الاستيطان الإسرائيلي يتسارع بجنون: عشرات الوحدات وعزل 60 ألف مقدسي
تتسارع خطوات الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية بالتوازي مع سعي حثيث لتهويد مدينة القدس وإفراغها من مواطنيها الفلسطينيين، وفي كل يوم يقر مشروع جديد لدرجة أنه لم يعد يمكن رصد عمليات البناء، والتي كان آخرها، أمس، قرار إقامة 40 وحدة استيطانية، في الضفة و14 في القدس، إلى جانب قرارات أخرى بتهجير أهل المدينة المحتلة وتهويد الحرم القدسي.
وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على إقامة مزرعة وبناء 40 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة ايتمار في جنوبي الضفة الغربية، وذلك في إطار خطة لتوسيع مجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني المقام على أراضي مدينة بيت لحم في جنوبي الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن القرار الجديد سيسمح لمستوطنة «افرات»، الواقعة في هذا المجمع، بأن تتمدد لتسيطر على أراض تابعة لبيت لحم، وتصل إلى مشارف مخيم الدهيشة وقرية الخضر، موضحة أن المزرعة المزمع إقامتها بموجب القرار ستصادر قرابة 1700 دونم من أراضي «جبل ابو زيد « الملاصق للمستوطنة، والذي يصادره الجدار المبني هناك، بحيث تصبح هذه الأراضي مخزونا احتياطيا لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة مستقبلا.
وفي سياق محاصرة القدس بالأحياء الاستيطانية والجدار، وضمن مخططها لتفريغ المدينة من سكانها العرب، افتتحت اسرائيل رسميا، أمس، ما صار يعرف بمعبر شعفاط العسكري، وهو معبر ضخم يضم منافذ للمشاة والسيارات، وقد أقيم على مقطعي الجدار الذي بنته اسرائيل لفصل المخيم عن القدس، وعزل سكانه الحاملين للهوية الزرقاء عن المدينة.
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون القدس أحمد الرويضي لـ«السفير»، إن بناء المعبر يهدف إلى «عزل أكثر من ستين ألف فلسطيني يحملون الهوية المقدسية الزرقاء، ويسكنون في مخيم شعفاط وضواحي رأس شحادة ورأس خميس والسلام وجزء في بلدة عناتا».
وأشار الرويضي إلى أن المعبر يحتوي على غرف تابعة لجهاز الأمن الداخلي «الشاباك»، وأخرى للاستخبارات والشرطة، ومكاتب للتأمين الوطني ووزارة الداخلية بهدف ملاحقة تحركات المواطنين إلى داخل القدس.
وأكد أن قرار إقامة المعبر يأتي ضمن خطة عزل الأحياء العربية، وهو واحد من بين 12 معبرا آخر افتتحت أو سيتم افتتاحها على طول الجدار المقام حول المدينة، مشيرا إلى أنه «في لحظة معينة، وفي ظروف معينة، سيفقد 60 ألف فلسطيني من شعفاط حق الإقامة في القدس، وستسحب هوياتهم».
وكانت إسرائيل عزلت، في وقت سابق، وفي ظروف مماثلة، نحو 80 ألف فلسطيني يحملون الهويات الزرقاء المقدسية، بعد بنائها مقطع الجدار قرب مناطق الضاحية والرام وقلنديا في مدينة القدس.
وتعتبر اسرائيل أي شخص يقيم في هذه المناطق ليس من سكان القدس، وأن عليه إثبات وجوده في المدينة، ما يجبر العديد من المواطنين الفلسطينين على السكن في بيوت مستأجرة بمبالغ باهظة في قلب مدينة القدس أو بناء منازل من دون ترخيص، ومن لا يوفق في هذه الحالة أو تلك يبقى في منزله حيث هو ومع تقادم الزمن يفقد ما تسميه إسرائيل حق الإقامة في القدس.
وقبل يومين صادقت اسرائيل على بناء 14 وحدة استيطانه في حي رأس العمود في القدس، وذلك ضمن إطار مخطط قال الفلسطينيون إنه يستهدف توسيع مستوطنة رأس العمود، والتي يطلق عليها مستوطنة (معالي زيتيم)، ورفدها بــ250 وحدة استــيطانية جديدة.
وقال الرويضي «في هذه المستوطنة سيبنى أيضا كنيس وناد رياضي ومدرسة بحيث تصبح من أكبر البؤر الاستيطانيه التي ستتم إقامتها في محيط القدس». وأوضح أن «إسرائيل تريد من هذه الخطوات، محاصرة البلدة القديمة بالقدس بدائرة استيطانيه تبدأ من الشيخ جراح وتستمر حتى أحياء الطور والصوانه ورأس العمود ووادي حلوه وحي البستان في سلوان حتى جبل المكبر، وفي المقابل هي تقوم بضم أراض فارغة من السكان من خارج حدود المدينة، بينما تعمل على عزل التجمعات العربية المقدسية وإخراجها من حدود القدس».
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد