مؤتمر كابول الدولي ينعقد اليوم: «المصالحة»مع طالبان والأمن المحلي

20-07-2010

مؤتمر كابول الدولي ينعقد اليوم: «المصالحة»مع طالبان والأمن المحلي

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، الحكومة الأفغانية إلى المضي قدما في «المصالحة» مع عناصر حركة طالبان «المستعدين للالتزام بمستقبل سلمي»، عشية مؤتمر كابول الدولي الذي تشارك فيه منظمات ودول عدة بينها ايران بشخص وزير خارجيتها منوشهر متكي، وطلبت ألمانيا أن يتم الاتفاق خلاله على جدول لانسحاب قوات الاحتلال، بداية بتسليم المهام الامنية للقوات الأفغانية في العام 2014، فيما قتل جنديان أميركيان في جنوب البلاد.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في اسلام اباد، قبل توجهها اليوم إلى كابول للمشاركة في مؤتمر دولي للدول المانحة، «ننصح بقوة اصدقاءنا الافغان بالتفاوض مع المستعدين للالتزام بمستقبل سلمي، والتعبير عن آرائهم عبر صناديق التعبير السياسي وليس بقوة الاسلحة». كما أعلنت كلينتون عن عدة مشاريع مساعدة مدنية لباكستان، تفوق قيمتها 500 مليون دولار، داعية اسلام اباد إلى «مزيد من الاجراءات الإضافية ضد الارهابيين».
من جهته، قال وزير الخارجية الالماني، غيدو فسترفيله، إن على مؤتمر كابول أن يضغط باتجاه حل سياسي للنزاع الأفغاني، مضيفا «هدفنا الخروج برؤية للانسحاب، عنصرها الأساسي، تسليم المسؤوليات الأمنية للسلطات الأفغانية بحلول العام 2014»، وأوضح أنه سيكون من «الجيد أن يتم تضمين هذا الهدف في الوثيقة الختامية للمؤتمر».
اما متكي فاعتبر خلال لقائه في كابول مع الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، أن حل ازمة أفغانستان يعزز من أمن واستقرار المنطقة. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء ان متكي الذي وصل الى كابول أمس، للمشاركة في المؤتمر الدولي أعرب خلال لقائه قرضاي، عن أمله أن يتخذ مؤتمر كابول خطوات على طريق تفويض شؤون افغانستان الى الحكومة والشعب في هذا البلد.
وأكد متكي أن استثمار الإمكانيات الاقتصادية في أفغانستان سيعكس صورة مختلفة تماما عن الصورة الحالية لهذا البلد في العالم. كما أكد مجددا استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية للتعاون مع الحكومة والشعب في افغانستان. بدوره، أعرب الرئيس الأفغاني في هذا اللقاء عن «رضاه وارتياحه لعلاقة الصداقة التي تربط بين بلاده وايران»، مشيرا الى ان زياراته لايران هي الأكثر بين زياراته لسائر دول العالم. كما شدد قرضاي على أهمية التعاون الثلاثي بين ايران وافغانستان وباكستان، معتقدا أن تعاونا كهذا يساعد على حل مشاكل المنطقة.
وفرضت إجراءات أمنية مشددة في كابول لتأمين المؤتمر وهو أكبر حدث من نوعه في أفغانستان منذ ما يزيد على ثلاثة عقود وسيحضره ممثلون لما يربو على 60 دولة ومنظمة دولية ومن بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زيماراي بشاري «نحن مستعدون مئة في المئة، لكن هذا لا يعني ان كل شيء سيسير تماما وفقا للخطة.» وبدت شوارع العاصمة خالية أمس، وحتى ان الدبلوماسيين الأجانب وجدوا انفسهم عاجزين عن المرور بالعشرات من نقاط التفتيش.
وستعرض الحكومة الافغانية في المؤتمر رؤية موسعة تشمل تعهدات لشعبها وللمجتمع الدولي في خمسة مجالات هي التمويل والقانون ورشاد الحكم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام والمصالحة والامن والعلاقات الدولية. ويقول بعض المحللين والدبلوماسيين ان هذه الرؤية مسرفة في الأمل مقلة في التفاصيل لكن الجميع يتفقون على انها تأتي في وقت حاسم بالنسبة إلى أفغانستان.
ومن أبرز نقاط هذه الرؤية الافغانية، مطالبة الجهات المانحة بزيادة المساعدات المقدمة من خلال القنوات الحكومية إلى حوالى الضعفين، مع التعهد في المقابل بتحسين سبل المحاسبة وتشديد الملاحقة القضائية للمسؤولين المشتبه بضلوعهم في قضايا الكسب غير المشروع والفساد امام محاكم خاصة، وزيادة عدد افراد الجيش الى أكثر من 170 ألفا بحلول تشرين الاول 2011 وافراد الشرطة الوطنية إلى 134 ألفا علاوة على تشكيل قوة شرطة محلية جديدة في المناطق غير الآمنة، وتطبيق برنامج يهدف إلى إعادة دمج ما يصل إلى 36 ألف مقاتل سابق في المجتمع على مدى خمسة أعوام، بالإضافة إلى رفع الإيرادات المحلية الى نسبة 9.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول آذار المقبل.
إلى ذلك، قتل جنديان أميركيان في جنوب افغانستان، بحسب ما اعلنت قوات الاحتلال التي لم تقدم أي تفاصيل إضافية عن الحادث، كما قتل 6 شرطيين افغان في انفجار عبوة بولاية قندهار الجنوبية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...