إسلاميو سوريا: خيبة بعد سقوط مرسي
يقول مسلحون إسلاميون في سوريا إن سقوط الرئيس المصري محمد مرسي، الذي ينتمي إلى «جماعة الإخوان المسلمين»، أثبت أن الدول الغربية التي تدعو إلى الديموقراطية لن تقبلهم أبدا، وأكد وجهة نظر المتشددين بأن السيطرة على السلطة عن طريق العنف هي ملاذهم الوحيد.
وشهدت الساحة السورية صعودا للجماعات الإسلامية المتشددة، التي يرتبط بعضها بتنظيم «القاعدة». ورحب الرئيس السوري بشار الأسد بسقوط مرسي باعتباره ضربة لـ«الإخوان».
وذكرت «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، في بيان، «لقد علمت الدولة الإسلامية أن الحق لا يسترد إلا بالقوة، فاختارت صناديق الذخيرة لا صناديق الاقتراع. وإن رفع الظلم والتغيير لا يكون إلا بالسيف، فأصرت على التفاوض في الخنادق لا في الفنادق. فهجرت أضواء المؤتمرات» في إشارة إلى اجتماعات «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في اسطنبول.
وتلقت «الإخوان» في سوريا التي هيمنت على التمثيل السياسي للمعارضة في الخارج منذ بدايته ضربة هي الأخرى. فللمرة الأولى انتخب زعيم لا ينتمي إليها، بالرغم من أن هذا كان متوقعا حتى قبل سقوط مرسي.
وقال طارق، وهو معارض مقيم في حلب، «يبدو أن الجيوش في النظم الديموقراطية تستطيع إطاحة الرؤساء الذين تنتخبهم أغلبية؟ هذا مؤشر سيئ للثورات».
وسيكون تأثير سقوط «الإخوان» على المعارضين في سوريا نفسيا أكثر منه استراتيجيا. ويقول نشطاء إن فرع الجماعة في سوريا يتعلم من أخطاء الحركة الإقليمية، وبدأ التفاوض لإقامة علاقة جديدة مع القوى الإقليمية المعارضة له، مثل السعودية، لكن آخرين يقولون إن المسلحين ربما يتلقون ضربة أقوى من التي يتوقعونها.
وقال معارض إن «هذا يمكن أن يضر تدفق المال والسلاح من ليبيا وكذلك من مصر، حيث أيد الرئيس السابق المنتمي للإخوان الجهاد ضد الأسد في سوريا». وأضاف «مصر كانت معبرا لبعض تلك الإمدادات، وبعد أن أصبح الجيش المصري في السلطة الآن فقد يتوقف هذا. وستنشغل بعض الجماعات الإسلامية التي كانت تمدنا بالدعم بشؤونها على الأرجح».
ويقول جوشوا لانديس، وهو محلل متخصص في الشأن السوري مقيم بالولايات المتحدة، «أيا كان رأينا في جماعة الإخوان المسلمين فقد كانت الجماعة الوحيدة المنظمة التي لها هيكل. إذا ضعفت فلن يتبقى إلا هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة الصغيرة على الأرض، والتي لا تستطيع كسب دعم السوريين السنة من الطبقة المتوسطة».
وقال مقاتل يدعى أبو نضال، وينتمي إلى «كتائب المصطفى» في دمشق، «سواء أكنا ندعم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أم لا، فقد تقبل كثير من المقاتلين الإسلاميين أن علينا العمل في إطار دولة مدنية. الآن بات واضحا أن القوى العالمية وحلفاءها في المنطقة يستهدفون الإسلام في المقام الأول». وأضاف «الآن الإسلاميون يرفضون أي مزيد من الألاعيب السياسية التي يمارسها المجتمع الدولي».
(رويترز)
إضافة تعليق جديد