مندوب سورية : تقرير لجنة حقوق الإنسان بخصوص سورية مسيس
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة علنية اليوم لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط في إطار محاولات بعض الدول العربية مدعومة بالغرب لتدويل الأزمة في سورية وتجاهل ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من عدوان إسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال مندوب سورية في مجلس حقوق الإنسان فيصل الحموي اليوم إن تقرير لجنة حقوق الإنسان بخصوص سورية مسيس ويخدم أغراضاً عدوانية للدول الغربية وبعض الدول الإقليمية.
وأضاف الحموي أن التدخل الخارجي تحت ذرائع انسانية يهدف إلى تقسيم سورية خدمة لمصالح إسرائيل.
وقال مندوب سورية في مجلس حقوق الإنسان إن الأزمة في سورية ليست تظاهرات سلمية بل مخطط سياسي تنفذه أطراف خارجية.
وأضاف الحموي.. من المعيب أن يستخدم مجلس حقوق الإنسان كأداة للضغط السياسي على دولة فيه ذات سيادة.
وأكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في كلمة له أمام المجلس أن الحكومة السورية تواجه عصابات مسلحة وعناصر من القاعدة ارتكبت جرائم فظيعة في سورية وينبغي الدعوة إلى وضع حد للعنف وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين مشدداً على أن استمرار الدعوات الى التدخل العسكرى فى سورية يعرض المنطقة للخطر والفوضى ونشوب صراعات متعددة.
وجدد لافروف التأكيد على ضرورة اقامة دولة فلسطينية مستقلة تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني وعلى أن عدم إيجاد حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي سيبقى الوضع متوتراً في المنطقة بشكل مستمر.
وقال لافروف إن أكبر عمليات التحول التي بدأت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استجابة لتطلعات الناس إلى حياة أفضل وفرص أفضل للتعبير عن الذات والمشاركة في حياة سياسية ومزايا اقتصادية واجتماعية لم تنته بعد ومن الصعب أن نتنبأ باحتمالاتها المستقبلية لأنها غالبا ما تتصاحب مع نزاعات دينية واجتماعية واقتصادية ما يسهم في زعزعة الاستقرار.
وأضاف لافروف إن دور المجتمع الدولي هو ضمان أن تؤدي هذه التحولات إلى آثار إيجابية وليس إلى آثار سلبية على العالم العربي وضمان الحريات الرئيسية وحقوق الإنسان وأيضا حقوق الأقليات الدينية والعرقية موضحا أن روسيا تتابع عملية بناء الديمقراطية والدولة في مصر وتونس والمغرب وكذلك التغييرات في اليمن ومكافحة الإرهاب والمرحلة الانتقالية في ليبيا والإعداد لانتخابات وتحاول دعم تقديم المساعدة الإنسانية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي لجميع الدول في العالم ولكننا نهتم بالربيع العربي ونعتقد أننا يمكن أن نخلص إلى استنتاجات هامة أولها أنه في أي حالة معينة لا ينبغي أن يكون هناك تضليل للمجتمع الدولي أو استغلال لقرارات الأمم المتحدة ما يؤدي إلى ضعف مصداقية مجلس الأمن والأمم المتحدة بشكل عام وهذا يحد من قدرة هذه الهيئة على اتخاذ القرارات في المستقبل.
وتابع لافروف إن الاستنتاج الثاني هو أن هناك دولاً تتطوع لتنفيذ قرارات مجلس الأمن وينبغي أن تلتزم بهذه القرارات وهذا ينطبق أيضا على حلف شمال الأطلسي الناتو ففي حالات فرض حظر للطيران تم تجاوز ذلك إلى عمليات قصف مريعة في ليبيا ولم يتم التحقيق في العدد الكبير من القتلى المدنيين لافتاً إلى أن على أمين عام الأمم المتحدة توضيح هذه المسائل حول التعاون مع حلف شمال الأطلسي.
وقال لافروف إن الاستنتاج الثالث هو أن التدخل من الخارج باستعمال القوة المسلحة والتزويد بالسلاح يعرض استقرار المنطقة للخطر وعلينا أن نستنتج بشأن حالة سورية وهي مصدر قلق كبير لروسيا والمجتمع الدولي أن المطالبة هنا بتغيير النظام تؤدي إلى خلق صعوبات اقتصادية وفرض عقوبات خطيرة وتشجع المعارضة على مواجهة الحكومة بدلاً من التعاون وإقامة الحوار معها.
وأكد لافروف أن استمرار الدعوات للتدخل العسكري يعرض المنطقة للخطر والفوضى ونشوء صراعات متعددة ولا شك في أن السلطات السورية تتحمل المسؤولية عن التطورات الحالية ولكن علينا أن نأخذ بالاعتبار أن الحكومة السورية تقاتل قوات مسلحة فيها عناصر من القاعدة وقد ارتكبت هذه الجماعات أو المجموعات جرائم فظيعة في البلاد وبالتالي ينبغي أن ندعو إلى وضع حد للعنف وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين ولكن في هذه المرحلة لا ينبغي أن نتحدث عمن بدأ بهذه المواضيع بل ينبغي التركيز على عمليات يمكن تحقيقها وتحقيق السلام كأولوية.
ودعا لافروف إلى إيجاد حل مبكر للأزمة السورية دون استعمال العنف وإطلاق عملية سياسية شاملة في سورية وتنفيذ الإصلاحات في البلاد وهناك خمسة مبادئ وافقت عليها الجامعة العربية وروسيا في هذا الإطار وأولها وضع حد للعنف من جميع الأطراف وثانيها وضع آلية للمراقبة وثالثها /لا/ للتدخل الخارجي ورابعها إمكانية وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين وخامسها الدعم القوي لمهمة كوفي عنان لإطلاق حوار بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة السورية وهو ما وافق عليه الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية.
وأضاف لافروف إننا على هذا الأساس مستعدون للموافقة على قرار مجلس الأمن وعندما طرحت مسودة القرار في مجلس الأمن لم يتم دعمها من قبل جميع الدول ويمكن استعمال المبادرة العربية ومحاولات تسويات الصراع العربي الإسرائيلي لأن التوترات تبقى مرتفعة في المنطقة بأسرها وينبغي تسوية كل هذه الصراعات في إطار القانون الدولي وهذه تمثل خطوة تاريخية للمجتمع العربي.
وأعرب لافروف عن أسفه لأن الاتجاهات الأخيرة أسهمت في تأخير هذه العملية بدلا من التعجيل بها وتمت الموافقة على عدد من المعايير من قبل الرباعية ومجلس الأمن ولكن التصرفات الإسرائيلية وعدم احترامها لقرارات مجلس الأمن أعاقت ذلك وهناك مخاوف من انتهاك وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة حيث يعاني المدنيون بشدة ولذلك على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده وينبغي أن تبدأ الرباعية الدولية بشكل منتظم في إنشاء البيئة اللازمة لاستئناف الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية.
وختاما قال لافروف إن روسيا تريد لهذه المبادرة أن تستمر وتؤكد على مقترحها بمزيد من التعاون بين الرباعية الدولية والجامعة العربية وكلنا ثقة بأن خطة السلام العربية لا تزال ذات صلة بالتطورات الراهنة ونؤكد على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وضمان أمن إسرائيل وإقامة الأمن والسلام في سائر أنحاء الشرق الأوسط ولذلك نحن مستعدون للتعاون مع كل أعضاء المجتمع الدولي لتحقيق هذه الأهداف.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد