سوريا: خطف الزوّار الإيرانيين يُشعل الصراع الإقليمي
حذّرت ايران أمس، من التدخل الاجنبي في سوريا وتوقعت أن تنتقل «النار» المشتعلة في سوريا إلى إسرائيل، فيما حمّلت كلاً من تركيا والسعودية وقطر المسؤولية عن حياة مواطنيها الـ48 المختطفين في سوريا، نافية الأنباء عن كون هؤلاء ينتمون لأي أجهزة عسكرية إيرانية.
من جانب آخر، تتجه وزيرة الخارجية الأميركية السبت المقبل إلى تركيا لإجراء محادثات حول الأوضاع في سوريا، في حين أعلنت مصادر أمنية سورية أن الجيش استكمل حشوده العسكرية حول حلب، في انتظار أمر شنّ هجوم كبير على معاقل المعارضة المسلحة المنتشرة في أحياء عديدة من الشهباء.
وحذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايراني علي لاريجاني من التدخل الأجنبي في سوريا، مهدداً بأن الصراع قد يشمل اسرائيل ايضاً. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية عن لاريجاني قوله «إن النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضاً أولئك الخائفين الإسرائيليين وتزيلهم من الوجود».
واتهم لاريجاني الولايات المتحدة ودولاً في المنطقة لم يسمّها، بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة السورية، متسائلاً «ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟». كما خفف لاريجاني من أهمية التهديدات الإسرائيلية الأخيرة قائلاً: «اطلقت اليوم تصريحات لا تتناسب مع حجمهم الطبيعي ضد إيران و«حزب الله»، ونرى من خلال هذه التهديدات الفارغة مدى ارتباكهم من التطورات المتسارعة في المنطقة».
الى ذلك، نقلت الوكالة الايرانية عن النائب غلام علي حداد عادل، وهو حليف رئيسي للمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي وحمو نجله مجتبي نجل، قوله إن الشعب السوري يجب الا يسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بكسر «جبهة المقاومة». وقال «بما ان الاميركيين والاسرائيليين لا يريدون حل المشكلة السورية، فإنهم يواصلون العمل على تقويض أمن المنطقة».
وعن المخطوفين الايرانيين الـ48 في سوريا، قال المستشار الدولي لرئيس مجلس الشورى الايراني حسين شيخ الاسلام:
«هناك مجموعة مسلحة خارج دمشق قامت باختطاف هؤلاء الزوار، وقد اعلن المسؤولون الامنيون انهم يعلمون بمكان اختفاء هؤلاء المسلحين. إنهم مدنيون وكانوا في زيارة لمرقد السيدة زينب في دمشق. واتهم السعودية وحلفاءها بفبركة هذه الاتهامات لهؤلاء الزوار لتبرير اختطافهم».
وحول طلب وزير الخارجية الايراني من نظيريه التركي والقطري التدخل للإفراج عن المختطفين الإيرانيين، قال شيخ الإسلام إن «ذلك يجب ان يصل الى نتيجة، لأن قطر هي التي تؤمن المال لهذا الجيش، وكذلك تركيا التي وضعت قواعد في أراضيها تحت تصرف هؤلاء المسلحين وتقدم لهم التدريب العسكري»، معتبراً «ان المسلحين ما كانوا ليجرؤوا على مثل هذه الخطوة لولا الضوء الأخضر من أنقرة والدوحة».
وأكد شيخ الإسلام ان «السعودية وقطر وتركيا تتحمل مسؤولية مباشرة عن كل الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سوريا، وكذلك المسؤولية عن حياة الزوار الإيرانيين المختطفين».
وفي المقابل، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية إن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وافقا على المساعدة في السعي من أجل الإفراج عن الإيرانيين خلال مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.
من جهته، قال مسؤول في المعارضة السورية إن جماعة «جند الله» المتطرفة هي الجهة الخاطفة، وإن هذه الجماعة مسؤولة كذلك عن مقتل الأشخاص الذين وجدت جثثهم في بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن الدمشقي امس الأول. واوضح المعارض ان «كتيبة البراء» التي اعلنت مسؤوليتها عن الخطف ليست هي من قام بذلك، مشيراً الى ان قائد الكتيبة النقيب عبد الناصر شمير «لم يكن سوى تغطية لهذه العملية كي لا تظهر أنها عملية خطف من جماعة متطرفة سنية ضد شيعة إيرانيين»، ومؤكداً أن المخطوفين من الزوار لمرقد السيدة زينب.
وعرضت قناة «العربية» شريطاً مصوراً يظهر الايرانيين المختطفين في سوريا في قبضة «الجيش السوري الحر»، الذي اكد ان الرهائن «شبيحة» وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني. وفي اتصال مع قناة «العربية»، قال شمير الذي عرّف عن نفسه بأنه قائد «لواء البراء» في الجيش السوري الحر، إن مترجماً افغانياً محتجزاً ايضاً مع الايرانيين الـ48، مؤكداً ان المختطفين ليسوا زواراً بل كانوا في «مهمة استطلاعية».
وأفاد مراسل وكالة «مهر» الايرانية للانباء بأن مصدراً مطلعاً في وزارة الخارجية الايرانية نفى «المزاعم حول انتماء الزوار الإيرانيين الذين تمّ اختطافهم في سوريا الى جهة عسكرية»، وأضاف إن «استخدام مثل هذا الاسلوب في قضية إيقاف حافلة الزوار واختطاف المؤمنين وزوار مراقد اهل البيت يفتقد الى المسوّغات القانونية وناتج عن عدم التزام ومسؤولية وسائل الإعلام هذه».
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستسافر إلى تركيا السبت المقبل لإجراء محادثات مع الحكومة التركية بشأن سوريا. وأضافت في بيان للصحافيين إن وزيرة الخارجية «كلينتون ستتجه إلى اسطنبول لإجراء مشاورات ثنائية مع الحكومة التركية بشأن سوريا وكذلك قضايا أخرى».
واستبعد وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزيير مرة اخرى احتمال التدخل العسكري في سوريا، وقال إن فشل الجهود الديبلوماسية لوقف العنف الدموي في سوريا يجب أن لا يؤدي الى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري. إلا أن الوزير قال إن على المانيا تقديم المساعدة بطرق أخرى من بينها تقديم المساعدة الانسانية للسوريين والدعم اللوجستي لعناصر المعارضة السورية الذين يتبنون فكراً ديموقراطياً.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد