اغتيال العالم نبيل زغيب بداية مرحلة جديدة في الحرب السورية
لا توحي القنابل الصوتية والعبوات الناسفة في الشام بأن الاستقرار في طريقه إلى الناس، رغم نجاح العمليات العسكرية في دمشق باستعادة أحياء عديدة، كان «الجيش الحر» قد أعلن سيطرته عليها، إذ إن بوادر معركة من نوع آخر ستنطلق في العاصمة وهي استهداف القادة والشخصيات العسكرية في البلاد. فلم تمض أيام على مقتل أعضاء في خلية إدارة الأزمة، حتى عادت عمليات الاغتيال إلى الواجهة مجدداً باستهداف اللواء المهندس نبيل إبراهيم زغيب، الذي يعمل في المشروع الصاروخي السوري ويعتبر من العقول الأساسية للبرنامج الصاروخي في سوريا. وذكرت مصادر إعلامية سورية أن مجموعة إرهابية مسلحة قامت بمهاجمة سيارة زغيب في منطقة باب توما بدمشق وعمدت إلى إعدامه وأفراد عائلته، ما أدى الى مقتله وابنه جورج وزوجته فيوليت، وإصابة ابنه جيمي بجروح خطرة.
الاغتيال فتح جدالاً يضاف إلى سلسلة التجاذبات التي تغرق بها عاصمة الأمويين، مع أنباء أشارت إلى تلقيه تهديدات بالقتل مسبقاً، وأخرى أشارت إلى كونه مسيحياً، ما يفتح الباب على مدى استهداف الأقليات. ويقول ناشط في حي برزة إن المهندس المقيم في الحي قد استهدف من قبل مجموعة مسلحة، لا من النظام كما روّج البعض. وأضاف: ما مصلحة السلطة بقتل أحد أبرز العاملين في مجال التسلح والصواريخ، بل كشف الشاب أن المهندس سبق أن تلقى تهديدات عدة بقتله من قبل عناصر الجيش الحر وأن عدداً كبيراً من الضباط وعناصر الجيش قرروا تغيير أماكن سكنهم إثر هذه التهديدات التي تعتبر كل من يعمل في المجال العسكري هدفاً لرصاص المسلحين.
وكشف الشاب أن اللواء زغيب عمل بالفعل على تغيير سكنه، لكنه اغتيل بينما كان يحاول الهرب مع زوجته وولديه، وهو ما يشير إلى تورط المجموعات المسلحة في استهداف الكوادر التي تعمل مع السلطة.
في المقابل، يشير ناشط آخر إلى أن المهندس زغيب معروف فقط في الأوساط العلمية، ولا علاقة له كثيراً بالمجال الحربي. وينحصر عمله في المجال العلمي أكثر منه العسكري، بل إن رتبته العسكرية تتبع لمهمته العلمية لا العسكرية. وقال ناشط آخر إن أنباء تحدثت عن أنه معارض للنظام، وبالتالي فإن مقولة تهديده من قبل الجيش الحر هي مسألة غير دقيقة باعتبار أن من يتم استهدافهم هم في الغالب من الشبيحة. ولفت الناشط إلى أنه اغتيل في حي باب توما ذي الانتشار الأمني الكثيف، ما يشير إلى اغتياله من قبل النظام ربما للترويج لمقولة استهداف الأقليات كونه مسيحي الديانة، وهو ما قد يثير بلبلة إضافية في البلاد، وخصوصاً أن منطقة القصاع وباب توما ذات الأكثرية المسيحية باتت متوترة أكثر من أي وقت مضى، في ظل تسارع وتيرة العمليات العسكرية في البلاد.
الجدير ذكره أن أبرز من تم استهدافهم بالإضافة إلى ضباط خلية الأزمة، عميد في قسم الهندسة الكيميائية في حمص وعالم في مجال الهندسة النووية في حمص، وكذلك سارية حسون، نجل المفتي أحمد بدر الدين حسون في حلب، كذلك استهدف الرياضي ولاعب كرة السلة باسل ريا في دمشق ونجل وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية إسماعيل علي حيدر في منطقة مصياف قرب حماة، فيما تعرض مؤخراً الإعلامي محمد سعيد للاختطاف في ريف دمشق وسبقه رجل الأعمال البارز سليم دعبول صاحب أكبر الجامعات الخاصة في سوريا ونجل محمد ديب دعبول مدير مكتب رئيس الجمهورية في منطقة دير عطية في ريف دمشق.
بدورهم، يتهم المعارضون النظام بقتل هذه القيادات والشخصيات الهامة لاتهام المعارضة بها، وهي التي لا تتردد في إعلان خطف أو تصفية أي شخص تشتبه بتعاونه مع النظام وخاصة في المجال الأمني.
محمد صالح: الأخبار
إضافة تعليق جديد