إسرائيل تفجّر التهدئة: اغتيال 8 مقاومين في غزة
فجرت إسرائيل، أمس، التهدئة القائمة في قطاع غزة، بعدما اغتالت 8 مقاومين في غارات جوية، استشهد في إحداها الأمين العام لـ«ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، وأسير محرر تم إبعاده إلى غزة، كما استشهد في الثانية 3 مقاومين من «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في وقت حملت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد، متوعدة بردّ قاس على هذه الجرائم.
وقال المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في غزة ادهم أبو سلمية «سقط شهيدان وأصيب آخر بجروح خطيرة في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في حي تل الهوا في غزة».
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن الشهيدين ينتميان إلى صفوفها، وهما عبيد الغرابلي ومحمد حرارة.
وقبيل هذا التصعيد، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن «مصادر عسكرية رفيعة» قولها إن الجيش «لا ينوي السماح باستمرار إطلاق الصواريخ» من قطاع غزة.
وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، وهي الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، في بيان صحافي مقتضب، «استشهاد أمينها العام الشيخ زهير القيسي (أبو ابراهيم)، والقيادي محمود حنني (وهو مبعَد من مدينة نابلس في الضفة الغربية إلى قطاع غزة)»، متوعدة إسرائيل بـ«ردّ مزلزل».
وكعادته، برَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه الجريمة بالقول إنهما «كانا يخططان لعملية كبيرة على الحدود مع إسرائيل».
من جهته، قال المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين أبو عطايا إن لجان المقاومة الشعبية «في حِلٍّ تام من التهدئة ونؤكد ان الخيارات كافة مفتوحة أمام الألوية للرد على هذه الجريمة... سنرد بكل قوة».
ودعا أبو عطايا «الفصائل الفلسطينية كافة، بما فيها كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) للوقوف إلى جانب الألوية للردّ على هذه الجريمة».
يذكر أن إسرائيل كانت قد اغتالت، في آب الماضي، الأمين العام السابق للجان المقاومة الشعبية كمال النيرب (أبو عوض) وأربعة من مساعديه، بينهم القائد العام للجناح العسكري للتنظيم عماد حماد والمسؤول عن التصنيع العسكري خالد شعت، الذي قتل مع ابنه مالك (عامان)، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في منطقة رفح في جنوبي قطاع غزة.
واتهمت إسرائيل حينها لجان المقاومة الشعبية بالوقوف وراء هجمات إيلات التي أسفرت عن مقتل ثمانية إسرائيليين وسبعة من منفذي الهجوم، الذين قالت إسرائيل انهم قدموا من غزة إلى سيناء ومنها إلى إيلات، في حين نفت لجان المقاومة الشعبية صلتها بهذه العملية الفدائية.
وبعد ساعات على جريمة اغتيال القياديين في ألوية الناصر صلاح الدين، ذكر شهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارة جديدة استهدفت حي الشجاعية في شرقي مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين آخرين. وأكد أبو سلمية «وصول شهيدين أشلاء إلى مستشفى الشفاء في غزة جراء قصف إسرائيلي استهدف الشجاعية».
ثم أعلنت السرايا في بيان آخر أنها «تحتسب عند الله شهيدها حازم قريقع الذي ارتقى في القصف الصهيوني شرق غزة».
بدوره، اعتبر المتحدث باسم «سرايا القدس» أبو احمد أن التهدئة مع الاحتلال ماتت. ونقلت وكالة «معاً» عن أبو أحمد قوله «اعتقد من العبث الحديث عن تهدئة، التهدئة ماتت مع أول صاروخ أطلق على قطاع غزة والذي أدى إلى استشهاد الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي والمبعد محمود حنني، كذلك واستهداف مجاهدي السرايا شرق غزة وهما عبيد الغرابلي ومحمد حرارة».
وأضاف إن «الاحتلال بدأ بتنفيذ تهديداته التي أطلقها منذ فترة، وبدأ باغتيال أربعة مجاهدين، وعليه أن يتحمل المسؤولية»، مؤكداً ان «المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الجرائم الإسرائيلية».
واستشهد فلسطيني سادس في غارة إسرائيلية على شرق غزة. وأعلن المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة أدهم أبو سلمية «استشهاد مواطن بعد استهدافه من قبل الاحتلال شرق غزة». كما أكد ابو سلمية «استشهاد مواطنين واصابة ثالث بجروح خطيرة للغاية في غارة اسرائيلية في محيط التشريعي» لاحقا. ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 8.
وفي رد على التصعيد الإسرائيلي، استهدفت المقاومة الفلسطينية المواقع الاسرائيلية بعدد من الصواريخ والقذائف. وأعلنت كل من «كتائب المقاومة الوطنية» (الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين)، و«كتائب شهداء الأقصى» (فتح)، ومجموعات الشهيد عماد مغنية، وسرايا القدس أنها أطلقت صواريخ وقذائف على مدينة عسقلان، ومستوطنتي سيديروت وتنيفوت، وموقع «ناحال عوز» العسكري.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب القصوى في المناطق الجنوبية، داعياً الكيبوتسات التي تقع على دائرة شعاعها سبعة كيلومترات البقاء على أتم الاستعداد لاحتمال النزول إلى الملاجئ.
وادانت السلطة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «هذا التصعيد الإسرائيلي يخلق مناخاً سلبياً، ويوتر الأجواء ما يؤدي إلى تصاعد دوامة العنف في المنطقة»، محملاً الحكومة الإسرائيلية تداعيات هذه الاعتداءات.
من جهته، حذر المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم من أن الاحتلال «يريد تفجــير الأوضــاع بغزة ليغــطي على ما يجــري في القدس وما يجري بحق المســجد الأقصى من استيــطان وحرب دينية وتهويد».
وأضاف «نحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة وهذا التصعيد الخطير»، مشدداً على ضرورة «وضع استراتيجية جديدة تردع العدو الصهيوني عن الاستـمرار في جرائمه ضد شعبنا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد