خالد بن الوليد يثير جدلاً مصرياً
أثار ظهور عدد من الصحابة في المسلسل السوري "خالد بن الوليد" لمحمد عزيزية الذي بدأ عرضه مع إطلالة شهر رمضان جدلا في مصر، حيث تحرم فتاوى الأزهر الشريف تصوير الصحابة.
ويظهر في المسلسل -الذي يبث على عدد كبير من القنوات العربية وألفه عبد الكريم ناصيف- عم الرسول حمزة بن عبد المطلب والصحابيان أبو عبيدة بن الجراح وعبدالله بن رواحة.
وقال الأستاذ في جامعة القاهرة عبد الصبور شاهين إن رأي الأزهر لا يلزم سوى المصريين ورأيه استشاري بالنسبة للآخرين، إلا أنه رأى أن القائمين على المسلسل هم متجاوزون للصواب، فلا يجوز ولا يصح -حسب قوله- أبدا استثمار سيرة الصحابة في مكسب درامي ومادي.
من جهته قال نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب إنه لا يحبذ تصوير شخصيات الصحابة وليس فقط العشرة المبشرين بالجنة، لأنهم شخصيات وشهب وكواكب منيرة، كما أنه لا يوجد من يستطيع أن يجسد هذه الشخصيات.
وكان الأزهر منع قبل أكثر من 40 عاما تصوير الصحابة العشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الدرامية، ومن ثم منع عرض فيلم "الرسالة" للمخرج والمنتج الراحل مصطفى العقاد بمصر في السبعينيات من القرن الماضي لظهور عم الرسول فيه، الذي قام بدوره في النسخة العربية الممثل الراحل عبد الله غيث، وفي نسخته الإنكليزية الأميركي أنطوني كوين.
وكان ذلك أيضا السبب في منع فيلم الصور المتحركة "محمد" لظهور عم الرسول فيه قبل إجازته بعد حذف المشاهد التي ظهر فيها.
في المقابل اعتبر الناقد طارق الشناوي أن قضية تصوير العشرة المبشرين بالجنة في الدراما موقف وقضية للأزهر الشريف وليس لهذا علاقة بعموم المسلمين، والدليل على ذلك -حسب رأيه- أن فيلم الرسالة الذي اعترض عليه الأزهر ولم تعرضه الشاشات المصرية حتى الآن بينما عرضته غالبية الشاشات العربية.
من ناحيتها رأت الناقدة علا الشافعي أن موقف الأزهر غير مفهوم في خلق هذا التطرف في التقديس للشخصيات، وأضافت "الصحابة بشر يحق لنا أن نشاهدهم على الشاشات ولهم مزاياهم وأخطاؤهم، وكثير من الآيات القرآنية نزلت حول أخطاء ارتكبها بعضهم".
يشار الى أن المسلسل الذي يصور حياة خالد بن الوليد الذي لقب بسيف الله المسلول يبرز مرحلة مهمة في بدايات التاريخ الإسلامي، ويقوم بدور خالد بن الوليد في المسلسل الممثل السوري باسم ياخور.
وكان خالد بن الوليد الذي أسلم في السنة الثامنة للهجرة قبل فتح مكة، وبعد أن كان قائد الفرسان في غزوة "أحد" أصبح القائد الذي أنقذ جيش المسلمين في معركة "مؤتة" مع الرومان، بعد استشهاد قادة الجيش الثلاثة الذين سبقوه.
ثم قاد الجيش الإسلامي في الحرب على المرتدين في عهد الخليفة أبو بكر الصديق، قبل أن يصبح من أوائل القادة الذين قادوا الجيوش الإسلامية التي فتحت العراق وبلاد الشام.
المصدر: الفرنسية
إضافة تعليق جديد