إسرائيل تعدّ لخطوات استيطانية جديدة بضوء أخضر من الإدارة الأميركية وبإيعاز من أوباما
بالرغم من تواصل الاعتراض الدولي على خطط إسرائيل الاستيطانية، حرصت القيادة الاسرائيلية على إظهار المزيد من التصميم على التمسك بقراراتها، والتأكيد أنها لا تنوي التراجع عن توجهاتها التي تجسد «مصالحها الحيوية»، والتشديد على وجود توافق واسع بشأن مضمون هذه الخطوات بين مختلف التيارات والقيادات السياسية في إسرائيل.
ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله، في أحاديث مغلقة، إنه لا ينوي التراجع عن قرار بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية، مشدداً على أن هذا الأمر هو «حق لإسرائيل ومصلحة قومية»، وأن هناك «توافقاً واسعاً داخل إسرائيل على إيجاد تواصل جغرافي بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم».
وقال مسؤولون في مكتب نتنياهو إن منطقة «اي ــ 1»، هي ضمن المناطق التي ستكون جزءاً من دولة إسرائيل في الاتفاق الذي اقترحه رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت على أبو مازن. كذلك أكد مصدر سياسي في محيط نتنياهو أن (رئيس الدولة شمعون) بيريز، و(رئيس الوزراء الأسبق إسحاق) رابين، تحدثا أيضاً عن الحاجة إلى ربط معاليه أدوميم بالقدس».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين مقرّبين من نتنياهو أنه في حال تصرف الفلسطينيون بطريقة أحادية، وتوجهوا إلى جهات أخرى، مثل محكمة لاهاي، فإن إسرائيل ستعمل بما يتلاءم.
وفي السياق نفسه، لفت موقع «يديعوت أحرونوت» إلى وجود تخوف من نشوب مواجهة بين نتنياهو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال زيارته لألمانيا، مضيفاً أنه على الرغم من عدم إلغاء ألمانيا الزيارة، يتخوف ديوان رئيس الوزراء من مناورة ومواجهة على الملأ وتحت سمع الكاميرات وبصرها. وأوضح الموقع أن هناك تقديرات في إسرائيل تشير إلى احتمال تشديد الخطوات وردود الفعل الأوروبية في حال إقرار إسرائيل مزيداً من مشاريع البناء في المستوطنات. وتتخوف إسرائيل من مقاطعة أوروبا لمنتجات إسرائيلية، وتقليص حجم التبادل التجاري معها وفرض قيود على التعاون العلمي معها، كما تخشى وزارة الخارجية الإسرائيلية تعاظم «حملة نزع الشرعية عنها».
وبالنسبة إلى موقف الولايات المتحدة من استدعاء ست دول أوروبية للسفراء الإسرائيليين، من أجل الاحتجاج على قرارات الحكومة الإسرائيلية الاستيطانية، أكد تقرير «يديعوت أحرونوت» أن هذه الدول لجأت إلى هذا الخيار بعدما تلقّت الضوء الأخضر من الإدارة الأميركية، وبإيعاز من الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة هي التي حرّكت خيوط التحرك الأوروبي من وراء الستار، فضلاً عن أنها امتنعت عن اتخاذ أي خطوات تذكر ضد الجانب الفلسطيني.
في ضوء ذلك، نقل موقع «يديعوت» عن جهات إسرائيلية وثيقة العلاقة بجهات أميركية رسمية قولها إن «التحرك الأوروبي هو في الواقع خطوة أميركية»، إضافة الى أن البريطانيين استشاروا واشنطن بشأن التصرف الواجب اتّباعه مع إسرائيل. وتخشى وزارة الخارجية الاسرائيلية من ردود فعل أوروبية إضافية، مثل مقاطعة منتجات المستوطنات.
ولفت موقع الصحيفة إلى أن ما أثار غضب الأميركيين ليس مجرد قرار البناء الإسرائيلي، بل أن يكون في منطقة «إي ــ1» التي تربط القدس بمعاليه أدوميم، والتي يشكل البناء فيها حاجزاً يحول دون إقامة دولة فلسطينية. وبحسب جهات إسرائيلية، يرى الأميركيون والبريطانيون أن البناء في هذه المنطقة «يعني عملياً القضاء على عملية السلام».
في غضون ذلك، لم تكتفِ إسرائيل برفض الإدانة الدولية لقراراتها الاستيطانية وعدم الاستجابة للمطالبة بوقف تنفيذ خططها، بعد الإعلان عن دفع مسارات التخطيط الاستيطاني في منطقة «إي ــ 1»، بل أعلنت سلسلة خطوات إضافية، على خلفية معاقبة الفلسطينيين لتوجههم إلى الأمم المتحدة، حيث من المقرر أن تبحث اللجنة اللوائية في القدس خطوة إقامة 1700 وحدة سكنية في الحي الحريدي، رمات شلومو، ما وراء الخط الأخضر، على أن تعقد اللجنة أيضاً، في اليوم التالي، بحثاً عاجلاً إضافياً لإقرار مخططات لبناء مئات الوحدات السكنية في «غفعات همتوس» الواقعة جنوبي القدس المحتلة، والتي تقع أيضاً ما وراء الخط الأخضر، الأمر الذي يضفي طابعاً إشكالياً من الناحية الدولية والفلسطينية.
تجدر الإشارة الى أن الخطة نفسها كانت قد سبّبت أزمة حادة بين إسرائيل والإدارة الأميركية، عندما تمّ إقرارها لأول مرة في آذار عام 2010، بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل. لكن الخطة جُمّدت في حينه، وشُطبت خطط أخرى لبناء إسرائيلي في شرقي القدس المحتلة عن جدول الأعمال.
علي حيدر
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد