تعهدات أميركية لإسرائيل مقابل التجميد
تعهدت الولايات المتحدة الأميركية بتقديم حوافز وصفت بأنها نادرة لإسرائيل إذا وافق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على تمديد القرار الخاص بتجميد البناء في المستوطنات لمدة شهرين، فيما وصل إلى القدس المحتلة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل لإجراء سلسلة من المباحثات مع الإسرائيليين في محاولة لاستئناف المفاوضات المباشرة.
العرض الأميركي لإسرائيل جاء في رسالة بعث بها الرئيس الأميركي باراك أوباما لنتنياهو وفقا لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية عن صحيفة معاريف الصادرة بالعبرية.
وقالت الصحيفة إن التعهدات الأميركية التي وصفتها بالنادرة تتضمن تزويد إسرائيل بوسائل قتالية حديثة إلى جانب تعهدات أمنية أخرى، وإحباط محاولة عربية لطرح قضية الدولة الفلسطينية على مجلس الأمن الدولي قريبا.
كما تضمنت رسالة أوباما تعهدا بمنع الفلسطينيين من إعادة طرح قضية المستوطنات بشكل منفصل عن المفاوضات المباشرة بحيث يحسم مصير المستوطنات في إطار التسوية الدائمة، وتفادي ممارسة الضغط على إسرائيل والتعهد بالحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن نتنياهو يرفض حتى الآن الطلب الأميركي بتمديد قرار التجميد، وأنه إذا أصر على رفضه فقد تعلن الإدارة الأميركية اعترافها بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو يلبي أحد أهم مطالب الطرف الفلسطيني.
ويتزامن ذلك مع وصول المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل لإجراء سلسلة من المباحثات مع الإسرائيليين في القدس في محاولة لاستئناف المفاوضات المباشرة.
وسيتوجه ميتشل إلى رام الله يوم غد الخميس لإجراء مباحثات مماثلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قال أمس إن من قرر استمرار الاستيطان هو من يتحمل مسؤولية أي وقف محتمل للمفاوضات.
وجاءت زيارة ميتشل بعد قليل من إصدار مكتب نتنياهو بيانا تنصل فيه من كلمة وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلا انها لا تعبر عن الموقف الرسمي الإسرائيلي، ولم يتم التنسيق بشأنها مع نتنياهو الشخص الذي يدير المفاوضات السياسية لإسرائيل.
وأعرب البيان عن الأمل في مفاوضات إيجابية خلال لقاء نتنياهو المرتقب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس الشهر المقبل.
وشدد البيان على أن القضايا المختلفة لاتفاق سلام لن يتم بحثها وتحديدها إلا على مائدة التفاوض وليس في أي مكان آخر.
كما تنصل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي يتزعم حزب العمل من كلمة ليبرمان، وقال إنها لا تعبر عن موقف الحكومة الإسرائيلية وبالتأكيد لا تعبر عن موقف حزب العمل الذي يرى أن من الضروري استمرار المفاوضات وتحقيق انفراج وصولا لإنجاز اتفاق سلام مع الفلسطينيين، بحسب بيان صادر من مكتب باراك.
وكان ليبرمان قد قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إنه يجب التخلي عن مبدأ الأرض مقابل السلام في مفاوضات الوضع النهائي التي استبعد أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها خلال عام، مقترحا بالمقابل اتفاقا انتقاليا يدوم عقودا.
واعتبر أن المبدأ الموجِّه لاتفاق الوضع النهائي يجب ألا يكون الأرض مقابل السلام، بل تبادل الأراضي المأهولة، موضحًا ذلك بقوله إنه لا يتحدث هنا عن نقل السكان "بل عن نقل الحدود لكي تعكس بشكل أفضل الحقائق الديمغرافية".
وأشار ليبرمان إلى وجود نوعين من المشاكل في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هما -حسب قوله- المشاكل العملية المتمثلة بالاحتكاك بين أمتين ذواتي ديانتين ولغتين ومطالب متعارضة بالأرض نفسها، والمشاكل العاطفية التي تتركز في غياب الثقة بين الجانبين ومسائل مثل القدس واللاجئين والاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي.
واعتبر أن حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يتطلب معالجة الخلاف مع طهران أولاً, التي قال إنها يمكن أن تفشل أي اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين أو مع لبنان عبر وكلائها، حسب قوله.
وتسببت كلمة ليبرمان في انسحاب مندوبين فلسطينيين من اجتماع الجمعية العامة. وقال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور لرويترز إن التصريحات كانت مهينة للغاية ولا يمكن التسامح بشأنها، وإن هذا الرجل (ليبرمان) منعزل تماما عن الواقع السياسي.
المصدر: الجزيرة+دي بي آي
إضافة تعليق جديد