بغداد تتسلم معتقل كروبر
سلمت القوات الأميركية إلى السلطات العراقية إدارة وسجناء معتقل كروبر الواقع قرب مطار بغداد الدولي. ويعد المعتقل أهم وآخر المعتقلات الأميركية التي تغلق أو تسلم إدارتها إلى الحكومة العراقية.
وقال الجنرال جيري كانون نائب رئيس المعتقلات الأميركية في العراق خلال مراسم تسليم المعتقل، إن "هذه بداية لعهد جديد".
واعتبر أمام مئات المسؤولين الأميركيين والعراقيين أن النظام الجديد "ستجتمع فيه جميع عناصر السلطة القضائية العراقية القادرة على أداء دورها لضمان أمن وسلامة العراقيين".
وسلم كانون أثناء الاحتفال -الذي أقيم في أحد أقسام سجن كروبر- إلى وزير العدل العراقي دارا نور الدين مفتاحا كبيرا يرمز لانتقال المسؤولية في المعتقل إلى السلطات العراقية.
وعلى الرغم من هذه الخطوة سيبقى مائتا سجين بينهم ثمانية من قياديي القاعدة ورموز النظام السابق في أحد مواقع كروبر تحت رقابة القوات الأميركية، بحسب قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو.
وقال وزير العدل العراقي إنه من بين الثمانية "أخوا صدام حسين غير الشقيقين وطبان إبراهيم الحسن (وزير الداخلية السابق) وسبعاوي إبراهيم الحسن (مدير الأمن العام السابق)، وسلطان هاشم أحمد (وزير الدفاع السابق) وحسين رشيد التكريتي، وعزيز صالح النومان عضو قيادة قطرية في حزب البعث".
وتم بناء كروبر بعد اجتياح العراق في مارس/آذار 2003، لاحتجاز قادة ورموز نظام صدام حسين الذي يعد أشهر سجين أمضى في كروبر الجزء الأكبر من مدة سجنه منذ اعتقاله في ديسمبر/كانون الأول 2003، حتى إعدامه في ديسمبر/كانون الأول 2006.
ووسع كروبر مع تصاعد أعمال العنف ليتسع لاستقبال عشرات آلاف من المعتقلين الذين يشتبه في تورطهم بارتكاب أعمال عسكرية ضد القوات الأميركية أو أعمال عنف طائفي، كما هو حال معتقل بوكا الذي يقع قرب البصرة أقصى جنوبي العراق والذي أغلق في سبتمبر/أيلول 2009.
ويضم كروبر اليوم نحو 1500 معتقل معظمهم من رموز النظام السابق. وقد سجل فيه منتصف 2007، أعلى معدل للمعتقلين عندما كان هناك 26 ألف معتقل جراء قيام القوات الأميركية بحملات اعتقالات للحد من أعمال العنف الطائفي آنذاك.
وكانت القوات الأميركية سلمت السلطات العراقية عددا من قادة النظام السابق ونقلتهم إلى سجن الكاظمية بينهم طارق عزيز وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء في عهد نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وعبد حمود السكرتير الخاص لصدام حسين، ووزير النفط السابق عامر محمد رشيد.
وقد أعرب زياد نجل طارق عزيز في حديث للجزيرة عن خشيته من انتقال والده إلى سجن الكاظمية لعدم توفر أدنى درجات العناية بحيث لا يتوفر سيارة إسعاف أو طبيب، مشددا على أن والده يحتاج إلى عناية طبية خاصة.
واعتبر زياد أن العناية الطبية لدى السجون التي يشرف عليها الأميركيون أفضل، وأشار إلى أن والده أصابته جلطة في الدماغ قبل عدة أشهر أفقدته القدرة على المشي والنطق.
من جهته قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، إن السجناء الذين تسلمت الحكومة العراقية المسؤولية عنهم سوف يخضعون لما وصفها بمحاكمات عادلة وفقاً للقوانين العراقية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد