضاف «ليكن كل ذلك أساساً ومرجعية للمصالحة الفلسطينية»، متمنياً «من الجميع أن يستجيب لذلك، وليس للضغوط الخارجية».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...