ماذا يقول صناع الدراما السورية عن «ثورة يناير»؟
الروايات والتفاصيل الإنسانية التي نمت على حواف الأحداث الأخيرة في مصر، ستتحول في الأيام القادمة إلى حكايات خصبة ومغرية لتناولها درامياً. ولعل ملامح تلك الأعمال بدأت تتبلور فعلياً في خطط الإنتاج الدرامية المصرية، فيتحدث المنتج السوري صلاح طعمة عن نية أحد أصدقائه المصريين، تنفيذ عمل عن «ميدان التحرير»، وعن التنوع الاجتماعي وما نشأ عنه من علاقات اجتماعية متعددة هناك».
أما الدراما السورية، التي رصدت اهتماماً بالقضايا العربية، فإن صناعها اليوم ليسوا بعيدين عن حكايات ميدان التحرير. وهي الدراما التي تناولت القضية الفلسطينية، والحرب اللبنانية، والاحتلال الأميركي للعراق، ومؤخراً الثورة الجزائرية. ولن تكون بعيدة عن نبض ثورة شباب «الفايس بوك» في مصر.
وهذا ما يؤكده صنــاع الدراما السورية، إذ يقول المخرج باسل الخطيب: «تشـكل «ثورة يناير» في مصر مادة للكثير من المسلــسلات والأفلام السينمائية، وهو منبر جديد للفن التلفزيوني والسينمائي، وفتح آفاق جـديدة أمام المبدعين العرب..».
ويؤكد الخطيب أنه «إذا عرض عليّ إخراج عمل يتناول الثورة، فسأوافق حتماً. لا سيما أنها انطوت على أحداث مصيرية كنا شاهدين عليها، وتابعناها يوم بيوم..».
ويقول المخرج فراس دهني: «أنا مع أي عمل درامي يتناول قضايا لها علاقة أولا بروح الشباب، وثانياً بالتمسك بنبض الشارع بشكل إيجابي.. على أن يحمل رسالة وطنية..».
ويرى الكاتب مــروان قاووق أن «ما حدث في مصر يــجب أن يعالـج في الدراما العربــية.. وهو مــوضوع يخص كل الناس، فلماذا لا نكون متضامنين من الشعبين التونسـي والمصــري؟ وإذا طلب مني رصد أحدث الثورة المصرية الأخيرة في عمل درامــي، فــسأفعل وخصوصا أن الدراما اليوم باتت أسرع وسيلة للوصول إلى الناس».
ويرى السيناريست والكاتب نجـيب نصــير أن «تنــاول موضوع الثـورة في الشــأن الدرامي الآن بهذه السرعة هــو «نوع من الارتجـال والخفة، لأن الوقت لم يزل مبــكرا جـداً.. فالقصة يجب أن تنــضج، ونحـن إلى الآن لـم نفــهم كل ما حدث... لذا علينا الانتـظار حتى تتضح معالم الثورة، وعنـدها سيكون واجبا عليـنا تناولها درامياً.. وإلا سيعتبر التجاهل في هذه الحالة تقصيراً».
ويلفت نصير إلى أن هــناك العديد من المخرجين الذين قد يتناولون موضوع الثورة، حين يأخذون لقطات من نشرات إخبارية أو ما شابه. ولكن هذا التناول هو مجرد تقديم تحيـــة للثورة، وليس أكثر».
من جهته، لا يــتوقع المنــتج صلاح طعــمة أن تتطرق الإنتاجــات الدراميــة العربية لموضــوع الثورة المصريـة قريـباً لأسباب تســويقية. ويعتقد بـأن عمــلا دراميــاً كهذا لن يبــصر النــور، ولن تحبذ الفضائيات العربية تبني عرضه في الوقت الحالي.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد