الحسم العسكري بدأ ولن يتوقف و"بلاك ووتر" تنشط في شمال لبنان
في كواليس صالونات أهل السياسة الكلام عما ستحمله الأيام المقبلة من احداث في سورية يتصدر الأحاديث، تختلف التحليلات وتعدد السيناريوهات. ففيما يؤكد البعض أن الوضع في سورية مستمر على ما هو عليه لإستنزاف الجيش والنظام وإضعافه، يتحدث آخرون عن معالم حرب أهلية أخذت تتكشف في الأحداث الأمنية الشبه يومية في سورية.. وبعيداً عن التحليلين يدور حديث بارز عن تسوية تُعد في مطابخ السياسة الدولية، بعد أن أفشل تماسك النظام والتفاف الشعب حول الجيش مساعي استنزاف سورية وجرها إلى حرب أهلية.
ويستند حديث التسوية إلى معلومات مررتها صحف عن طلب روسي بضرورة إنجاز حسم شامل وسريع لصالح القوات النظامية السورية ما من شانه أن يعيد ترتيب الأوراق لصالح الروس في أي مفاوضات مع الأميركيين.. فهل حسمت سورية خياراتها؟
الرغبة الروسية في إنجاز حسم عسكري شامل وسريع مؤكدة بحسب الباحث الاستراتيجي الدكتور سليم حربا، الذي يوضح في الوقت عينه أن مكافحة وتقويض الإرهاب لا تحتاج إلى قرار روسي بل هي تستند في الأساس إلى قناعة وإرادة سورية شعبية ورسمية.
وفي مقابلة للموقع الإلكتروني لقناة المنار، أقر حربا أن المجموعات المسلحة في سورية تتلقى اليوم ضربات موجعة، وأن خيار الحسم بدأ ولن يتوقف، مؤكداً بالتالي أن هناك قراراً سورياً بحسم شامل يتماهى مع رغبة روسيا والصين، بعد المساعي الحثيثة التي تبذلها أطراف مناوئة لإيجاد ذريعة لتدخل عسكري وتحويل المراقبين إلى قوات دولية مسلحة.
وجزم أن مكافحة المجموعات الإرهابية في سورية كانت مطلباً شعبياً يتقدم على موقف الحكومة بعدما فشلت سياسة اليد الممدودة لجر الآخرين إلى طاولة الحوار الوطني. مذكّراً بالعقلانية التي تعاملت بها سورية مع الأحداث، فأصدرت عفواً عن المسلحين وقبلت بمبادرة الجامعة العربية ووفد المراقبين العرب، ومضت فيما بعد بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان مرحبة بالمراقبين الدوليين على أراضيها.
عناصر "بلاك ووتر" في لبنان وتركيا وسورية
وقال حربا إن الإلتزامات السورية لم تُقابل بأي موقف إيجابي من الأطراف المناوئة للنظام في سورية، وفي إشارة إلى المجموعات المسلحة في سورية لفت المحلل السوري إلى أن البرتوكول الموقع بين الحكومة السورية والأمم المتحدة لتنظيم عمل المراقبين يحظر على كل مدني في سورية حمل السلاح أو استخدامه أو التجول به أو حتى إظهار إلا في إطار سلطة الدولة.
وتابع المحلل الاستراتيجي السوري أن الإرهاب في سورية لم يقتصر على جماعات مسلحة محلية مشيراً إلى دخول عناصر أجنبية. وفي معرض حديثه، ذكّر حربا بما سبق وكشفه لموقع المنار عن تورط الـ "بلاك ووتر" في الأحداث الأمنية بسورية، كاشفاً هذه المرة أن عناصر المنظمة الأميركية المتورطة في عمليات أمنية وجرائم قتل تنشط على الحدود السورية لاسيما في شمال لبنان وتركيا.
وتابع أن عناصر المنظمة الأمنية عملوا على تدريب المسلحين وإرسالهم إلى سورية، وأن عدداً منهم دخل إلى الأراضي السورية ليشرف بشكل مباشر على تحركات وعمليات المجموعات الإرهابية المسلحة.
المسلحون هم المستفيد الأول من وجود المراقبين الدوليين
واعتبر د. حربا أن تجميد مهمة المراقبين في سورية أتت للضغط على النظام السوري ولإفشال المبادرة الروسية في عقد مؤتمر دولي حول سورية.
وقال إن مهمة المراقبين قيّدت النظام السوري لكونه إحترم ما إلتزم به بموجب خطة أنان، ولأنه عوّل على أن بمقدور أنان ومجلس الأمن لجم الإرهاب والأنظمة التي ترعاه وتموله.
وتابع بأن الأحداث بيّنت أن المجموعات الإرهابية وداعميها كانوا أول المستفيدين من انتشار المراقبين في سورية، إذ وجدت فيها مناورة تكتيكية لزيادة الضغط على النظام السوري وإضعافه وإحراجه دولياً. وأردف بأن هؤلاء سعوا منذ البداية إلى إفشال خطة أنان، مذكّراً بأن سعود الفيصل كان يجلس إلى جانب أنان عندما طالب بمنطقة عازلة بعد شهر على بدء مهمة المراقبين، وأن حمد بن جاسم كان أول من صرّح بأن الخطة لم يكتب لها النجاح إلا بنسبة 3% ليعيد ويطالب بتسليح المعارضة السورية.
وأوضح أن سورية ترى في مشروع المنطقة العازلة والممرات الأمنية المحمية عدواناً على سورية لن تتواني في الرد عليه، وهو ما قد يتدحرج ليجر المنطقة إلى حرب شاملة، بحسب تقديرات حربا.
وفي المحصلة يرى الباحث الاستراتيجي السوري أن الولايات المتحدة الأميركية عاجزة عن الانخراط في أي عمل عسكري في المنطقة، دون أن يغير ذلك في مساعيها لزيادة الضغط على النظام والتلويح بالفصل السابع والتدخل العسكري لابتزازه وكسب أوراق تمكنها الخروج من أي مفاوضات مع الروس بأكبر مكاسب ممكنة.
ورجح د. سليم حربا أن الأيام المقبلة لن يكون هناك مكان إلا للمفاوضات ولمساعي إيجاد القواسم المشتركة بين المتفاوضين على الساحة الدولية، ما سيعيد تفعيل مهمة كوفي أنان كونها الأرضية التي قد ينطلق منها أي حل سياسي للأزمة السورية.
إسراء الفاس
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد