في يوم النصر الإلهي: الحشود تحتفي بالبطل الذي نصره الله
قال السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اننى اؤكد فى يوم الانتصار اعتزازنا بعلاقتنا وصداقتنا مع سورية قيادة وشعبا واعتزازنا بعلاقتنا وصداقتنا مع الجمهورية الاسلامية فى ايران. وأضاف متحدياً ن المقاومة لا تزال تملك أكثر من 20 ألف صاروخ رغم حربها مع اسرائيل وانها أقوى من أي وقت مضى. وأمام مئات الالاف من أنصاره الذين شاركوا في احتفال "النصر الالهي" قال نصر الله ان "المقاومة اليوم تملك اكثر .. انتبهوا خطين تحت اكثر.. أكثر من عشرين ألف صاروخ." وأضاف "المقاومة وخلال أيام قليلة وهي خارجة من حرب ضروس استعادت كامل بنيتها العسكرية والتنظيمية والتسليحية. المقاومة اليوم أقوى مما كانت عليه عشية 12 تموز لانها راكمت في الحرب تجربة جديدة وعقلا جديدا وارادة جديدة وعزما جديدا. ووقف نصر الله على منصة محاطا بحراس اقوياء البنيان ولوح للحشود الذين ابتهجوا لرؤيته واستقبلوه استقبالا حارا. ورحب نصر الله بقوة حفظ السلام الدولية التي وصل عددها في لبنان حتى الان الى خمسة الاف عنصر وقال ان مهمتها فقط مساندة الجيش اللبناني. غير أنه أضاف قائلا "يأتون من البحر ويريدون محاصرة السماء ومحاصرة الحدود وأنا أقول لهم حاصروا واقفلوا الحدود والبحر والسماء ان هذا لن يضعف شيئا لا من ارادة المقاومة ولا من سلاح المقاومة. نحن خضنا حربا 33 يوما وانا لا اجامل كنا مستعدين لحرب طويلة. ما قدمناه في الحرب هو جزء بسيط من قدراتنا."
النص الكامل لكلمته:
السلام عليكم يا أشرف الناس وأطهر الناس... الحمد لله الذي صدقنا وعده، والذي نصرنا ونصر لبنان وشعب لبنان على عدو لبنان. الحمد لله الذي أعزنا وثبتنا وأمّننا. الحمد لله الذي عليه توكلنا وإليه أنبنا، وكان دائماً كما وعد: نعم المولى ونعم الوكيل. الحمد لله على نصره وعلى عونه وعلى تأييده.
أيها الأخوة والأخوات، أيها السادة جميعاً: أنتم اليوم في الثاني والعشرين من أيلول تدهشون العالم من جديد، وتثبتون بحق أنكم شعب عظيم، وأنكم شعب أبي، وأنكم شعب وفي، وأنكم شعب شجاع. منذ أيام، وكثيرون يشنون حرباً نفسية على هذا المهرجان كما كانوا يشنون حرباً نفسية على المقاومة. لقد قالوا إن هذه الساحة ستقصف وإن هذا المنبر سيدمّر ليخيفوا الناس ويبعدوها، أنتم في 22 من أيلول تثبتون بتتويجكم لاحتفال النصر أنكم أشجع من 12 تموز وأشجع من 14 آب. نعم، أن أقف أمامكم وبينكم، فيه مخاطرة عليكم وعليّ، وكان هناك خيارات أخرى، ولكن الى قبل نصف ساعة ونحن نتناقش، إلا أن قلبي وعقلي وروحي لم تأذن لي أن أخاطبكم من بعيد ولا عبر شاشة. أقصى ما يتوقعه إنسان هو أن يقدم العدو على خطأ أو جريمة، ولكن لا يعرف هذا العدو من نحن؟ نحن أبناء ذاك الإمام الذي قال: أبالموت تهددني يا بن الطلقاء. ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.
أهلا بكم جميعاً... من الجنوب المقاوم المقاتل الى البقاع الصامد الى الشمال الوفي الى الجبل الأبي، الى بيروت العروبة الى ضاحية العزة والكرامة، أهلاً بكم جميعاً.. من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أهلاً بكم جميعاً من سوريا من إيران من الكويت من البحرين من كل بلد جاءنا محتفياً محتفلاً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. السلام على شهدائكم وعلى عوائل شهدائكم.. السلام على جرحاكم وجراح جرحاكم النازفة.. السلام على أسراكم، السلام على دمائكم، السلام على دموعكم، السلام على أيتامكم، السلام على أراملكم، السلام على بيوتكم المهدمة، السلام على أرزاقكم المحروقة، السلام على أرواحكم وإرادتكم الصلبة التي هي أصلب من جبال لبنان.
نحن اليوم نحتفل بنصر إلهي تاريخي استراتيجي كبير، وكيف يمكن لعقل بشري أن يتصوّر أن بضعة آلاف من أبنائكم المقاومين، ولو شئت لقلت العدد بالدقة والتحديد، ان بضعة آلاف من أبنائكم المقاومين اللبنانيين وقفوا 33 يوماً في أرض مكشوفة للسماء وأمام أقوى سلاح جو في منطقة الشرق الأوسط وله جسر ينقل إليه القنابل الذكية من أميركا الى بريطانيا الى إسرائيل، وأمام 40 ألف ضابط وجندي، أربعة ألوية من النخبة وثلاث فرق من جيش الاحتياط وأمام أقوى دبابة في العالم، وأمام أقوى جيش في المنطقة، كيف يمكن لبضعة آلاف فقط أن يقفوا ويقاتلوا في ظروف قاسية صعبة من هذا النوع، ويؤدي قتالهم الى إخراج البوارج البحرية من مياهنا الإقليمية، (وبالمناسبة الجيش والمقاومة قادران على حماية المياه الإقليمية من أن يدنسها صهيوني) وتدمير دبابات الميركافا مفخرة الصناعة الإسرائيلية، وتعطيل المروحيات الإسرائيلية في النهار، ولاحقاً في الليل، وتحويل ألوية النخبة، (وأنا لا أبالغ، شاهدوا الإعلام الإسرائيلي)، وتحويل ألوية النخبة الى فئران خائفة مذعورة من أبناكم. في ظل تخلٍّ عالمي وعربي عنكم، وفي ظل انقسام سياسي من حولكم، وإن كان التضامن الإنساني عالياً، كيف يمكن لهذه الثلة من المجاهدين أن تهزم هذا الجيش، إلا بنصر من الله وعون من الله وتأييد من الله سبحانه وتعالى. هذه التجربة، تجربة المقاومة التي يجب أن تنقل الى العالم، تعتمد على الإيمان واليقين والتوكل والاستعداد للتضحية في الجانب المعنوي والروحي، ولكنها أيضاً، تعتمد على العقل والتخطيط والتنظيم والتدريب والتسليح، وكما يُقال الأخذ بالأسباب. لسنا مقاومة عشوائية، لسنا مقاومة سفسطائية، ولسنا مقاومة مشدودة الى الأرض لا ترى إلا التراب، ولسنا مقاومة فوضى. المقاومة التقية المتوكلة العاشقة العارفة، هي المقاومة أيضاً، العالمة العاقلة المخططة المدربة المجهزة. هذا هو سر الانتصار الذي نحتفل به اليوم.
أيها الأخوة والأخوات، وأتيتم وبحق، هذا الانتصار بحاجة الى وقفة شجاعة كوقفتكم اليوم. أنتم اليوم تقدمون رسالة سياسية ومعنوية شديدة وبالغة الأهمية والخطورة للبنانيين، للعرب لكل العالم، للصديق وللعدو. أنتم أذهلتم العالم عندما صمدتم كشعب في لبنان من 12 تموز الى 14 آب، وكانوا يراهنون على انقسامنا وتفتتنا، وصمدتم كل هذه المرحلة، من هُجِّر ومن احتضن. وجاء الرابع عشر من آب، وكانوا يراهنون أن بقاء المهجرين في أماكن التهجير سوف يشكل ضغطاً على المقاومة لفرض المزيد من الشروط عليها، وهي لم تخضع لشروط، ولكن من جديد أذهلتم العالم عندما ركب المهجرون سياراتهم والشاحنات وبعضهم على الأقدام، وعند الساعة الثامنة صباحاً كانت الضاحية والجنوب والبقاع يمتلئ بأهله العائدين مرفوعي الرأس الأعزاء الكرام. اليوم، أنتم تذهلون العالم وتقولون للأميركي الذي تكلم قبل أيام وقال: وصلتنا إشارات طيبة من لبنان أن المقاومة تراجعت شعبيتها وبدأت تضعف وتنهار؟! هذا هو شعب المقاومة.. أنا أقول لهذا الأميركي عليك أن توجه كتاب ذم وقدح لكتبة التقارير الكذابين الذين يرسلون لكم معلومات خاطئة وتبنون عليها حسابات خاطئة.
يجب أن نؤكد اليوم أن هذه الحرب كانت حرباً أميركية بالقرار وبالسلاح وبالتخطيط وبالإرادة، وبإعطاء المهلة تلو المهلة للصهاينة: أسبوع، أسبوعان، ثلاثة، أربعة.. والذي أوقف الحرب هو عجز الصهاينة. إذا ذكرتم الأيام الأخيرة، أكبر عدد من الدبابات دمّر يوم الجمعة والسبت والأحد. أكبر عدد من قتلى جنود الاحتلال، جمعة وسبت وأحد. المروحيات سقطت جمعة وسبت وأحد. ولذلك أدرك الصهاينة أنهم لو استمروا فستكون كارثة. فتدخّل الأميركي وقبل حتى بالمسودات، لتقف الحرب. أوقفوا الحرب ليس من أجل لبنان ولا من أجل أطفال لبنان، ولا من أجل دماء النساء في لبنان، ولا من أجل لبنان الجميل، أوقفوا الحرب فقط من أجل إسرائيل، وأتوا ليبيعوها لنا في لبنان، إن أصدقاءنا الأميركان أوقفوا الحرب؟ أصدقاؤنا الأميركان أول يومين لم يقبلوا أن يوقفوا الحرب، وأول أسبوع لم يقبلوا وثاني أسبوع لم يقبلوا وثالث أسبوع لم يقبلوا ورابع أسبوع لم يقبلوا! ألم يكونوا مشاهدين لجمال لبنان شهراً كاملاً، وإنما كانوا يراهنون، وهذه العبارة استخدمت في بعض القنوات الدبلوماسية، كان القرار أن يُسحق حزب الله، وبعد سحق حزب الله تتمّ تصفية الحساب مع كل أصدقائه وحلفائه وأبناء الخط الوطني السيادي الحقيقي الاستقلالي في لبنان. الذي أوقف الحرب بعد فضل الله عز وجل، أبناؤكم المقاومون وهذا الشعب الأبي الوفي الشجاع الذي احتضن المقاومة ودعمها من الحدود الى الحدود، والذي ضمّها في مساجده وكنائسه وأديرته ومدارسه، هذا هو الذي أوقف الحرب. وإذا كان من أحد يحق له أن يحتفل بالنصر فهو أنتم الموجودون هنا.
نختلف هل ما جرى في لبنان نصر أم هزيمة، وأنا لا أريد أن أدخل في هذا السجال، ولكن أقول لكم: من يشعر أن خياره ومشروعه وخطه ورؤيته هي التي انتصرت يشعر بالنصر ويتحدّث عنه، ومن يعتبر أنه هو الذي هُزم والذي سقط يتحدّث عن الهزيمة. نحن نشعر أننا انتصرنا وأن لبنان انتصر وأن فلسطين انتصرت وأن الأمة العربية كلها انتصرت، وأن كل مستضعف ومظلوم ومحروم ومعتدٍ عليه في هذا العالم أنه انتصر. ونصرنا ليس انتصار حزب، أعيد ما قلته في بنت جبيل في 25 أيار عام ,2000 ليس انتصار حزب، ليس انتصار طائفة، ليس انتصار فئة، هو انتصار لبنان الحقيقي وشعب لبنان الحقيقي وكل حر في هذا العالم. لا تحوّلوا الانتصار التاريخي الكبير، لا تسجنوه في علب حزبية أو مذهبية أو طائفية أو قطرية، هذا نصر أكبر بكثير مما تطيقه عقولنا ومما تستوعبه عقولنا. الأسابيع والشهور والسنوات المقبلة هي التي ستؤكد هذا المعنى. يكفي أن أقول في النتائج المباشرة: إن مقاومتكم وصمودكم أفشل كل أهداف العدوان، وهذا انتصار. إن مقاومتكم وصمودكم وجهت ضربة قاسية لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت كوندليسا رايس أن مخاضه كان في حرب تموز، ولكنه أصبح سقطاً لأنه ولد غير شرعي. مقاومتكم وصمودكم فضحت السياسات الأميركية الخداعة التي تتحدث عن حقوق الإنسان والحريات والديموقراطية والاحترام. صمودكم ومقاومتكم فضح أميركا ورفع منسوب الوعي والعداء (الوعي قبل العداء) ليس في العالم العربي فقط، ليس في العالم الإسلامي فقط، في كل العالم. بصمودكم ومقاومتكم يستطيع رجل، أستطيع أن أقول عنه عربي كبير كبير كبير كتشافيز أن يقول ما قاله بالأمس في الأمم المتحدة: المقاومة اللبنانية اليوم هي تلهم كل مقاومي العالم وكل أحرار العالم وكل أشراف العالم وكل الرافضين للخضوع والإذلال الأميركي في العالم. هذا هو انتصارنا وهذه هي نتيجة معركتنا أيضا. مقاومتكم كما قدمت انتصار ألفين نموذجا لمقاومة التحرير في ,2006 قدمت نموذجا للصمود، الصمود الأسطوري، الصمود المعجزة، وهذا سيصبح حجة وأصبح حجة على كل العرب وعلى كل المسلمين، على الحكام وعلى الجيوش وعلى الشعوب. بالأمس ذهبت مجموعة الدول العربية الى مجلس الأمن تستجدي سلاماً وتسوية، وأنا أقول لهم لا أحدثكم عن إزالة إسرائيل، أحدثكم عن التسوية التي تطلبونها، كيف ستحصلون على تسوية مشرفة وأنتم تعلنون صباح مساء أنكم لن تقاتلوا لا من أجل لبنان ولا من أجل غزة ولا من أجل الضفة الغربية ولا حتى من أجل القدس؟ كيف ستحصلون على تسوية معقولة وأنتم تعلنون في كل يوم أنكم لن تستخدموا سلاح النفط؟ وحتى إذا جاء أحدكم يحدثكم عن سلاح النفط صرتم تتسخروا فيه وتتهزؤا فيه هذا الحكي تخلف!
لا تريدون أن تقاتلوا ولا تريدون أن تقاطعوا ولا تريدون استخدام سلاح النفط ولا تسمحون للناس أن تنزل الى الشارع ولا تسمحون للمقاومة في فلسطين أن تتسلح وتحاصرونها ولا تعطونها المال وتجوّعونها وتقطعون عنها الرواتب، فقط من أجل كوندليسا رايس، هؤلاء كيف سيحصلون على تسوية عادلة أو مشرفة ؟ هل الإسرائيلي يعترف بكم أصلاً؟ أقول لكم إن الإسرائيليين ينظرون اليوم الى المقاومة في لبنان والى شعبها باحترام وتقدير كبيرين، أما كل هؤلاء الأذلاء فلا يساوون شيئاً.
حتى من أجل المبادرة العربية التي أجمعتم عليها في بيروت بدّها وقفة ورجال وقوة. لا تريدون استخدام القوة إذاً، هددوا بها ولوّحوا بها، أما القول إننا ضعاف فشعب لبنان أقام الحجة على كل شعوب العالم، مقاومة لبنان أقامت الحجة على كل الجيوش العربية والإسلامية. الجيوش العربية والشعوب العربية ليست قادرة فقط على تحرير غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، بكل بساطة وبقرار صغير وببعض الإرادة هم قادرون على استعادة فلسطين من البحر الى النهر، لكن المشكلة عندما يضع إنسان نفسه بين خيارين: بين شعبه وعرشه فيختار عرشه، بين القدس وعرشه فيختار عرشه، بين كرامة وطنه وعرشه فيختار عرشه.
ميزة المقاومة في لبنان وميزة المقاومة في فلسطين أنها اختارت كرامة شعبها ومقدساتها وحرياتها وقدمت قادتها وأبناءها وأعزاءها قرابين لترحل الى عرش الله سبحانه وتعالى. اليوم مقاومتكم هزت صورة إسرائيل: صورة الجيش الذي لا يقهر أنهيناها،
مقولة الدولة التي لا تقهر أنهيناها، بجد خلصنا ، أنا لست أجامل وأطلق شعارات، يكفي أن تقرؤا ماذا يجري في فلسطين المحتلة وماذا يقول الصهاينة وماذا يجري بين جنرالات إسرائيل وقادتها، وها هو (إيهود) أولمرت يحتج علينا اليوم ولماذا نعمل احتفال بالنصر اليوم؟ صحيفة يديعوت أحرونوت أجرت استطلاعا للرأي يقول: من ترى شخصا لائقا لرئاسة الوزراء في إسرائيل، أولمرت أخذ 7 بالمئة!، ووزير الحرب البطل أخذ واحد بالمئة! هذه إسرائيل المهزوزة في كيانها السياسي والمهزوزة في مؤسستها العسكرية والمهزومة في استخباراتها تغيّرت صورتها اليوم، ولا يستطيع أي حاكم عربي وأي نظام عربي أن يذهب ويقدم تنازلات جديدة ويخضع لشروط مذلة ويحتج لذلك أمام أمتنا ويقول نحن لا نستطيع أن نفعل شيئا مع إسرائيل.
في يوم من الأيام قال رجل كهل كبير في السن عارف بزمانه ومكانه وعصره: لو حمل كل واحد منا دلوا من الماء ورماه على فلسطين المحتلة لزالت إسرائيل من الوجود. عندما يقف مئة أو مئتين أو ثلاثمئة مليون إنسان فبإمكانهم أن يهزموا إسرائيل، عدة آلاف في لبنان هزمت إسرائيل، هذه الحجة سقطت ونحن يجب أن ندخل الى مرحلة جديدة والى عصر جديد. العصر الذي نملي فيه شروطنا على العدو، العصر الذي نستعيد فيها كرامتنا وحريتنا وسيادتنا ومقدساتنا.
إننا في يوم النصر الإلهي وقبل أن أتحدث في الشأن الداخلي، كما في يوم 12 تموز أريد أن أؤكد على وصيتين: قلوبنا ومشاعرنا وأحزاننا اليوم في فلسطين، هي في غزة ورام الله ونابلس، هي في جنين، هي في القدس، هي في كل بلدة وقرية ومخيم فلسطيني يقصف في كل يوم وشاب فلسطيني يقتل في كل يوم وبيوت فلسطينية تهدّم في كل يوم والعالم كله ساكت، العالم العربي قبل العالم الآخر. إلى متى سوف يبقى هذا السكوت، الى متى سنتحمل هذا العار ولا يطلب أحد أن ترسلوا جيوشكم لتدافع عن شعب فلسطين؟ فقط لنقدم الدعم لهذا الشعب، الدعم المعنوي والسياسي والمالي والتسليحي، وفي فلسطين قادة وعلماء وفصائل وحركات وشباب ورجال ونساء وأطفال قادرون أن يجددوا المعجزة الإلهية على أرض فلسطين.
والرسالة الثانية هي العراق، العراق الذي يجب أن ننظر إليه كلبنانيين كنموذج لو نجحت الحرب في لبنان كان الأميركيون يريدون تعميم هذا النموذج فيه، نحن في الحرب قدمنا شهداء كلبنانيين، من المقاومة والجيش والقوى الأمنية والدفاع المدني والصليب الأحمر ووسائل الإعلام والمؤسسات والأحزاب المختلفة ومن شعبنا الحبيب، قدمنا قرابة ألف ومئتين شهيد، في العراق كل شهر يقتل عشرة آلاف وخمسة عشر ألفا، في حرب عبثية يديرها ويمولها ويحرض فيها الأميركي والموساد. نحن المقاومة في لبنان هي التي حمته من الحرب الأهلية، البعض يقول المقاومة في لبنان تدفع الى حرب أهلية، أبدا، لو انتصرت إسرائيل لدُفع لبنان الى حرب أهلية، ولسمعتم أصوات الفيدراليات والكانتونات والتقسيم واللغة الإسرائيلية التي كانت ستنطلق من جديد. العراق نموذج يجب أن نتوقف عنده دائما ويجب أن تبقى رسالتنا لشعبنا في العراق الصبر والهدوء والحكمة والتواصل وعدم الوقوع في الفتنة وعدم الرهان على العدو.
أما في لبنان فرسالتنا هي أن خلاصنا جميعا ورجاؤنا وأمننا هو في بناء الدولة القادرة القوية العادلة العزيزة النظيفة، هذا هو الأمل، ومن المفترض أن هذا هو معقد الإجماع بين اللبنانيين. نحن من هنا نعلن وبدماء شهدائنا نعلن ونستبق الأمور ونقول: إن أي كلام في لبنان يتحدث عن التقسيم هو كلام إسرائيلي وإن أي كلام في لبنان يتحدث عن الفيدرالية هو كلام إسرائيلي وإن أي كلام في لبنان يتحدث عن كانتونات هو كلام إسرائيلي. نحن اللبنانيون قدرنا وقرارنا ومصيرنا ومشيئة ربنا أن نعيش معا وسويا في دولة واحدة، نرفض أن تقسم وأن تجزأ ونرفض أن تفدرل وأن تكنتن . الأصل الذي يحمي وحدة لبنان هو بناء الدولة القوية القادرة العادلة، الذي يحمي سيادة لبنان من الأطماع الصهيونية الدولة القوية القادرة العادلة، الذي يعالج الأزمات المعيشية والاجتماعية للبنانيين وللمقيمين في لبنان الدولة القوية القادرة العادلة النظيفة العزيزة، وهذا ما نطمح إليه ونتطلع إليه جميعا. القوية القادرة يعني التي تستطيع وبعزة أن تستعيد كل شبر من أرضها المحتلة، وأن تحمي كل قطرة ماء من نهر الوزاني والليطاني والحاصباني، والتي تستطيع أن تمنع العدو من الاعتداء على سيادتها يوميا، والتي تستطيع أن تطمئن شعبها الى أنها تحميه بحق، تحميه بالسلاح وبالقوة وبالعقل وبالوحدة وبالتحصين وبالتخطيط وبالإرادة الوطنية، أما الدموع فهي لا تحمي أحدا. نحن نريد هذه الدولة القوية والقادرة والعادلة والنظيفة والمستقلة التي ترفض أي وصاية أو هيمنة أجنبية، الدولة الكريمة العزيزة التي لا تخضع لشروط مذلة، والنظيفة التي لا مكان فيها للسرقات ولا للهدر ولا للصوصية. هذه هي الدولة التي نحتاجها.
هذا هو المدخل الطبيعي لمعالجة مسألة المقاومة، هنا نأتي للسلاح للذين قلوبهم محروقة بدن يحلو مسألة السلاح . أنا أقول لهم لا تعالجوا النتائج وتعالوا لنعالج الأسباب، ناقشونا بالمنطق، المقاومة نتيجة لسبب الاحتلال ولاعتقال الأسرى ولسلب المياه والتهديد للبنان والاعتداء على السيادة اللبنانية وهذه هي الأسباب، عالجوا الأسباب والنتائج يمكن معالجتها بسهولة. عندما نبني الدولة القوية القادرة العادلة التي تحمي لبنان واللبنانيين سوف نجد بسهولة حلاً مشرفاً لمسألة المقاومة وسلاحها. أريد أن يسمع اللبنانيين بوضوح، نحن لا نقول إن هذا السلاح سيبقى الى الأبد وليس منطقيا أن يبقى الى الأبد، هذا السلاح لا بد له من خاتمة ومن نهاية، المدخل الطبيعي أن نعالج الأسباب فتنتفي النتيجة، تعالوا وابنوا دولة قوية عادلة تحمي الوطن والمواطنين وأرزاقهم ومياههم وكرامتهم وستجدون أن حل مسألة المقاومة لا يحتاج حتى الى طاولة حوار. أما أن نأتي بالزمن الذي بدل أن يخرج الإسرائيلي من مزارع شبعا يمدون له الشريط الى الأمام، وبدل أن يحل مشكلة النقاط الحدودية يتقدم الى الأمام في الخيام ومروحين وفي الضهيرة وبدل أن نستفيد من حقنا القانوني من مياه الوزاني يأتي فيمد قساطلا ويسرق مياه الوزاني. هل هكذا يمكن أن نحمي الوطن وخيراته؟
لذلك أقول إن أي حديث عن نزع سلاح المقاومة أو تسليم سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة وهذه السلطة وهذا النظام وهذا الوضع القائم يعني إبقاء لبنان مكشوفا أمام إسرائيل لتقتل من تشاء وتأسر من تشاء وتقصف كيفما تشاء وتسلب أرضنا ومياهنا، هذا بوضوح لا يمكن أن نقبل به. نحن ما قاتلنا منذ عام 1982 وأمضى الشباب زهرة شبابهم في المقاومة ولم يعيشوا حياة رخاء ورفاه وترف ولا هدوء، 24 25 سنة في المقاومة لا لتنتهي المقاومة وإسرائيل تحتل الأرض وتعتدي على العرض وتسلب الأمن وتسحب المياه والخيرات. أبداً لا والله. هذا هو الخيار الصحيح الطبيعي المنطقي العاقل المسؤول الوطني.
أما الخيارات الأخرى، أريد من هذا المهرجان الكبير وبحضور هذه الوجوه الطيبة والكريمة وهذا الجمهور الذي ينتمي الى كل الطوائف في لبنان والى كل المناطق في لبنان والى عدد كبير من التيارات والأحزاب السياسية، أريد أن أقول لهم: إن الرهان على إنهاء المقاومة بالضغط والتهويل والحصار هو رهان خاسر. إن الرهان على إنهاء المقاومة من خلال جرها الى فتنة مع الجيش اللبناني كما يفكر البعض هو رهان خاسر، الجيش والمقاومة أخان عزيزان حبيبان لا يمكن أن يفصل بينهما أحد. والذين يراهنون خارجا وداخلا وأينما كان هذا المراهن على نزع سلاح المقاومة من خلال حرب جديدة إسرائيلية أو غير إسرائيلية أحيلهم على (وزيرة خارجية العدو تسيبي) ليفني ووزير حرب العدو ومن موشي أرينز ووزير الدفاع الأسبق الاستراتيجي وليسمعوا منهم الجملة الواضحة وأعيدها على مسامعهم، كنا نريد هم يقولون تفكيك حزب الله بالكامل لكننا اكتشفنا أن أي جيش في العالم لا يستطيع أن يفكك تنظيما كهذا التنظيم. وأنا أقول لهم إن أي جيش في العالم لن يتسطيع أن يلقي سلاحنا من أيدينا وقبضاتنا طالما أن هذا الشعب الوفي والأبي يؤمن بهذه المقاومة، أنا لا أهدد بالسلاح، أنا أراهن على هذا الشعب الذي يحتضن المقاومة، أراهن على تلك المرأة الكبيرة في السن الجليلة التي وقفت بين الدمار وقالت: بيتي في بيروت تهدم وبيتي في الجنوب تهدم ونحن مع المقاومة ومع سلاح المقاومة، وقال آخر وأخرى وآخرون: إذا السيد حسن بيسلّم السلاح بيكون خاين ، وأنا أقول لهم: أعاهدكم يا شعبنا الأبي والوفي والعظيم إني لا أطمح أن أختم حياتي بالخيانة بل بالشهادة.
كل هذه الرهانات هي رهانات خاسرة لأن هناك شعبا في لبنان ومقاومة في لبنان ترفض الاحتلال والذل والهوان والاستبداد والإهانة، وحاضرة أن تقدم أنفسها وأبناءها وأعزاءها من أجل الوطن. لبنان اليوم، بلا مبالغة، هو في منطقة الشرق الأوسط لم يعد كبيرا هو قوة عظمى بكم، يحسب لكم كل حساب ويحسب له الغرب كل حساب وتحسب له إسرائيل كل حساب، وينظر إليه العالم المظلوم والمستضعف باحترام وتقدير واعتزاز وفخر.
حتى لا يقلق أحد أعيد، لا نريد أن نحتفظ بالسلاح الى أبد الآبدين، وأؤكد كما خلال 25 سنة، هذا السلاح ليس للداخل ولم يستخدم للداخل، هذا ليس سلاحاً شيعياً هذا سلاح لبناني، هذا سلاح المسلم والمسيحي، هذا سلاح السني والدرزي والشيعي، هذا سلاح كل لبناني يتطلع لحماية لبنان ولسيادة لبنان واستقلال لبنان. وأنا أعاهدكم أن هوية ووقفية هذا السلاح سوف تبقى هكذا وهذا عهد مع الله وعهد مع الأمة وعهد مع الشهداء. المدخل إذاً بناء الدولة العادلة القوية المقاومة العزيزة الشريفة النظيفة، وإن كان هذا هدف كبير جدا، وكي لا نبقى في النظريات، لن نقف اليوم لنقول سقط من سقط في الامتحان ونجح من نجح في الامتحان. سأقول جميعنا مهما اختلفنا ومهما تنافسنا مهما صعبت الأمور بيننا على المستوى النفسي والسياسي، نحن في مأزق حقيقي في لبنان ولا أحد يقدر على القول نحن أكثرية وما في شي وكل شي تمام البلد ماشي وماشي الحال، مش صحيح .
هناك مأزق حقيقي في لبنان اليوم خصوصا بعد الحرب، هناك انقسام وطني حاد وليس هناك انقسام مذهبي، الخلاف الذي يجري هو خلاف شيعي سني أو خلاف مسلمين ومسيحيين أو خلاف دروز وسنة وشيعة ومسيحيين، أبدا.
هناك مأزق حقيقي في لبنان اليوم خصوصا بعد الحرب وهناك انقسام وطني حاد وليس هناك انقسام مذهبي. وليس الخلاف الحاصل اليوم هو خلاف بين السنة والشيعة، أو خلاف مسلمين ومسيحيين أو خلاف دروز وسنة وشيعة ومسيحيين، أبدا، هناك انقسام سياسي وطني، هناك خيارات استراتيجية وسياسية كبرى يتفق عليها قوى سياسية شيعية وسنية ودرزية ومسيحية، وهناك خيارات أخرى يتفق عليها قوى سياسية من نفس الطوائف، وعندما خرج البعض من الشيعة ليقول كلام آخر غير كلام حزب الله وحركة أمل ظنوا بأننا سنحزن، نحن كنا سعداء لأن خروج أصوات أخرى تؤيد الموقف الآخر سيؤكد أن النزاع هنا ليس نزاع مذهبيا وإنما هو نزاع سياسي.
شاهدوا الحسابات الخاطئة حتى عندما يريدون إيذائنا ينفعوننا، إذا نحن أمام انقسام وطني وندائي اليوم في مهرجان النصر الذي صنعه اللبنانيون من كل الطوائف ومن كل المناطق، أريد أن أنبه وأقول لا تسمحوا لأحد أن يحوّل الانقسام السياسي الى انقسام مذهبي، وانقسام طائفي، يحرم تحريك المذهبيات والطوائف للدفاع عن خيارات سياسية. هذا لعب بالنار وتخريب للبلد وهذا تدمير للبلد. نعم في الخيارات السياسية نحن منقسمون، نتنافس نتحاور نختلف يهاجم بعضنا بعضا في الإعلام نذهب الى الشارع ونذهب الى الانتخابات كل هذه الآليات السلمية والديموقراطية مشروعة ومباحة. هذا ما يجب أن أؤكد عليه، طالما هناك انقسام سياسي هناك تحديات خطيرة في مواجهة هذه التحديات لا يستطيع الفريق الحاكم حاليا في لبنان أن يواصل السلطة والعمل. المدخل الطبيعي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأنا هنا عندما أتحدث عن حكومة وحدة وطنية لا أتحدث عن إسقاط أحد ولا شطب أحد ولا حذف أحد. وإنما كما قلت في 25 أيار الماضي، تعالوا لنضع أكتافنا جميعا كتفا بكتف لنحمي لبنان ولندافع عن لبنان ولنبني لبنان ولنعمر لبنان لنصون لبنان لنوحد لبنان. بكل صراحة الحكومة الحالية ليست قادرة لا على حماية لبنان ولا على إعمار لبنان ولا على توحيد لبنان.
لكن عندما نقول الحكومة الحالية لا يعني أننا نريد حذف أو شطب أو إلغاء أحد أبدا. وإنما نقول تعالوا جميعا لنحمي ولنبني وندافع. إذاً بناء الدولة القوية القادرة يبدأ، أولاً: من حكومة وحدة وطنية جدية وأنا هنا لا أرفع شعاراً للاستهلاك فليسمعوني جيدا أنا هنا لا أرفع شعارا للاستهلاك ولا لتقطيع الوقت ولا استرضاء لحلفاء أو لأصدقاء. هذا مشروعنا الجدي الذي سنعمل جميعا في كل قوة في المرحلة المقبلة. والأمر الثاني في بناء الدولة العادلة القوية المقتدرة يبدأ من وضع قانون انتخاب منصف تشعر فيه كل الطوائف وكل التيارات السياسية بأن أمامها فرصة واقعية لتمثيل حقيقي ولا تشعر فيه أي طائفة أنها باتت مستتبعة لطائفة أخرى. هكذا نبني الدولة القوية العادلة القوية المقتدرة وهذا هو المدخل لمعالجة كل مشكلاتنا. هنا نأتي الى التحديات والملفات الباقية بسرعة. في قضية سلاح المقاومة هناك شيء له علاقة بالواقع الحالي.
يأتون لمحاصرة البحر من أجل ماذا؟ هل من أجل حماية لبنان؟ كلا وقالت المستشارة الألمانية (سلام الله عليها) البحرية الألمانية تقوم بدور تاريخي لحماية حق إسرائيل في الوجود. يأتون من البحر ويريدون محاصرة السماء ومحاصرة الحدود وأنا أقول لهم حاصروا واقفلوا الحدود والبحر والسماء إن هذا لن يضعف شيئا لا من إرادة المقاومة ولا من سلاح المقاومة. نحن خضنا حربا 33 يوم وكنا مستعدين لحرب طويلة. ما قدمناه في الحرب هو جزء بسيط من قدراتنا، إذا في بنت جبيل وقفت وقلت إنه بحوزتنا أكثر من 12 ألف صاروخ، رجعنا وأوضحنا وقلنا 12 ألف ليس معناه أنه لدينا 13 ألف يمكن أن يكون العدد أكبر من (هيك) اليوم أقول لكل الذين يريدون أن يقفلوا البحار والسماء والصحارى والحدود والعدو، المقاومة تملك أكثر من عشرين ألف صاروخ. وخلال أيام قليلة وهي خارجة من حرب ضروس استعادت المقاومة كامل بنيتها العسكرية والتنظيمية والتسليحية، المقاومة اليوم أقوى مما كانت عليها قبل 12 تموز، لأنها راكمت في الحرب تجربة جديدة وإرادة جديدة وعزما جديدا. من يراهن على ضعف المقاومة نقول له من جديد أنت تخطئ في الحساب. اليوم المقاومة في 22/2006 أقوى من أي وقت مضى منذ العام .1982
الموضوع الثاني هو موضوع الأسرى أسراكم أبنائكم سيعودون إن شاء الله كلهم. وأنا باسم المقاومة وعدتكم في 12 تموز وقلت لكم باسم رجال الله وليس باسمي واسم أبي، باسم المقاومين قلت لكم لو جاء الكون كله لن يستطيع أن يستبدل هذين الأسيرين إلا بمفاوضات غير مباشرة وتبادل. وبعد 12 تموز نعم لقد جاء الكون كله وبقيتم وصمدتم وبقي الأسرى في أيدينا. ولن يطلقوا إلا بعودة الأسرى الذين نطالب بتحريرهم وعودتهم وهذا الملف نحن (مريحين) العالم منه والناس كلن من هذا الموضوع.
ثالثاً: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وفود من هذه البلدات الطيبة الصابرة خافت في هذه الأيام نتيجة الترتيبات الجديدة في المنطقة الحدودية. أنا أؤكد لهم لن يتم التخلي عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولن يتخلى أحد عن شبر واحد من أرض لبنان المحتلة. في سياق الحرب والمفاوضات السياسية كانت هناك فرصة جدية لتحرير مزارع شبعا وكاد الأميركيون أن يوافقوا بل وافقوا. ثم جاؤوا وأخلفوا بالوعد كعادتهم وقالوا لا نستطيع الآن أن نعيد مزارع شبعا الى لبنان لماذا؟ لأننا لا نريد أن نقدم نصرا الى حزب الله. أنا أقول لهم أعيدوها لمن شئتم وقدموا نصرا لمن شئتم ولكن أعيدوها أعيدوها. كان يمكن في سياق الحرب لو توفرت الإرادة السياسية الجدية والوحدة السياسية الجدية والمقاومة السياسية المتكاملة لأمكننا استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ولكن أنا أؤكد لكم هي على خط التحرير ومعها كل الخروقات القائمة الآن الدولة هي المتواجدة الجيش اللبناني متواجد هناك جيشنا الوطني واليونيفيل اكتمل عددهم على الخمسة آلاف. في السابق عندما كانت المقاومة على الحدود أي جرافة تدخل ولو عشرة أمتار كانت تضرب وتهرب، الآن الحدود باتت مفتوحة يدخلون الى أي مكان يريدون. الذي مضى مضى هذا الأمر لا يرتبط بالجيش اللبناني يعني الجيش اللبناني يملك الشجاعة والإرادة والعزم وضباطه وجنوده هم أخوة هؤلاء المقاومين ولا فرق بينهم. المسألة ترتبط بالقرار السياسي هل ستحول الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني الى وحدة عداد شكاوى وتسجيل خروقات هذا معيب في حق الجيش اللبناني. لا الجيش يرضى ولا شعب لبنان يقبل جيشنا ليس ليجلس على الحدود ويعد الخروقات الإسرائيلية مثل قوات الأمم المتحدة المتواجدة منذ العام .1972 جيشنا مهمته التي ذهب من أجلها الى الجنوب بقرار من الحكومة اللبنانية الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين وأرزاقهم وأمنهم. الآن الوطن تخترق سيادته وأرضه ومواطنون يخطفون بين الحين والآخر ويعتدى عليهم وعلى حقولهم. ما هو القرار السياسي للحكومة؟
حتى الآن نحن صبرنا لأننا لا نريد أن نسجل أي خرق للقرار 1701 الغير مقدس. لأننا نعرف ان أي خرق بسيط منا ولو كان دفاعا شرعيا ستقوم الدنيا ولن تقعد. إسرائيل منذ وقف النار تقوم بخروقات واعتداءات وتجاوزات والعالم يسكت. لكن ثقوا تماماً لن نصبر طويلاً وإذا تخلفت الدولة والحكومة عن مسؤوليتها في حماية الأرض والمواطنين. الشعب اللبناني سيتحمل المسؤولية كما تحملها منذ العام .1982
واقول للصهاينة اذا كان من احد قدم لكم ضمانات امنية انا لا اعرف، واذا كان من احد قدم هذه الضمانات تحت الطاولة او فوقها فهذه الضمانات تعنيه هو ولكنها لا تعني المقاومة في لبنان ولا تعني شعب لبنان. المطلوب اذا ان نشحذ همتنا الوطنية وان نقف خلف جيشنا الوطني وان نسانده وندعمه وان يجهز باحسن تجهيزات ليكون حارسا للوطن وللقرى والبلدات والحقول والفلاحين والكنائس والمساجد وليس حاميا لاحد اخر.
بالنسبة لليونيفل المعززة: نحن رحبنا بكم واجدد ترحيبي بكم في اطار مهمة واضحة، مهمتكم مساندة الجيش اللبناني وليست مهمتكم التجسس على حزب الله او نزع سلاح المقاومة. هكذا قال السيد الامين العام كوفي انان ومسؤولون عديدون. حتى هذه اللحظة لم اسمع من أي دولة شاركت في اليونيفل انها ارسلت ابناءها وجنودها للدفاع عن لبنان واللبنانيين، يخجلون بنا ان يقولوا جاؤوا ليدافعوا عنا ولكنهم يتحدثون عن الدفاع عن اسرائيل . اليونيفل مرحب بهم طالما انهم ملتزمون بمهمتهم. وانا ادعو قيادة القوات الدولية في لبنان الى الانتباه لانني سمعت بعض المعلومات والمعطيات ان هناك من يريد ان يجر هذه القوى الدولية الى صدام مع المقاومة وسمعت انه في بعض الجلسات قيل ان وجود قوات دولية سيعيد توازن قوى الداخل في لبنان. هذا الكلام خطير، القوات الدولية جاءت من اجل مهمة محددة ولا يجوز لها ان تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وتؤدي الى تورط من هذا النوع.
فيما يتعلق في السجالات السياسية نحن ما كنا نريد ان ندخل في سجال سياسي مع أحد. في مرحلة الحرب سمعنا الكثير من الاذى وسكتنا وصبرنا وبعد انتهاء الحرب استمر السجال والهجوم والاعتداء الاعلامي والسياسي على المقاومة وعلينا. لكن في البيانات الأخيرة وصلت الامور الى حد لا يطاق. الله لا يرضى للمؤمنين الذل، لقد وصل الاعتداء الاعلامي السياسي على المقاومة في لبنان خلال الحرب وصبرنا عليه ولكن وصل بعد الحرب الى حد لا يطيقه الا الانبياء ونحن لسنا انبياء. ان يقف شخص ليقول نفهم، اثنان نتفهم، ثلاثة نستوعب، ولكن ان تجتمع قوى سياسية بقضها وقضيضها في البريستول لتأتي بنوابها وقياداتها وأعضاء مكاتبها السياسية ثم لتطلع على اللبنانيين بخلاصة تقول فيها ان الحرب التي حصلت في لبنان هي حرب ايرانية من اجل الملف النووي الايراني ومن اجل تعطيل المحكمة الدولية حقيقة، هذا الامر ما كنا نطيقه مع اعتزازنا بعلاقتنا وصداقتنا مع الجمهورية الاسلامية في ايران بقيادة سماحة الامام القائد السيد الخامنئي، واعتزازنا بعلاقتنا مع سوريا قيادة وشعبا، نعم قيادة وشعبا بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد. نحن سياديون ونحن استقلاليون، لا علاقة لهذا الامر في الحرب وماضينا يشهد اكثر من ماضيهم. لكن ان يقال ان هذه الحرب التي شنتها اميركا و اسرائيل وقالت فيها كونداليسا رايس انها مخاض عسير لولادة شرق اوسط جديد وقال فيها اولمرت وبيريز، وفي الاخر تكون النتيجة ان تهدم بيوتنا وتقتل اطفالنا ونقاتل في حرب قال العرب انها حرب سادسة وقال الصهاينة انها الاولى والنتيجة اننا نقاتل من اجل الملف النووي الايراني ومن أجل المحكمة الدولية، هذا كلام عيب، هذا كلام فيه غمز.
نحن نحترم كل الحريصين علي وعلى عمتي والجبة، انه يا سيد لا تدخل في السجال، الشباب والقيادات في الحزب هي التي تدخل في السجال، لكن هناك حد، حتى انا (عمامتي ولحيتي ليستا أشرف من هذه المقاومة وهؤلاء الناس) اذا كان لعمامتي ولحيتي شرف فهو منكم ومن هذه المقاومة ودماء شهدائها. انا ادعو الى وقف السجالات والى تجنب العبارات السخيفة والمؤذية والقاسية وان نبقى في اطار التنافس السياسي المنطقي والمعقول لان مصيرنا في النهاية واحد ولان في نهاية المطاف يجب ان نبني لبنان سويا، ولكن لن اسكت انا حسن نصرالله ولن اسكت عن اهانة شعب المقاومة.
قبل ايام قام زعيم من الزعماء الكبار في قوى 14 شباط ليقول ولو بهدوء ان جمهور المقاومة بلا تفكير، هل انتم بلا تفكير. أنا لا أسمح بذلك. من يقبل هذه الاهانة. وانا احترم جمهوره واحترم شبابهم ونسائهم واحترم خياراتهم اذا كانت وطنية ولكن لا يمكن ان نقبل ان يهين جمهور المقاومة أحد وعليه ان يعتذر. نحن لسنا حزبا شموليا ولسنا نظاما شموليا ولسنا فئة شمولية، انا لا ابي كان (بيك) ولا جدي كان (بيك) ولا ابني سيكون (بيك). نحن لا نريد أي جدل سياسي، ونحن حريصون من خلال أي صيغة حوار ان نخرج من الانقسام السياسي في البلد. نحن ملتزمون ومن دعاة الدولة ومشروع الدولة وبناء الدولة واقامة الدولة ولكن نحن اصحاب كرامة، كرامتنا قبل كل شيء، لا يمكن ان نسمح لاحد ان يهدر كرامتنا من اجل ان يبني لنا بيتا وقد هدم من اجل كرامتنا. لا يتصور احد انه يمكن ان يشبع بطننا على حساب كرامتنا ونحن قدمنا دمنا من اجل كرامتنا، هذا نحن. في هذا السياق انا ادعو للعودة الى الهدوء والتعقل ونحن امام شهر رمضان المبارك اعاده الله على اللبنانيين جميعا بخير ونطلب من الله ان يوفقنا لصيامه وقيامه وعسى ان يكون هذا الشهر فرصة للتأمل والتفكر والعودة الى الذات ولرؤية الحقائق، اخرجوا وانظروا الى الحقائق ولا تشتبه عليكم الامور ولا تبنوا اموركم على حسابات خاطئة. زمن الهزائم قد ولى وقد جاء زمن الانتصارات.
إضافة تعليق جديد