مذبحة «الإيمو» تعيد بغداد إلى القرون الوسطى
الرجم حتى الموت هو مصير من يطوّل شعره في العراق! بعدما كان المتشددون يحلقون شعر الشبان على مرأى من قوّات الشرطة، بلغ التشدد أخيراً مستوى فضائحياً، إذ أعلن ناشطون ومنظمات محليّة مقتل 85 شاباً عراقياً ممن يتبعون موضة «الإيمو» بعدما رجمهم متشددون منذ أيام.
بدأت قضيّة «الإيمو» تتفاعل حين صرّح المدير العام لـ«مديرية الشرطة المجتمعيّة» العقيد مشتاق طالب المحمداوي بأنّ الشرطة تتابع «ظاهرة «الإيمو» أو «عبدة الشيطان» كما وصفها. وقال إنّ «فكرة الشذوذ الجنسي تسيطر على هؤلاء»، وإنّهم «يرتدون ملابس غريبة وضيّقة تحمل رسوماً مثل الجماجم». تصريح المسؤول كان كافياً ليبدأ مسلسل صيد «الإيمو» في شوارع بغداد، علماً بأنّ هؤلاء ليسوا سوى شباب يتبعون موضة في الملبس والأكسسوارات تستلهم نمطها من رموز الروك.
هكذا، جرى اقتياد هؤلاء المراهقين من قبل مجموعات مسلحة ترتدي زياً مدنياً قيل إنّها تابعة لـ«إحدى الجماعات الدينية المتشددة» في العراق، وتمّ رجمهم بأحجار بناء قبل رمي جثثهم في مزابل العاصمة. ويصف أحد الفارين مشهد الرجم: «يرجمون المغدور بـ«البلوك» على رجليه ويديه أولاً، ثمّ يوجهون ضربة على رأسه، وإن لم يفارق الحياة مباشرةً، يعيدون الكرّة».
بعض وسائل الإعلام وصفت مراهقي «الإيمو» بمصاصي الدماء، ما سهّل استباحة دمائهم، وتأليب الرأي العام عليهم. انتشرت صور المغدورين على فايسبوك، لتثير الرعب في صفوف الطلاب العراقيين. وحذّرت النائبة المستقلة صفية السهيل أمس من أنّ «بعض الاعتقالات نفذت أخيراً بسبب ارتداء الطلاب للجينز الأميركي أو بسبب قص شعرهم وفق الموضة الغربية». ورأى مكتب المرجع السيد علي السيستاني أنّ استهداف هؤلاء الشبان «عمل إرهابي». وزارة الداخلية اعترفت بالمذبحة من دون أن تذكر عدد القتلى، وحذّرت المتطرفين في بيان أمس من «ألا يتجاوزوا الحريات العامّة للعراقيين». كلام يأتي بعد خراب البصرة... من يخفف من فاجعة عائلات القتلى؟ ومن سيعيد للمواطن العراقي الإيمان بأنّه لن يقتل بسبب تسريحة شعر؟
باسم الربيعي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد