كيري: إمّا «جنيف» أو دمار سوريا
قدّم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، صورة كارثية لما يمكن أن يؤول إليه الوضع في سوريا في حال عدم التوصل إلى اتفاق على عقد مؤتمر «جنيف - 2» وتشكيل حكومة انتقالية، محذراً من أنّ تواصل القتال سيؤدي إلى دمار البلد وانهيار الجيش و«تطهير طائفي»، في وقت اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يمكن الحديث عن تحديد موعد لعقد المؤتمر طالما أن المعارضة السورية ما زالت مصرّة على وضع شروط مسبقة للمشاركة فيه، ومن بينها مسألة الأطراف المشاركة وتحقيق التوازن العسكري على الأرض.
وقال كيري، بعد محادثات مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح في الكويت، إن «سوريا ليست ليبيا. إنهما حالتان مختلفتان في أوجه كثيرة جداً»، وذلك رداً على سؤال حول سبب عدم التدخل عسكريا في سوريا كما جرى في ليبيا قبل عامين.
وذكّر كيري بأنه لم تكن هناك تدخلات خارجية في ليبيا مثل تدخل إيران و«حزب الله» في سوريا، على حد قوله، بأنّ النظام السوري يحظى بدعم عسكري من روسيا خلافاً لما كان الوضع بالنسبة إلى نظام العقيد معمّر القذافي.
وحذّر كيري من أن «استمرار القتال في سوريا سيؤدي إلى دمار الدولة وانهيار الجيش واندلاع نزاع طائفي شامل يستمر سنوات». وقال إن «الوضع بات أكثر خطورة بأشواط بالنسبة إلى المنطقة، إذ أنه يعزز المتشددين ويزيد من احتمالات الإرهاب، الأمر الذي يرفضه العالم المتحضر».
وأضاف أن «الشعب السوري يعاني، وامتداد الحرب لسنوات، وهو أمر محتمل، ما يعني أن الكثير جداً من الناس سيموتون، ومدن ومنازل كثيرة ستدمر. وسيكون هناك أيضا المزيد من الفظاعات والانتهاكات لحقوق الإنسان وبعض التطهير الطائفي».
وتابع كيري «ليس هناك حل عسكري في الحالة السورية. يجب أن نسعى إلى حل ديبلوماسي» من خلال إطلاق مفاوضات جديدة في جنيف يكون هدفها «السعي إلى تطبيق بيان «جنيف ـ 1»، الذي يطالب بانتقال السلطة إلى حكومة في بيئة محايدة».
من جهته، أعرب لافروف، في تصريح لوكالة «ايتار تاس» الروسية، عن أمله في أن يوضح كيري، خلال اجتماعهما في بروناي في الأول والثاني من تموز المقبل، موقف الولايات المتحدة بشأن «جنيف ــ 2».
وقال لافروف «تمّ الإعلان عن هذه المبادرة في موسكو، واتفقنا على أن نعمل مع الحكومة السورية والمعارضة من أجل ضمان موافقتهما على المشاركة في المؤتمر. واتفقنا على أن نتحاور بشأن المشاركين الآخرين فيه».
وأضاف «بخصوص المرحلة الحالية، فإن الوضع يظهر كالتالي: أكدت الحكومة السورية استعدادها لإرسال وفد إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر، مشددة على أنها تقوم بذلك من دون شروط مسبقة، والمعارضون مشتتون، ويرفض الائتلاف المعارض الذي يراهن عليه الشركاء الغربيون ودول الخليج، الذهاب إلى المؤتمر، طالما بقي الرئيس بشار الأسد في الحكم وحتى يتحقق التوازن العسكري على الأرض».
وتابع أن «ذلك أمرٌ مؤسف، لأن هذا المنطق يضع موضع الشك المبادئ التي من المقرر أن يعقد المؤتمر على أساسها، أي عدم طرح شروط مسبقة».
وقال «آمل في أن يتمكن جون كيري من توضيح المواقف الأميركية، فقد عقد في جنيف أمس (الأول) لقاء تحضيري بمشاركة نوابنا وممثلي الأمم المتحدة. ولم يعط اللقاء ردا على هذا السؤال. ولم نتمكن من الاتفاق حتى على موعد اللقاء التحضيري التالي في هذا الإطار الثلاثي. هذا هو الموضوع الرئيسي الذي نود مناقشته مع كيري. وبالطبع سنناقش أيضا المسائل الأخرى لعلاقاتنا الثنائية التي تتطور ايجابيا بشكل عام، ولكن لا تخلو من نقاط خلاف معينة».
وحول موعد عقد «جنيف 2»، قال لافروف «من الواضح أننا لا نرى بعد إمكانية لاقتراح موعد محدد لعقد المؤتمر، وذلك بسبب عدم استعداد المعارضة للمشاركة فيه من دون شروط مسبقة قبل كل شيء. وفي هذا الشأن نعوّل على جهود شركائنا الغربيين، وقبل كل شيء الولايات المتحدة التي تعهدت بالحصول على هذه الموافقة من المعارضة السورية».
وأضاف «أود الإشارة إلى أن الائتلاف الوطني الذي يحاول زملاؤنا الغربيون استمالته للمشاركة، ليس ممثلا وحيدا للمعارضة، وهناك معارضة داخل سوريا، مثل هيئة التنسيق الوطنية والهيئة الكردية العليا، ويجب أن يكون لهم تمثيل في الحوار الذي نسعى إلى إطلاقه». وأضاف «من دون شك عندما يدور الحديث عن اللاعبين الخارجيين يجب دعوة كافة جيران سوريا، ولا بد من دعوة إيران باعتبارها البلد الذي يؤثر بشكل مباشر في الوضع بسوريا، إلى جانب دول الخليج».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد