كتاب جديد : من قتل عرفات
أسرار كثيرة ووقائع خطيرة توارت وأنطفأت برحيل أصحابها إما بسبب تعمد هذه الجهة أو تلك طمس الحقيقة وإما بسبب غياب المطالبة بكشف تلك الأسرار من قبل أصحاب القضية,
ووفاة الرئيس ياسر عرفات يمكن أن تظل لغزا قد تتلاشى خيوطه مع مرور الأيام في حال واصلت إسرائيل طمس هذا اللغز وتغييب أي معلومة تؤكد حادثة التسميم, أو في حال عدم تقدم الحكومة الفلسطينية أو أي جهة عربية ودولية بطلب تشكيل لجنة دولية للتحقيق في رحيل الرئيس الفلسطيني المفاجىء.
كتاب ( من قتل عرفات) وهو من اصدارات المركز العام للاذاعات الموجهة في طرابلس الغرب يسلط الأضواء عبر فصوله الأحد عشر على عملية تسميم دم الرئيس الفلسطيني مقدما بين دفتيه ملخصات لما قالته شخصيات عربية ودولية في سياسة الاغتيال والارهاب بشكل عام واغتيال الرئيس عرفات بشكل خاص. فحتى لا يبقى هذا المصاب الجلل لغزا أو تبقى الأسباب الرئيسية الكامنة وراء موت عرفات في غياهب النسيان يشير الكتاب في البداية إلى رسالة العقيد معمر القذافي إلى رئيس القمة العربية التي عقدت العام الماضي في الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورسالته إلى الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى التي دعا فيها لاتخاذ الدول العربية ما يلزم من خطوات واجراءات مع الجهات المعنية لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في مقتل الرئيس عرفات ومعرفة الجناة وتقديمهم للعدالة وعدم السماح لهم بالافلات من العقاب.
ثم ينتقل الكتاب بعد ذلك ليقدم ملخصا للملف الذي قدمه الدكتور أشرف الكردي الطبيب الخاص للرئيس عرفات وفيه توصيف دقيق لحالته الصحية والظروف التي صاحبت تلك الحالة حتى وفاته حيث يقول الطبيب:( إن الأعراض التي ظهرت عليه كلها تشير إلى وجود تسمم في جسمه) مضيفا: ( حاولنا أن نتصل بالأطباء الفرنسيين ولم يكن هناك أي جواب وعندما بدأت صحته بالتدهور وطلبنا الفحوصات لم يكن هناك أي جواب وبعد وفاة الرئيس طالبت بتشريح الجثة فكان الجواب بالرفض) موضحا في هذا السياق بأن السموم الآن تطورت تطورا كبيرا بحيث اصبحت تعمل عملها وتختفي ولا يظهر لها أي أثر ولو شرحت الجثة في الحال لتبينت الحقيقة.
كما يشير الكتاب إلى رأي الدكتور مازن مصطفى الذي يقول فيه:( كانت طريقة بشعة لاغتياله بالسم وهذا ماثبت طبيا من خلال مختبرات فرنسا المتطورة, لقد تم تحديد اليوم الذي تناول فيه المادة السامة بشكل متعمد ومع ذلك لم نسمع من يطالب بتحقيق دولي) ويوضح مصطفى بأن تلك الجريمة هي سياسية بامتياز من أجل تمرير مخططات إسرائيلية.
ويشير الكتاب إلى رأي رمضان متريس رئيس قسم الطب الشرعي والسموم بكلية الطب بجامعة الفاتح الذي يعرب فيه عن اعتقاده ان عرفات مات مسموما مضيفا بأنه من المعروف في علم السموم عندما يستهدف قتل شخص غير عادي غالبا ما تستخدم سموم بطيئة المفعول وقاتلة حتى تبعد الشبهة ويرى متريس أن السم الذي دس للرئيس الفلسطيني قدم له منذ فترة طويلة ولأكثر من مرة مشيرا إلى أن دخول عرفات في غيبوبة كان للتمويه ولإبعاد الشبهة عن التسميم وان هذه الغيبوبة ظهرت لأسباب أخرى بشكل عرضي وليس بسبب ذلك السم الذي دس له فقط. أما الصحفي مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة الأسبوع القاهرية فرأى ضرورة قيام المجتمع الدولي بإجراء تحقيق عاجل لمعرفة المسؤول عن هذه الجريمة ومعرفة من هو الارهابي الحقيقي الذي يمارس الاجرام ضد الآمنين مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يتعامل مع هذه القضايا بمعايير متعددة في حين أوضح أسامة سرايا رئيس تحرير صحيفة الأهرام أن قضية مقتل عرفات هي قضية عالمية وليست محلية ويجب أن يكون سبب وفاته معروفا للأجيال القادمة.
ويرى الدكتور محمد المقدادي أمين سر رابطة الكتّاب الأردنيين أن التاريخ الصهيوني يعج بأمثلة كثيرة توضح دور الصهيونية في ممارسة الاغتيال السياسي لكل من لا يستجيب لما تمليه عليه وفقا لرؤيتها النازية والعنصرية موضحا أن الموساد أقدم على اغتيال الكثير من القيادات الفلسطينية أمثال كمال عدوان وكمال ناصر وغسان كنفاني والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومحاولة اغتيال خالد مشعل في الاردن, أما الدكتور خضر عبد الباقي من نيجيريا فرأى أن صمت وسائل الاعلام عن قضية مقتل عرفات يعود إلى تعرضها لضغوط الدول المهيمنة وأشار الدكتور حازم زكريا استاذ القانون الدولي في جامعة دمشق أن هناك دلالات جازمة بلغة القانون الجنائي تدل على القتلة وخصوصا ان الصهاينة هددوا أكثر من مرة وعلانية بأنهم لن يتركوا عرفات حياً.
وبعد أن يقدم الكتاب رؤية أكثر من سبعين شخصية سياسية وقانونية وطبية لما جرى للرئيس عرفات من تسميم وقتل متعمدين يختتم فصوله بردود الأفعال على المطالبة بلجنة تحقيق دولية تكشف ظروف وملابسات مقتل عرفات ومحاكمة الجناة والتأكيد على أن رفض التحقيق في هذه القضية دليل دامغ على المؤامرة التي حبكها أعداء القضية الفلسطينية بإحكام شديد.
المصدر : الثورة
إضافة تعليق جديد