مصرع الصريع وأبو دجانة والجيش يقتل 100 مسلح في حمص بينهم 45 من جنسيات غير سورية
كسر أهالي حماة الإضراب الذي شهدته المدينة السبت، وذلك في وقت صعدت فيه المجموعات المسلحة من وتيرة اعتداءاتها على حواجز الجيش ونقاط حفظ النظام المتمركزة في المدينة، على حين قضت وحدات من الجيش على عدد من إرهابيي جبهة النصرة في بلدات كرناز والحمَّميات وكفرنبودة والحواش، بينهم المدعو أبو دجانة. وشهدت مدينة حماة كسراً عاماً لإضراب أول من أمس، إذ فتحت جميع المحال في الأسواق التجارية فتحاً كاملاً وحتى قبل غياب الشمس، وشهدت شوارع المدينة وساحاتها العامة حركة لافتةً، هي انعكاس طبيعي لحركة القدوم إلى المدينة ومغادرتها، بينما تجمهر الموظفون أمام كوى صرافاتها الآلية المنتشرة في ساحة العاصي وأمام مداخل المصارف العامة والخاصة.
ولم تُسجَّلْ في مدارس حماة حالات غياب غير طبيعية لتلاميذها، بل النسبة كانت ضمن الحدود المقبولة والعادية حسب مصدر في تربية حماة، الذي نفى وجود ظاهرة امتناع أولياء الطلاب عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، وأكد أن كل ما يتردد عن ذلك أكاذيب والغرض منه التضليل والإيحاء بأن العملية التعليمية ليست على ما يرام. أما الدوام في دوائرها ومؤسساتها فكان جيداً، وقد غُصَّتْ بالمراجعين، وبشكل خاص مجلس المدينة والخدمات الفنية والمصارف الزراعية والمالية والتربية.
ميدانياً، صعد المسلحون من وتيرة اعتداءاتهم على حواجز الجيش ونقاط حفظ النظام المتمركزة في المدينة ليلة الأحد، حيث هاجمت تلك المجموعات بقذائف «آر بي جي» والبنادق الآلية الحربية، الحواجز المتمركزة على دوارات البحرة والجب والأعلاف، وفي مبنى فرع الحزب الجديد، ورد عناصر الحواجز على مصادر النيران، واشتبكوا مع تلك المجموعات، اشتباكات ضارية، وقتلوا خلالها ما قتلوا من الإرهابيين، بينما هرب من نجا أو لم يصب بجروح. في غضون ذلك، أكد مصدر في قيادة شرطة المحافظة أن الجهات المختصة عثرت على جثتين مجهولتي الهوية بحي باب النهر، ومرميتين على ضفة العاصي، وتبيَّن أنهما مشوهتا المعالم، والأولى لرجل في العقد الرابع من عمره، طويل القامة ونحيف البنية، ويرتدي سترة قماشية سوداء اللون، وبنطال جينز بني اللون، والثانية لرجل بالعقد الثالث، معتدل الطول والبنية، يرتدي سترة لون بيج، وبنطال جينز أسود.
وفي الريف، أكد مصدر رسمي أن وحدات من الجيش والجهات المختصة، قتلت وجرحت عشرات الإرهابيين من جبهة النصرة، بينهم قيادي ملقب بأبو دجانة وذلك في اشتباكات ضارية في بلدات كرناز والحمَّميات وكفرنبودة والحواش بريف حماة، بينما أصيب 3 عناصر من الجيش تم إسعافهم إلى مشفى مصياف الوطني. وأحبطت وحدات الهندسة صباح أمس محاولة إرهابيين تفجير ثلاث عبوات ناسفة زرعوها قرب تلة الناصرية غرب بلدة قمحانة في ريف حماة الشمالي، حسبما نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر مسؤول. وأشار المصدر إلى أن العبوات التي تزن كل واحدة منها 35 كيلوغراماً كانت معدة للتفجير عن بعد على الطريق المؤدي إلى البلدة. وكانت مجموعة إرهابية مسلحة، قد أطلقت النار على سائق شاحنة يدعى مصطفى رجب على الطريق العام حماة حلب، قرب جسر مورك، فأسعفه عناصر الحاجز الأمني إلى المشفى الوطني بحماة، لتلقي العلاج اللازم. كما أطلقت مجموعة إرهابية أخرى النار على سائق شاحنة آخر يدعى أنور العبد اللـه على طريق عقيربات سوحا، فأسعف إلى المشفى التخصصي بسلمية وهو بحالة سبات.
على حين تشهد معظم أحياء مدينة حمص هدوءاً تاماً وحركة اعتيادية للمواطنين، واصلت وحدات الجيش العربي السوري والسلطات الأمنية المختصة عملياتها العسكرية والأمنية في حي القرابيص وعدة مناطق في ريف المحافظة مستهدفةً عدة مواقع ومراكز ومقرات للميليشيات المسلحة، وألحقت بصفوفهم خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد، وبين القتلى 24 إرهابياً من جنسيات عربية.
وذكرت مصادر أمنية في محافظة حمص أن السلطات الأمنية المختصة ضبطت خلال عمليات التفتيش والتمشيط بحي دير بعلبة مجموعة من القذائف الصاروخية شملت 10 قذائف عيار (73) ملم مع حشواتها و(5) قذائف «آر. بي. جي» مع حشواتها و10 أعقاب للتفجير.
كما دمرت وحدة من قوات الجيش أربعة مقرات للمجموعات المسلحة في حي القرابيص ما أدى إلى مقتل 53 مسلحاً ممن كانوا بداخلها وجرح عدد آخر منهم. ومن بين القتلى ستة سعوديين وليبيين ومصري. وعرف من بين القتلى (عدنان الصريع– عامر الدروبي– مهند جمعة– ياسر الصباح).
وفي الريف، فككت عناصر هندسة الجيش ستة عبوات ناسفة مصنعة محلياً زنة الواحدة منها 45 كغ زرعها إرهابيون على يمين ويسار طريق عام حمص تدمر بالقرب من مفرق قرية البويضة الشرقية، على حين اشتبكت دورية من السلطات الأمنية المختصة مع ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة بيك آب بالقرب من قرية خربة خمام في المنطقة الواقعة بين بلدتي البريج وقارة ما أدى لمقتل المسلحين الثلاثة ومصادرة أسلحتهم، وهي بندقيتان روسيتان ورشاش «با. كا. سا» وتدمير البيك آب الذي كانوا يستقلونه.
كما استهدفت وحدة من الجيش عدة مواقع للميليشيات المسلحة في مناطق جوبر وكفرعايا والسلطانية، وأوقعت العشرات من أفرادها بين قتيل وجريح. وعرف من بين القتلى (سعيد بزازي– فرج السلوم– فيصل بكار– أحمد بكار– ماهر بكار– عماد السباعي– محمد الصوفي– أحمد الشمالي– خالد العمر). في غضون ذلك، دمرت وحدة أخرى معملاً لتصنيع العبوات الناسفة ومقراً للعمليات وتسعة صواريخ راجمة وعربة مجهزة برشاش دوشكا وأوقعت العشرات من المسلحين بين قتيل وجريح في قرية كفرلاها بريف الحولة. ومن بين القتلى 12 مسلحاً من «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، يحملون جنسيات غير سورية، عرف منهم (التونسي عبد المعطي المندوب ولد علي – أحمد عبد الرحمن العتيلي ومؤيد محمد عيسى وفواز عبد اللـه الزعتري وحسن شفيق عموص، وجميعهم غير سوريين). إلى ذلك، أسفرت عدة عمليات نوعية نفذتها وحدة من الجيش عن مقتل وجرح العشرات من المسلحين بعد استهداف وتدمير مستودع للأسلحة والذخيرة وعدة مقرات وتجمعات لهم في الرستن وقريتي عز الدين والعسيلي. وعرف من بين القتلى (أبو غزوان البريجاوي مع كامل أفراد مجموعته– أحمد فرج أيوب– محمد سعد الدين– خالد فرزات).
كما أدى استهداف تجمعات وأماكن للمسلحين في تلبيسة إلى مقتل 11 مسلحاً بينهم متزعم المجموعة، وهو ليبي، وتونسيان أحدهما يلقب أبو الوليد ومعهم (طه طه– ميسر الضحيك– عبده صويص– أيمن بكور– براء الخطيب)، على حين أسفرت عملية نفذها الجيش في منطقة شمال الغنطو بريف تلبيسة عن مقتل لا يقل عن 50 مسلحاً وجرح آخرين. وعرف من بين القتلى (متزعم إحدى المجموعات الإرهابي حمادة غازي جحواني مع كامل أفراد مجموعته).
وأسفر اشتباك بين مسلحين وعناصر من الجيش على طريق عام القصير شنشار عن مقتل عدد من المسلحين وجرح آخرين. وعرف من بين القتلى (الفار محمد شلحة– الفار عصام عبد الكافي الطالب– سامر محمود بكار– محمد الياسين– نعسان بكار).
وليل أول من أمس، دمرت وحدة من الجيش وكراً في بلدة الحصن بريف تلكلخ لمجموعة مسلحة بما فيه من أسلحة وذخيرة، وأوقعت جميع الإرهابيين فيه بين قتيل ومصاب، حسبما نقلت وكالة «سانا» للأنباء.
حماة: محمد أحمد خبازي- حمص: نبال إبراهيم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد