إردوغان في روسيا: سوريا مفتاح الحوار مع موسكو
بعد سلسلة من الاتصالات الهاتفية والمراسلات الخطيّة، يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مدينة سان بطرسبرغ.
بعد سلسلة من الاتصالات الهاتفية والمراسلات الخطيّة، يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مدينة سان بطرسبرغ.
كان اردوغان قد بدأ حملته في تطهير بعض أسلاك القطاع العام، لا سيما القضاء والشرطة، منذ أكثر من ثلاث سنوات. لكنّ يديه في حينه كانتا مكبّلتين بضوابط المُعارضة الداخلية، والانتقادات الغربية الأميركية والأوروبية، وجمعيات الحريّات وحقوق الإنسان وغيرها.
أعلن وزير خارجية النمسا سيباستيان كورز أن بلاده ستعارض فتح مفاوضات جديدة حول انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي بسبب حملة القمع الكبيرة التي يمارسها رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان منذ محاولة الانقلاب في 15 الشهر الماضي.
في وقت يستمر فيه اشتعال جبهات الميدان السوري، وعلى وقع الدعوات الروسية التي طرحها وزير الخارجية سيرغي لافروف على نظيره الأميركي جون كيري، بضرورة «تكثيف القتال ضد الجماعات المتطرفة»، تبدو جولة جنيف المقبلة بعيدة عن المهلة المرتقبة من الأمم المتحدة أواخر آب الجاري.
كشف موقع «ديلي بيست» الأميركيّ عن اتصالات سرّيّة تجري بين موسكو و«لواء المعتصم» من أجل تسليح الأخير لمواجهة تنظيم «داعش» في سوريا عبر وساطةٍ تركيّة.
صباح اليوم التالي للإنقلاب العسكري ولدى وصوله إلى مطار اسطنبول قادما من مرمريس، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المحاولة كانت «لطفا من الله». ومن بعد ذلك أغدق الرئيس التركي ألطافه على خصومه. فكان أول عمل هو إعلان حال الطوارئ وتفويض الحكومة التشريع وإصدار «القرارات ذات قوة القانون».
من «ملحمة حلب الكبرى» الى «الغضب لحلب» ثم الى.. «غزوة». الموجة الثالثة ـ او الرابعة لا فرق ـ التي اعلنها ما يسمى «جيش الفتح» بقيادة «جبهة النصرة» ومَن التحق به من فصائل، انكسرت على ما بدا في ساعات الليل الاخيرة.
بعد أكثر من 60 ألف معتقل ومصروف من العمل، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز الماضي، امتدت «المقصلة» الأردوغانية، أمس، إلى هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية (توبيتاك)، حيث تمّ اعتقال عدد كبير من العلماء، لم يُعرف عددهم بعد.
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتهاء من القلق الداخلي الذي ولّدته محاولة الانقلاب وما تلاها من حملة واسعة لإعادة هيكلة الجيش وباقي المؤسسات الفاعلة، دون معارضة حقيقية لها، بعدما نجح رهانه على أن وجود جمهوره في الشارع متظاهراً لـ«صون الديموقراطية»، سيكمّ كل الأفواه.
فيما كان يزور رئيس أركان الجيوش الأميركية، جوزيف دانفورد، برفقة نظيره التركي مقرّ البرلمان الذي قصفته طائرات الانقلابيين، مؤكداً «دعم واشنطن التام للنظام الديمقراطي» في تركيا، خرج الرئيس رجب طيب أردوغان، في خطاب متلفز من القصر الرئاسي، ليهاجم «الغرب الذي يدعم الإرهاب ومدبّري الانقلاب»، مشدّداً على أن «الانقلاب نفّذه عناصر أتراك، لكنّ السيناريو كُتب في الخارج».