القمة الأوروبية ـ الروسية: خلافات حول الطاقة و توافق ضد الاستيطان وتمسك بحل سياسي لسوريا
لم تعكس القمة الأوروبية ـ الروسية، في بروكسل أمس، سوى الخلافات المتفاقمة بين الطرفين، خصوصاً على خلفية قضية الغاز وحقوق الإنسان، وإن حاولا إبراز بعض التوافق حول الملف السوري، لكنهما، في المقابل، التزما بإدانة المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، ضرورة جلوس جميع أطراف النزاع في سوريا حول طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي، مضيفاً «سوريا ليست بعيدة عن حدودنا. لا أريد أن تسود الفوضى، بعد أي تغييرات، مثل ما حدث ويحدث في دول أخرى في المنطقة»، مؤكداً ان موسكو تريد ان ترى نظاماً ديموقراطياً في سوريا.
واعتبر الرئيس الروسي أن «اتفاقية جنيف» في 30 حزيران الماضي هي القاعدة التي يمكن الانطلاق منها للتوصل إلى حل سلمي، مؤكداً أن موسكو لا تسعى للدفاع عن السلطات السورية. وقال «من أجل التوصل إلى اتفاقات على المدى البعيد، يجب الاتفاق أولاً على مستقبل سوريا، وعلى مصلحة جميع مواطنيها وجميع أقلياتها الإثنية والطائفية».
من جهته، أكد رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، إن المواضيع الخلافية، المتمثلة بقضية حقوق الإنسان، والملفين السوري والإيراني، والتأشيرات بين الطرفين، وملف الطاقة، قد نوقشت «بصراحة» و«بروح بناءة».
واعتبر رومبوي أن الوقت أصبح ملحاً من أجل وقف العنف في سوريا، مؤكداً أنه «ينبغي دعم كل الجهود الرامية لحماية المدنيين السوريين وضمان مستقبل الأقليات وحمايتهم»، وخصوصاً جهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي. ورأى أن المواقف الروسية والأوروبية متوافقة بشأن دعم أي جهد يصب في مصلحة الحل السياسي وضرورة وقف العنف في سوريا.
وعلى صعيد الهجمة الاستيطانية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في بيان مشترك بعد القمة، أن «الاتحاد الأوروبي وروسيا يذكران بأن المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي وتشكل عقبة في وجه السلام». وأعربا عن «تخوفهما العميق» من المخططات الإسرائيلية، على اعتبار أنها «إذا طبقت، ستعرض للخطر إمكانية إنشاء دولة فلسطينية مجاورة وقابلة للحياة».
لكن البيان المشترك شدد على أنهما «لن يعترفا بأي تغيير بالنسبة إلى حدود ما قبل حزيران العام 1967 بما فيها القدس، باستثناء تلك التي وافق عليها الطرفان»، داعياً إسرائيل إلى «تجنب أي مبادرة يمكن أن تسيء إلى الوضع المالي للسلطة الفلسطينية».
ويبدو أن قضية الطاقة الخلافية عطلت تقدم المباحثات بين الطرفين، خصوصاً بعد قرار الاتحاد الأوروبي الفصل بين إنتاج وتوريد موارد الطاقة وبين إدارة شبكات نقلها، منعاً لاحتكار السوق.
وكان بوتين وصف، على هامش القمة، قانون الطاقة بأنه «غير متحضر». وقال «لا شك أنه من حق الاتحاد الأوروبي اتخاذ أي قرار، ولكن كما ذكرت من قبل تذهلنا حقيقة أن هذا القرار يطبق بأثر رجعي». ورفض اعتراضات شركائه الأوروبيين حول أن أسعار الغاز في روسيا أدنى بكثير من الدول الأوروبية.
أما الجانب الأوروبي فبدا في مكان آخر، إذا أكد رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو، وجود «آفاق ضخمة للتعاون» تفيد الطرفين.
وحول حقوق الإنسان، أعرب رومبوي عن «الهواجس المتصلة بحرية القيام بالأنشطة في المجتمع المدني» في روسيا. لكن بوتين بدا هجومياً، وأعرب عن «هواجسه» المتعلقة بـ«الانتهاك الفاضح لحقوق الناطقين باللغة الروسية» في بعض الدول الأوروبية.
وأعرب بوتين عن أسفه للبطء الشديد الذي يبديه الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار يعفي الروس من تأشيرات الدخول، مؤكداً أن «المسائل الإجرائية قد حلت ولم يبق سوى توفر الإرادة السياسية من جانب زملائنا في أوروبا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد