إسرائيل تصعّد مع اقتراب استحقاق أيلول: 930 وحدة استيطانية في جنوب القدس

ردت الحكومة الاسرائيلية أمس، على موقف الجامعة العربية المتمسك بالتوجه إلى الامم المتحدة في أيلول المقبل لإعلان الدولة الفلسطينية، بمزيد من الخطوات الاستيطانية. وأقرت ما تسمى لجنة التنظيم والبناء، التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، 930 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة «حارحوماه» المقامة على أرض جبل أبو غنيم جنوب مدينة القدس المحتلة، وذلك ضمن إطار مخطط لبناء 4700 وحدة خلال الفترة المقبلة موزعة على مستوطنات القدس، فيما اعتبر وزير الداخلية الإسرائيلي أن القرار يأتي لحل أزمة السكن التي تثير موجة احتجاجات حاليا في إسرائيل.
في هذه الأثناء، أطلقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي سراح القيادي البارز في حركة «حماس» حسن يوسف المعتقل لديها منذ 6 أعوام، رغم انتهاء مدة محكوميته منذ 5 أعوام. وقال متحدث باسم إدارة السجون الاسرائيلية إن يوسف هو أحد 770 سجينا اسرائيليا وفلسطينيا تقرر إطلاق سراحهم نظرا لاكتظاظ السجون. ومن بين هؤلاء 74 سجينا فلسطينيا.
وقالت القناة الإسرائيلية السابعة، إن لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، صادقت بغالبية على قرار بناء 930 وحدة استيطانية في «حارحوماه» المقامة على جبل ابو غنيم، لا سيما وأن عطاءات البناء في هذه المستوطنة «مجمدة منذ سنتين». وبحسب المصدر فإن وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي «أعطى تعليماته لموظفي الوزارة، بالتسريع في إعطاء التراخيص اللازمة للبناء، لحل مشكلة السكن وغلاء الشقق الاستيطانية».
د. جمال عمر الخبير في شؤون القدس، قال لـ«السفير» إن مخطط البناء الجديد هو جزء بسيط جدا من مخطط أوسع، يهدف إلى بناء ما يزيد عن 4700 وحدة استيطانية في جميع المستوطنات المقامة على أراضي القدس الشرقية.
وقال عمر «قبل أيام أقر بشكل سري في أروقة الحكومة الإسرائيلية بناء 4700 وحدة استيطانية في جميع المستوطنات التي نعرفها بمستوطنات الغلاف». وأضاف «المستوطنات المحيطة بالقدس من جهات الشمال والشرق والجنوب ستشهد موجات بناء واسعة في غضون الايام القليلة المقبلة».
ويؤكد عـمر أن هذا التوسـع الذي سيتم على مراحل يهدف إلى «تقطيع أوصال الاحياء العربية في القدس، وتشكيل غلاف استيطاني حول المدينة يحول هذه الاحياء إلى نقاط عربية دقيقة ضمن بحر من المستوطنات، والأهم منع احتمال أن تصبح مدينة القدس، عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل».
إلى ذلك اعتبر عمر أن «محاولات يشاي إظهار الموضوع وكأنه وسيلة لحل الأزمة التي تعصف بإسرائيل على خلفية ارتفاع اسعار الشقق السكنية، مجرد ذر للرماد في العيون، ومحاولة لشغل الرأي العام الإسرائيلي والهروب إلى الأمام». وأضاف «أولا الأزمة التي تعصف بإسرائيل لها علاقة بغلاء أسعار السكن في تل أبيب، وهي تتحدث عن السكن على الأرض الإسرائيلية وليس على الأرض الفلسطينية المحتلة، لكن وكعادتها إسرائيل تسعى دائما لحل أزماتها إما عبر الحروب أو عبر الاستيطان وسرقة أرض الفلسطينيين والعرب».
وتأتي تلك الخطوة بعدما عقد مندوبو دول أعضاء في الجامعة العربية اجتماعا في الدوحة لاعداد التفاصيل النهائية للطلب الذي ستتقدم به السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة للحصول على اعتراف رسمي بدولة فلسطينية. ودعا وزير الدولة القطري للتعاون الدولي خالد بن محمد العطية دول العالم لمساندة الفلسطينيين في الحصول على دولة مستقلة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان التوجه الى الأمم المتحدة هو الطريق الوحيد للتعامل مع قضية الدولة الفلسطينية. من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» صائب عريقات ان هذا المسعى تحرك ايجابي يخدم عملية السلام.

المصدر: السفير