القدس
بان في غزّة اليوم
انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال وفظائعها تتكشف بغزة
اتحاد الناشرين السوريين يعمل على سلة فعاليات خاصة بـ(احتفالية القدس)
أولمرت يبلغ مشاركي قمة شرم الشيخ رغبته بالانسحاب
المقاومة تتعهد بمواصلة القتال ما بقي الاحتلال في غزة
فواز حداد: نعيش عالما منافقا وجائرا يمعن في الابتعاد عنا
الاحتلال يرفع حصيلة مجزرةغزةإلى 1188شهيدوأكثر من 5220جريح
حضور رسمي وشعبي وممثل عن الأسد.. في وداع منصور الرحباني
ودّع لبنان والعالم العربي أمس، الفنان منصور الرحباني في مأتم رسمي وشعبي في كنيسة مار الياس - انطلياس (شمال بيروت)، وسجي جثمانه في نعش من خشب المسرح الذي كانت تعرض عليه أعماله الفنية، بحسب وصيته، ولف بالعلم اللبناني. وترأس الصلاة على جثمانه متروبوليت جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران جورج خضر.
وأقيم للفنان الراحل استقبال عند مدخل شارع الأخوين الرحباني قبالة البطريركية الارمنية في انطلياس، وانطلق النعش محمولاً على أكتاف محبي الفنان، بمشاركة فاعليات وأهال وطلاب من انطلياس التي أقفلت مدارسها ومتاجرها حداداً.
وعلى وقع ألحان الأخوين الرحباني، سار الموكب في اتجاه ساحة انطلياس، قبل الوصول الى الكنيسة حيث أدت له التحية موسيقى قوى الأمن الداخلي.
وبعد الصلاة ووري في مدفن العائلة في أنطلياس الى جوار شقيقه عاصي. ومنح وزير الثقافة اللبناني تمام سلام ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسام الاستحقاق اللبناني المذهب، للفنان الراحل.
وكان في وداع الرجل الذي أغنى لبنان فناً ومسرحاً وموسيقى، إضافة الى سلام كل من ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ميشال موسى، وممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وزير الإعلام طارق متري، والرئيس حسين الحسيني، وممثل رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان شوقي شماط، وممثل البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير المطران رولان أبو جودة، ونواب ووزراء، ولفيف من رجال الدين والكهنة، وشخصيات ديبلوماسية وثقافية واجتماعية واقتصادية.
وبعد القداس، ألقى المطران خضر كلمة أشاد فيها بمزايا الراحل، مخاطباً إياه قائلاً: «في المشاركة الفنية التي عشتها رفضت أن تبيّن إسهامك الشخصي، ما يعني أن المجد الباطل لم يُغرِك. كانت الموسيقى مع المسرح سعياً شئته الى الحقيقة، وقد تعلمت من اليونان أن ما يسمى الجمال لا يقوم إلا بالخير والحق...». وأضاف مخاطباً الرحابنة: «أنتم لستم على مسافة واحدة من الظالم والمظلوم، من المضطهِد والمضطهَد. لعل الموسيقى عندكم بشارة وأنتم تظلون على تواضع المبشرين بالوسائل التي اصطنعتموها بالكلمة، باللحن وبفنون أخرى، وأنتم حياء رهيف. لذا يا منصور أنشدت: «أهرب من وجهي وتاريخي وعمري». واعتبر أن العرب «سيسمعون الرحابنة أو يشاهدون أعمالهم ماثلة في القلوب. سنرجع يوماً معاً الى الحق والحرية، أي ستزول جاهلية العرب وكذا اشتهيتَ يا منصور مع عاصي. سنرجع يوماً الى شوارع القدس العتيقة نطلب فيها الإله الواحد ونحبّ فيها بعضنا بعضاً. سنرجع الى غزّة ودماؤها الطاهرة تنجينا من الموت الروحي.... إذا قلنا غزة، فنحن نقول العدل».
واعتبر سلام في كلمته أن منصور الرحباني «لم يمت ولم يختر لنفسه أن يرحل فيما المآسي فوق شرقنا الواسع والظلم على أرض فلسطين. اليوم نجتمع حوله لنكرم، من ابدع في صنع الفكر والثقافة للبنان، والتي فيها إحدى ابرز قيمه، الفرادة التي تكرم وسيتكرم بها كل جبين عال من لبنان».
ورأى سلام أن «اتحاد الفقيد الكبير بأخيه عاصي الذي سبقه في العام 1986 الى ضمير الوطن وترابه، الى حد محو شخصية كل منهما لذاتها بقصد ولادة شخصية واحدة، عرفت باسم «الأخوين رحباني» شخصية من لحن ورؤى مسرحة ومغناة، وما هذا الاتحاد إلا دعوة لكل من أحب فنهما، وكبر على سمو عطائهما اللامتناهي ليتحد بدوره بقيم وطنه وأصالة قويته».
وقال سلام: «في شعره كان غضباً من كرامة وحنيناً ما بعده حنين، وفي موسيقاه لهيباً من عنفوان، وفي مسرحه سمواً ما بلغته وصية. واليوم، حين يستهدف بظلم النار أفق من آفاق عالمنا، تتلى ترانيم الرحابنة، فتحيي الهمم، وتنفخ في عزائم الصامدين والمقاومين نيل الرجاء، بأن لمعة الحرية لا بد منتصرة». وتابع: «لا يسافر منصور الرحباني وحده ملكاً لأنه الرمز والقيمة والجوهر. متوج هو، بسماء لبنان وبشمس لبنان، وبثلج لبنان. ولأنه ارتحل كما شاء الى ترابه، فتراب لبنان سيغدو به رمزاً أكبر، وقيمة أكبر وجوهراً أكبر».
وبعد ممثل رئيس الجمهورية ألقى غدي ابن الفقيد كلمة باسم العائلة، مستعيداً فيها من أبيه كلمات ونصوصاً أعطت للخطاب رونقاً خاصاً. وشكر غدي كل من كان صديقاً ومعاوناً لأبيه واهتمّ بصحته ونجاحه، وخصوصاً الرئيسين بشار الأسد وميشال عون ورجال الأمن والأطباء. وانتقد غدي الحكومة اللبنانية قائلاً: «عندما رأينا الناس مجتمعين هنا بكثافة، سألنا كم ساعة اشتغل منصور الرحباني لوطنه؟ والجواب 700 ألف ساعة، لكنهم اسكثروا عليه الحزن 12 ساعة». وأشاد الإبن بأبيه «المثال الأعلى له ولشعبه الفخور بما تركه من إرث فني»، معتبراً أنه «الملك الذي رحل... ولن نبكيك لأن الكبير لا يبكونه لكنهم يبكون على أنفسهم بعده». وقال: «وحدك سافرت ملكاً وستبقى ملكاً... غاب المعلّم، أما المدرسة فباقية. علّمتنا الصعوبة وصرنا أبناء الصعوبة»، متمنياً وأخويه مروان وأسامة، أن يكونوا على قدر المسؤولية في حمل إرث الرحابنة. وخاطب غدي رجال السياسة اللبنانيين داعياً إياهم الى عدم الكذب على الوطن والاجتماع حوله ومن أجله لا لهلاكه. وقال: «إذا لم تكونوا قادرين أن تبنوا وطناً، إرحلوا بعيداً، نحن نبني وطن الرحابنة».