المستوطنون يستولون على مبنى يؤوي 12 عائلة في القدس
روى مازن قرش الذي يسكن حارة السعدية في البلدة القديمة في القدس المحتلة أن مستوطنين اقتحموا ليل الأربعاء الخميس منازل أفراد عائلته الذين كانوا يحضرون حفل زفاف أحد أقربائهم وكسروا الأبواب ودخلوا الغرف وتحصنوا فيها تحت حماية شرطة الاحتلال . وقال ل “فرانس برس” “لم نذهب أنا وعائلتي إلى حفل الزفاف بسبب مرضي، بينما كان ثمانية من إخوتي وأولاد عمي وعائلاتهم، أي نحو خمسين شخصا، في حفل الزفاف” . وأضاف “اتصلت بالشرطة وأقربائي للقدوم لحماية بيوتهم إلا أن المستوطنين والشرطة منعوهم من دخول البيوت” . وأوضح قرش “نحن موجودون في هذا البيت منذ 1936 ولدينا عقود إيجار واستئجار”، مؤكدا “فوجئنا بعملية الاقتحام” . وتسكن تسع من عائلات قرش في المبنى .
وذكرت “د .ب .أ” أن عشرات المستوطنين وبحماية مكثفة من شرطة الاحتلال استولوا على المبنى المكون من طابقين والتي تقطنها 12 أسرة . وأشارت إلى أن “المهاجمين حطموا الأبواب الخارجية للعمارة وأخرجوا عددا من سكانها بعد محاصرتها من قبل شرطة الاحتلال”، مشيرة إلى أنها تطل على المسجد الأقصى . ورجحت مصادر فلسطينية أن المستوطنين يخططون لتحويل العمارة إلى مدرسة دينية تلمودية لهم لقربها من المسجد الأقصى الذي تبعد عنه نحو 300 متر فقط .
وقال قرش إن مستوطنين من جمعية “عطيرت كوهانيم” التهويدية ادعوا أنهم في 1987 اشتروا البيت من ورثة سليمان حنضل صاحب البيت الموجود في الولايات المتحدة . وقال “خضنا معارك قانونية طويلة مع المستوطنين الذين طالبوا بإجلائنا وربحنا القضية منذ عامين” . وأوضح “ذهبت إلى الشرطة وقدمت شكوى . قالت الشرطة يبقى الوضع على حاله بمعنى بقاء المستوطنين إلى حين الحصول على أمر من المحكمة لإجلاء المستوطنين” . وتابع “تقدمنا بطلب مستعجل للمحكمة لاجلائهم من بيوت عائلتي” .
وتجمعت العائلات أمام باب المبنى حيث جلست النساء على كراس مقابل المنزل وهن يبكين وقد احمرت عيونهن . وبين الحين والآخر تصرخ امرأة مسنة “الله اكبر” . أما المستوطنون، فيدخلون ويخرجون من المبنى بحرية .
ويقف رجال شرطة الاحتلال في المكان لحماية المستوطنين، ويقومون من حين لآخر بتفتيش أغراض يحملها أطفال ليسمح لهم المستوطنون بالدخول . وبين هؤلاء الأطفال ابن مازن قرش الذي لم يسمح له بالدخول .
ويتكرر هذا المشهد بين الحين والآخر في القدس عندما يقتحم المستوطنون البيوت ليلا ويلقون بالأثاث في الشارع بحجة أن البيت بيع قبل سنوات طويلة ويكون البائع في معظم الأحيان قد فارق الحياة . وقالت ليال قرش وهي تبكي “نحن هنا منذ الثانية ليلا . نحن وأطفالنا . الشرطة تسمح للمستوطنين بالدخول والخروج ولا تسمح لنا بذلك” . اما زوجها عدلي قرش الذي سمحت له الشرطة بدخول المبنى بعد ان تقدم بشكوى، فقال لم ادخل بيتي . فقط أشرت للشرطة عن مكان بيتي . رأيت أن المستوطنين هدموا الحائط بين بيتي وبيت ابن عمي صلاح ووضعوا خزائن في زاوية وكدسوا الأغراض عليه، كما سيجوا الدار والأسطح بالسياج الشائك” .
وأكد مسؤول ملف القدس وعضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، حاتم عبدالقادر أن الاستيلاء على منزل عائلة قرش يؤكد أن “إسرائيل” تمارس البلطجة لتجريد المقدسيين من ممتلكاتهم والتضييق عليهم لتشريدهم من المدينة . ودعا عبدالقادر في حديث ل “الخليج”، الحكومة البريطانية إلى الكشف عن الوثائق التي تمتلكها بخصوص أملاك الفلسطينيين في مدينتهم . وطالب السلطة بتحرك عاجل مع الحكومة البريطانية والطلب منها الحصول على نسخ من الوثائق الأصلية التي بحوزتها من أجل استخدامها في دحض الادعاءات ومحاولات التزوير المكشوفة التي يمارسها الاحتلال والمستوطنون لتبرير جرائم نهب الأراضي والعقارات .
وكشف عن نجاح المحاولات الفلسطينية في الحصول على بعض الوثائق الأصلية الموجودة لدى الحكومة التركية التي تفند ادعاءات المستوطنين والاحتلال .
وأضاف أن ما تحقق مع الحكومة التركية يمكن تكراره مع الحكومة البريطانية . وتابع “الحكومة التركية لديها قرابة 90% من الوثائق العثمانية الأصلية”، موضحاً أن هذا الملف لابد من فتحه لمواجهة ما تتعرض له القدس من تزوير وتهويد . وقال “هناك وثائق أصلية لدى الحكومة التركية ووثائق لدى الأردن، ولا بد من طرق باب الحكومة البريطانية والطلب منها رسميا الكشف عن الوثائق الموجودة لديها باعتبارها كانت تمارس سلطة الانتداب في فلسطين” .
وعن جدوى هذه الخطوات قال عبد القادر “لقد نجحنا في تعطيل إجراءات المحاكم “الإسرائيلية” التي كانت تنظر في قضية عائلة الصباغ في الشيخ جراح”، موضحا أن هذا النجاح تم بعد مواجهة المحكمة بوثائق رسمية تركية .
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد