"قبر يوسف" موقع يهودي مقدس في الاراضي الفلسطينية
"قبر يوسف" من المواقع الدينية التي تثير توترا بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وبالمثل، يشكل الحرم الابراهيمي في الخليل وقبة راحيل في بيت لحم، المكانان المقدسان للديانات التوحيدية الثلاث، مصدرا للخلاف، خصوصا بعدما اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في شباط 2010 عزمه على ادراجهما في لائحة المواقع التاريخية الاسرائيلية.
تقول النصوص الدينية ان يوسف ابن يعقوب وراحيل باعه اخوته، ونقل الى مصر، حيث اصبح وزير فرعون، ودفن بعد وفاته في نابلس (شمال الضفة الغربية)، وفقا لرغبته. واصبح قبره المفترض مزارا للمستوطنين المتدينين، اضافة الى آلاف “الحريديم”، وهم اليهود الارثوذكس المتشددون. غير ان العديد من المؤرخين يشككون في قبر يوسف، مؤكدين انه قبر شيخ عربي.
والمكان مقدس عند السامريين الذين هم جزء منفصل عن اليهود ويقيمون قرب نابلس. وكان الضريح يمثل مكانا صغيرا من العمارة الاسلامية تعلوه قبة بيضاء وضعت في القرن التاسع عشر. وقد اسس مستوطنون متدينون متطرفون في الثمانينات مدرسة دينية تلمودية في المكان. ونصت اتفاقات الحكم الذاتي الفلسطينية الاسرائيلية على ان يبقى الموقع تحت السيطرة الاسرائيلية.
وتحول الموقع معسكر حراسة مشدد للجيش الاسرائيلي، بعد اندلاع اشتباكات مع الفلسطينيين في ايلول 1996 اثارها نفق مثير للجدل في البلدة القديمة بالقدس. وعمد الجيش الاسرائيلي الى اخلائه في تشرين الاول 2000 بعد اندلاع الانتفاضة الثانية. ثم نقلت المدرسة التلمودية الى مستوطنة “يتسهار” القريبة
والشاب الاسرائيلي الذي قتل اخيرا قرب القبر برصاص الشرطة الفلسطينية، هو بن يوسف ليفنات، ابن نوعام ليفنات، احد مؤسسي هذه المدرسة.
وكان ينتمي الى مجموعة “بيرسلف” الدينية التي يأتي اعضاؤها في شكل منتظم الى المكان، متجاوزين حواجز التفتيش الاسرائيلية.
يشار الى ان الجيش الاسرائيلي سمح العام 2007 بزيارة القبر مرة واحدة كل شهر، ما عدا في فترات التوتر، بفضل تحسين التعاون الامني مع السلطة الفلسطينية. وفي ايلول 2010، اعيد افتتاح الموقع الذي رممته السلطة الفلسطينية في حضور حاخامات كبار من اسرائيل.
المصدر: و.ص.ف
إضافة تعليق جديد