الأسد لكرامي: نعمل مع الرياض لوأد الفتنة في لبنان والعراق
أكد الرئيس بشار الاسد للرئيس عمر كرامي ان دمشق تقف دائماً مع لبنان، وانها تسعى اقصى جهدها لتغليب لغة الحوار بين اللبنانيين. وقال الاسد خلال استقباله، أمس، كرامي ونجله فيصل، ان حرص سوريا كبير على لبنان، وما يهمها هو الاستقرار في هذا البلد الشقيق، وهي تقوم بما عليها، بالقول كما بالفعل، لتحقيق هذا الامر.
وأكد الاسد خلال اللقاء أن سوريا تدرك حجم المخاطر التي تحدق بالمنطقة ولبنان، واشرسها خطر الفتنة، ونحن نسعى كل جهدنا في سبيل تجنيب لبنان أي خطر. فسوريا كانت وستبقى دائما الى جانب لبنان لمنع كل ما من شأنه ان يتهدد أمنه واستقراره وســلمه الأهلي.
وأشار الاسد الى ان هذا الامر يشكل نقطة تفاهم اساسية بين دمشق والرياض، اللتين تعملان معا لجبه اية مخاطر واية فتنة تتهدد لبنان. وتطرق الحديث مع كرامي الى القمة السعودية السورية الأخيرة، واكد الاسد التوافق الكامل مع الملك عبدالله حول الموضوع العراقي وضرورة اعادة صياغة الوضع السياسي في العراق من دون ان يتعرض أي مكون من مكونات الشعب العراقي للغبن وتجنيب هذا البلد الشقيق خطر الفتنة والانفجار.
وجاءت مواقف الأسد أمام كرامي غداة مواقف أطلقها أمام النائب وليد جنبلاط، وتضمنت كلاماً ودياً تجاه رئيس الحكومة سـعد الحريري، غير أن الاكثر دلالة ما قاله الرئيس الاسد في مقابلة مع جريدة «الحياة»، وأعلن فيه أن الرئيس الحريري هو الشخص المناسب جداً لهذه المرحلة الصعبة إذ أنه الوحيد القادر على تجاوز الوضع الحالي في لبنان».
واكد الاسد ردا على سؤال ان هناك كيمياء شخصية بينه وبين الحريري، مشدداً على ان لا مشكلة معه ولا يوجد اي نوع من الجفاء بينهما.
واشار الأسد الى ان سوريا ليست راغبة في الدخول في التفاصيل اللبنانية، وبخاصة عندما نرى أن لا رغبة لبنانية في الحل. فعندما يتفق اللبنانيون على دور سوري، نحن جاهزون. نحن لا نريد التدخل إلا إذا كان هناك حلٌ كبير.
وحول المذكرات القضائية السورية، اشار الاسد الى انه منذ اللقاء الأول مع الرئيس الحريري، كنت واضحاً بأن هذه الأمور أصبحت في القضاء.
ورداً على سؤال قال الأسد «يستطيع الرئيس الحريري زيارة سوريا في أي وقت يريد. فسوريا لم تغلق أبوابها في وجهه».
واذ اكد ان لا معطيات جدية او فعلية حول موعد صدور القرار الظني، قال الاسد إن كلمة قرار ظنّي، تكون عادة في جريمة عادية، أما في جريمة وطنية في بلد منقسم طائفياً، فالقرار الظني يدمر بلداً. أي أنه إذا كان الهدف هو اتهام أشخاص، فلماذا لا يُبنى الاتهام على أدلة وليس على الظن.
ورداً على سؤال عما اذا كان يستبعد حصول سابع أيار جديد، قال الأسد لـ«الحياة» «أنا لا أريد أن أتحدث عن 7 أيار لأن 7 أيار كان له ظرف معيّن، ولكن لنقل أي صدام في أي وقت من أية قوى سيخرب لبنان، سيدمره، ولكن في الوقت ذاته الواقع لا يهتم برغباتنا. الواقع يسير بحسب الحقائق التي تؤثر فيه، فعلينا ألاّ نكون حالمين أو رومانسيين كي نعيش على التمنيات، أي اننا كنا نتمنى ألاّ تحصل كل الصدامات في لبنان عبر العقود الماضية لكنها حصلت. فنحن الآن لسنا في وارد أن نستبعد أو أن لا نتمنى أو أن لا نرغب أو نرفض أو أن ندين في المستقبل. نحن الآن في وارد العمل فقط من أجل أن نمنع لبنان من الوصول إلى هذه الحالة».
وعما اذا كانت استقالة الحريري تقلقه، اكد الاسد ان سعد الحريري قادر على تجاوز الوضع الحالي. وانه في الأزمة الحالية هو قادر على مساعدة لبنان، «وأنا أعتقد بأنه الآن الشخص المناسب جداً لهذه المرحلة الصعبة».
وحول التغيير الحكومي في لبنان، اشار الاسد الى انه لم يسمع من أي طرف لبناني رغبة في تبديل الحكومة، وتحديداً من جانب قوى المعارضة.
ووصف الأسد علاقته مع العاهل السعودي بأنها جيدة ومستقرة وخاصة، وقال ان العلاقة الشخصية المباشرة مع الملك عبدالله بن عبد العزيز كانت الضمانة الأساسية للعلاقة السورية ـ السعودية.
وردا على سؤال حول العراق، قال الأسد أنا أتمنى (ولا أتوقع) تشكيل حكومة عراقية قريباً برئاسة نوري المالكي أو غيره «لأن كل فراغ اليوم سيكون ثمنه أكبر مع الوقت»، وقال «هناك تطابق سوري ايراني في لبنان.. وايران لا تدخل في التفاصيل اللبنانية بل تكتفي بالعموميات ولا سيما دعم المقاومة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد