بولتون:أمام إسرائيل أيام لضرب محطة بوشهر وطهران تهددبإقفال هرمز
تصاعدت أمس، وتيرة التهديد بضرب ايران، قبل أيام من تدشين محطة بوشهر الكهروذرية، وبعد إعلان الجمهورية الإسلامية عن نيتها بناء موقع جديد لتخصيب اليورانيوم في آذار المقبل، إذ اعتبر السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، أن أمام إسرائيل «ثمانية أيام» لضرب محطة بوشهر، قبل نقل المواد المشعة إليها، فيما اعتبر مصدر عسكري إسرائيلي أن «الانسحاب» الأميركي من العراق يمثل فرصة لتصعيد التهديد العسكري ضد ايران.
وقابل هذا التصعيد الكلامي، تحذير ايراني من إقفال مضيق هرمز البالغ الأهمية الاستراتيجية، في حال أي اعتداء على ايران، إذ قال رئيس دائرة العمليات في القيادة العامة للقوات المسلحة الايرانية، العميد علي شادماني «لمواجهة العدوان المحتمل، خططنا لثلاثة اجراءات وفي مقدمتها السيطرة بشكل تام على مضيق هرمز حيث لن يسمح لأحد بالحركة...ثانياً: نحن نراقب بدقة جميع القواعد الاميركية في افغانستان والعراق، واستناداً الى ذلك فإن ادنى محاولة ضد ايران، ستجعل القوات الموجودة في هذه القواعد تصاب بالشلل ولن يسمح لها بالقيام بأي عمليات...ثالثا: ان اسرائيل هي الحديقة الخلفية لأميركا، وعلى هذا الاساس فإننا سندمر هذه الحديقة الخلفية».
كما أكد وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي أن وجود اسرائيل سيتعرض للخطر إذا ما هاجمت محطة بوشهر، فيما قال رئيس المؤسسة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ان «هجوماً على مركز نووي سيكون جريمة دولية لأن نتائجه لن تطال الدول المستهدفة فقط بل سيكون له بعد عالمي». وأضاف ان «بوشهر كانت حتى الآن منشأة بسيطة...لكن عندما يتم ادخال الوقود اليها ستصبح محطة نووية وسندخل في مرحلة جديدة».
وفيما قد تقرر من جانب روسيا وايران ان يبدأ شحن محطة بوشهر الكهروذرية، السبت المقبل، قال بولتون لقناة «فوكس» الإخبارية، إنه «عندما يكون اليورانيوم والوقود قريباً جداً من المفاعل، ستتسبب أي غارة في نشر الإشعاعات»، مضيفاً «بالتالي فإنه إذا أرادت اسرائيل المبادرة بأي خطوة ضد بوشهر فعليها القيام بها خلال الأيام الثمانية المقبلة»، ورداً على سؤال حول احتمال قيام اسرائيل بضرب بوشهر، قال بولتون «لا أظن، اعتقد أنهم فوتوا الفرصة»، موضحاً أن الدولة العبرية، قلقة من الأبعاد المختلفة للبرنامج النووي الإيراني، أكثر من قلقها إزاء بوشهر: «لا أظن أن اسرائيل قد تهاجم خلال أيام، ثم تنتظر أشهراً وتعيد الهجوم مرة أخرى».
وقال بولتون إن «الوقود الخارج من المفاعل بعد الاستخدام، سيكون مشبعا بالبلوتونيوم، الذي تمكن إعادة معالجته كيميائيا واستخدامه لتصنيع أسلحة نووية»، غير أن الاتفاق الروسي - الايراني، الذي أقيمت على أساسه محطة بوشهر، يفرض على الايرانيين إعادة الوقود النووي الذي ستزودهم به موسكو، إلى روسيا بعد استخدامه.
من جهتها، نقلت النسخة الالمانية من صحيفة «فاينانشال تايمز» عن مصدر عسكري اسرائيلي رفيع المستوى مطالبته أميركا بتصعيد تهديدها العسكري لإيران، قائلاً «لا يحدث تأثير عندما يتحدث المرء فحسب، عن الخيار العسكري»، معتبراً أن «الانسحاب» الأميركي من العراق يمثل فرصة جيدة لتحقيق ذلك: «عندما ينسحب المرء من ساحة معينة، يصير بوسعه التركيز على مصدر آخر للخطورة الأمنية، وهذا المصدر بالنسبة لنا هو ايران».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست «لدينا عدة مشروعات نووية في المستقبل ويمكن لأي دولة، بما فيها الولايات المتحدة، المشاركة في هذه المشروعات سواء من خلال الشركات الخاصة أو الحكومية»، نافيا صحة تعليقات أدلى بها المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس الأسبوع الماضي بأن محطة بوشهر يمكن أن تغني إيران عن الحاجة لأي منشآت أخرى لتخصيب اليورانيوم . وقال «تعليقات البيت الأبيض ليس لها أساس حيث أننا سنحتاج لوقود لمفاعلاتنا النووية المقرر إنشاؤها بالتدريج، ومن ثم فإنه ينبغي مواصلة عملية تخصيب اليورانيوم لإنتاج الوقود النووي لهذه المفاعلات»، مضيفا أنه « بحسب القوانين الدولية لا يمكن مهاجمة المنشآت التي تحوي وقوداً نووياً بسبب عواقب انسانية».
وفي هذه الأثناء، تحطمت طائرة ايرانية نفاثة من طراز «إف-4 فانتوم 2» في شمال مدينة بوشهر، فيما نجا الطيار ومساعده. وقال مسؤول محلي ان خللا تقنياً كان وراء تحطمها.
إلى ذلك، اكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أنه «من الأهمية بمكان، التمييز بين تعهداتنا الدولية، وكون الكثير من مبادلاتنا (مع ايران) مشروعة»، وذلك غداة انتهاء زيارة وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالي، ستيوارت ليفي، لأبو ظبي، بهدف حثها على تطبيق العقوبات على ايران.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد