القاهرة تبحث عن خلف لعمرو موسى
لم تحسم وزارة الخارجية المصرية حتى الآن أمرها في الاتفاق على خلف للأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، الذي تنتهي فترة عمله في الجامعة في أيار المقبل. ويفاضل الوزير نبيل العربي بين عدة مرشحين لتولي هذا المنصب حتى لا يخرج بعيداً عن دولة المقر، وخصوصاً بعد سحب ترشيح وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية في النظام السابق مفيد شهاب، على أثر ترشيح رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق، ودخول عدد من الدول على خط تسمية مرشحين من جانبها، أو التلميح بضرورة «تدوير» موقع الأمين العام بين الدول العربية، حيث تقود السعودية والجزائر، معسكر الرافضين لبقاء منصب الأمين مرهوناً بدولة المقر.
وقالت مصادر إن المجلس العسكري يتولى الآن بالتنسيق مع وزارة الخارجية دراسة ملفات ثلاث شخصيات من المتوقع أن ترشح مصر إحداها لاقتناص المنصب. ويأتي في مقدمة هذه الشخصيات سفير مصر السابق في واشنطن نبيل فهمي، نجل وزير الخارجية الأسبق إسماعيل فهمي المستقيل من منصبه أثناء مفاوضات كامب ديفيد. وتبدو فرص الرجل كبيرة في ظل الاستبعاد غير المفهوم من جانب النظام السابق له عام 2008، في سابقة لم تحدث من قبل، حيث جرى إنهاء عمله في واشنطن واستدعاؤه الى القاهرة، ثم تجميده في منصب سفير داخل وزارة الخارجية، كما وضعت الترشيحات رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في مجلس الشورى، مصطفى الفقي، فى مكان متقدم، مستندة إلى قبوله لدى الشارع العربي وصلاته القوية بأمراء الدول العربية وملوكها، وهو ما أشار اليه عدد من المصادر داخل الجامعة من أن «هناك اتجاهاً لاختيار وجه مقبول عربياً والاستفادة من الأجواء الإيجابية العربية»، مع استبعاد أي وجه من الوجوه القريبة من النظام السابق، وهو ما كان سبباً في استبعاد اسم مفيد شهاب.
السبب نفسه قد يكون عاملاً حاسماً في استبعاد الاسم الثالث المرشح، وهو وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط، الذي تتردد أنباء قوية عن إمكان طرح اسمه مرشحاً لخلافة موسى، وهي الأنباء التى قوبلت برفض صريح من جانب عدد كبير من السياسيين، الذين أكدوا أن مصر بهذا الترشيح تفقد المنصب وتقدمه على طبق من ذهب الى الدول المنتظرة.
وتستعد السعودية والجزائر لطرح مرشحيها خلال الأيام المقبلة، بحسب مصادر داخل الجامعة، وتستند السعودية الى استمالة معظم دول الخليج والاتفاق على أن يكون مرشح المملكة لدورة واحدة فقط، لإتاحة الفرصة أمام دول أخرى لشغل المنصب، فيما تقف الجزائر على رأس المطالبين بـ «تدوير» المنصب منذ انعقاد القمة العربية على أراضيها عام 2005. أكد ممثل الجزائر في الجامعة، عبد القادر حجار، أن بلاده «لم تحسم أمرها بعد في ترشيح ممثل عنها حتى الآن».
وما يجعل مهمة مصر غير سهلة في تجاوز أزمة ترشيح بديل موسى، إعلان المستشار السابق للرئيس السورى جورج جبور، الترشح للمنصب مرتكزاً على صلاته وعلاقته القوية في منطقة الخليج والمغرب العربي.
محمد فوزي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد