كوشنير وموراتينوس يقدمان لعباس ضمانة أوروبية:إعلان دولة فلسطينية في الأمم المتحدة
وزيرا خارجية فرنسا برنار كوشنير واسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس في تل أبيب وعمان وأنقرة، الأمس واليوم وغدا، لتحويل مقال في صحيفة «اللوموند»، حرراه بيد واحدة في 21 شباط الماضي، إلى إعلان سياسي أوروبي.
الوزيران الفرنسي والإسباني لن يجدا في تل أبيب ترحيبا كبيرا بالفكرة التي طرحاها معا آنذاك، وحرصا على التعبير عنها بصفتهما الشخصية في الصحيفة الفرنسية. المقال المشترك دعم إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد في الأمم المتحدة.
الاقتراح كان يستند إلى إدراك أوروبي متزايد بأن الوقائع التي خلقها الاستيطان على الأرض، وإخفاق إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتجميده، سيطيح بخيار الدولتين خلال سنوات، ولن يبقي للفلسطينيين ما يقيمون عليه دولة قابلة للحياة.
وبحسب صحيفة «الكنار أنشينه»، علق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمام اجتماع لمجلس الوزراء، الأسبوع الماضي، على مهمة المبعوث الأميركي الخاص إلى المنطقة جورج ميتشل بالقول إنه «ليس نافعا في الشرق الأوسط»، معتبرا أن المبادرات الأميركية لم تحرز أي تقدم منذ 10 أعوام.
ومن الواضح أن الخطوة الأوروبية الفرنسية غير منسقة مع الجانب الأميركي، كما أنها تعتبر تحولا في موقف الرئيس الفرنسي نفسه، الذي التزم الصمت إزاء مبادرة كوشنير وموراتينوس في شباط الماضي، لكن إبعاده عن مفاوضات واشنطن وخيبة أمله من صديقه نتنياهو، الذي لم يقدم له أي تنازلات رغم كل الدعم، جعل الموقف الفرنسي أكثر واقعية.
والحال إن ساركوزي لم يتوقف عن انتقاد انفراد الإدارة الأميركية برعاية عملية السلام، كما قال للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأسبوع الماضي في الإليزيه. واعتبر أن وجود أوروبا في العملية السلمية يجب ألا يقتصر على تمويل الدولة الفلسطينية، ومن حق أوروبا وفرنسا أن تكون حاضرة في العملية التفاوضية، لأن الصراع العربي الإسرائيلي ينعكس أمنيا وسياسيا على أوروبا.
وقال مصدر فرنسي إن إعلانا من الوزيرين الإسباني والفرنسي سيصدر في الساعات المقبلة، يدعو إلى إعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وطرح هذا الإعلان على التصويت في الجمعية العامة.
ويعد الإعلان أحد الضمانات التي سيقدمها الإتحاد الأوروبي بشكل خاص إلى عباس خلال اللقاء المشترك معه اليوم في العاصمة الأردنية، لحثه على مواصلة المفاوضات مع الإسرائيليين. وفي غياب المفاوضات، يتيح الإعلان هامشا أوسع للرئاسة الفلسطينية في المسائل التي يبقيها إعلان الدولة في الأمم المتحدة مفتوحة كمسائل الحدود والقدس واللاجئين، التي تلتزم أي مفاوضات مقبلة حلها وفق قرارات الأمم المتحدة. ويتخذ الإعلان أهمية متزايدة كون موراتينوس يمثل اسبانيا، التي تترأس الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، وينطق باسمه.
وكان كوشنير قد استبق الإعلان الأوروبي بالقول، لصحيفة «الأيام» الفلسطينية، إن «الأسرة الدولية لن تقبل باستمرار الانسداد في المفاوضات إلى ما لانهاية، وأعتقد أننا لن نستبعد خيار اللجوء إلى مجلس الأمن» من دون أن يفصح عن الخطوة التي سيقدم عليها.
وعزز الوزير الفرنسي الإحساس بقرب إقدام الإتحاد الأوروبي على خطوة تاريخية، قبل الدخول إلى اجتماع مع وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك بإعلانه «أهمية هذه اللحظة، وسنستغل المناسبة للقول إنه موقف الدول الـ27 الأعضاء في الإتحاد الأوروبي: لا بد من دولة فلسطينية الآن، تعيش بسلام مع دولة إسرائيل».
ولم يأت الوزير الفرنسي صفر اليدين هذه المرة كما يبدو. وأكد موراتينوس، الذي يرافق كوشنير، ممثلا للرئاسة الإسبانية للإتحاد الأوروبي «لقد جئنا نحمل أفكارا ستساهم بدفع عملية السلام».
وقال مصدر فرنسي، مرافق للوزيرين، إن جولة كوشنير وموراتينوس السريعة، محاولة لإنقاذ فرصة العودة إلى المفاوضات، بعد قرار لجنة المتابعة العربية إعطاء مــهلة شــهر للإدارة الأميركية لإقناع إسـرائيل بتجــميد الاستيــطان.
وتعد المبادرة الأوروبية احدى الضمانات التي كان الرئيس الفلسطيني يطالب بالحصول عليها، لكنها تشترط التصويت عليها في الجمعية العامة وليس في مجلس الأمن، حيث يمكن للولايات المتحدة أن تعترضها بقوة حق النقض (الفيتو) وبحـجة إعطــائها المزيــد مــن الوقت لإقناع الإسرائيليين بتجميد الاستيطان.
محمد بلوط
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد