الأسد يدعو إلى توسيع المفاوضات لإشراك جميع ممثلي الشعب الفلسطيني
شدد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه الملك الأردني عبد الله الثاني في دمشق أمس، على ضرورة مشاركة جميع ممثلي الشعب الفلسطيني في أية مفاوضات تتعلق بقضيتهم، منتقدا بشكل غير مباشر انفراد السلطة الفلسطينية بعملية التفاوض، فيما عبر عبد الله عن اقتناعه بجهود الإدارة الأميركية على هذا الصعيد، محذرا من الفشل وأثره على استقرار المنطقة.
وذكرت مصادر رسمية سورية ان الأسد وعبد الله الثاني بحثا «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتطور الإيجابي الذي تشهده»، حيث أعرب الجانبان «عن ارتياحهما لمستوى هذه العلاقات على مختلف المستويات والعزم على تمتينها بما فيه خدمة مصالح الشعبين السوري والأردني».
إلا أن العنصر الأساسي كما يبدو في زيارة الملك الأردني كان ما جرى في واشنطن في اليومين الماضيين، حيث اطلع الأسد «على آخر التطورات المتعلقة بمفاوضات السلام المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل التي بدأت في الولايات المتحدة» والتي تشكك سوريا في مصداقيتها، في حين اعتبر الملك عبد الله، وفقا للبيان الرئاسي
السوري، أن «الإدارة الأميركية مصممة على التوصل إلى اتفاق سلام»، مشيرا إلى أن «السلام لن يكون دائما ما لم يكن شاملا وعلى المسارات كافة».
ونقل البيان عن الأسد «التأكيد على رغبة سوريا وسعيها الدائم لتحقيق السلام العادل والشامل»، معتبرا أن «استمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية والاستيطانية يشكل عقبة حقيقية في تحقيق السلام». وأشار إلى «أهمية مشاركة كافة ممثلي الشعب الفلسطيني في أي مفاوضات تتعلق بالقضية الفلسطينية والى الضرورة الملحة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية».
واختتم الأسد وعبد الله اجتماعهما بالتأكيد على «حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بما ينعكس إيجابا على قضايا العرب ومصالحهما المشتركة.»
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان الزعيمين «شددا على أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي، يضمن استعادة جميع الحقوق العربية وفق قرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات المعتمدة، خصوصا مبادرة السلام العربية، هو أساس تحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط».
وحضر اللقاء رئيس مجلس الوزراء محمد ناجى عطري ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام. وعن الجانب الأردني رئيس الوزراء سمير الرفاعي ورئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي ومستشار الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة ومدير الاستخبارات الفريق محمد الرقاد.
وكان الأسد تلقى قبل سفر عبد الله إلى واشنطن رسالة شفهية منه «تتعلق بالمستجدات العربية والإقليمية واعتداءات إسرائيل الأخيرة على الأراضي اللبنانية وقطاع غزة». وتعود آخر زيارة للملك الأردني إلى دمشق إلى 24 حزيران الماضي.
من جهة أخرى تسلم الرئيس السوري دعوتين من الرئيس الليبي معمر القذافي، نقلهما وزير الخارجية الليبي موسى كوسا، لحضور القمة العربية الاستثنائية والقمة العربية الإفريقية، المقرر عقدهما أوائل تشرين الأول المقبل في ليبيا.
واطلع الأسد من كوسا على آخر التحضيرات الجارية لعقد هاتين القمتين، والجهود المبذولة لإنجاحهما. وجرى بحث العلاقات العربية ـ العربية والعلاقات العربية الأفريقية، وأهمية التركيز على الجانب الاقتصادي في إرساء البنية التحتية السليمة للعلاقات بين الدول العربية وتوسيعها باتجاه إفريقيا. كما تناول اللقاء تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة العمل على تعزيز العمل العربي المشترك بما يخدم مصالح وقضايا الدول العربية العادلة.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد