تيار الصدر يهدد بالانسحاب من الحكومة إذا التقى المالكي وبوش
هدد النواب والوزراء العراقيين ممن يمثلون "التيار الصدري"، الذي يقوده مقتدى الصدر، اليوم الجمعة بالانسحاب من الحكومة العراقية، في حال التقى رئيس الوزراء نوري المالكي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في وقت لاحق هذا الأسبوع بالأردن.
وكانت تقارير سابقة قد أفادت بأن الرئيس الأمريكي سيلتقي المالكي في العاصمة الأردنية عمان الأربعاء المقبل.
وألقى قصي عبد الوهاب عضو الجمعية الوطنية العراقية عن التيار الصدري في بيان الجمعة، المسؤولية على القوات الأمريكية في الهجمات التي تعرضت له مدينة الصدر بالعاصمة بغداد، والتي أدت إلى مقتل ما يزيد على مائتي شخص، قائلاً إن القوات الأمريكية فشلت في توفير الأمن للعراقيين.وجاء في البيان: "نحن نقول إن قوات الاحتلال تتحمل مسؤولية كل هذه الهجمات، كما إننا نطالب بانسحاب تلك القوات أو وضع جدول زمني لإنسحابها."ويمثل التيار الصدري ستة وزراء بحكومة المالكي، كما يشغل نوابه 30 مقعداً من بين 275 مقعداً في البرلمان العراقي.
ومن جهة أخرى أعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الجمعة، تحديه للشيخ حارث الضاري الزعيم الديني للمسلمين السنة في العراق، في أن يتخذ أية خطوات باتجاه وقف أعمال العنف المتزايدة بين السنة والشيعة بالعراق.
وقال الصدر، خلال خطبة الجمعة، إنه لن يدين المذكرة الحكومية التي صدرت في وقت سابق بشأن توقيف الشيخ الضاري، زعيم هيئة علماء المسلمين، مالم يصدر فتوى تحرم على المسلمين السنة قتل الشيعة في العراق.
كما دعا الزعيم الشيعي الشيخ الضاري لإصدار فتوى أخرى تحرم على السنة الانضمام إلى تنظيم القاعدة، وتؤيد بناء المرقدين العسكريين في سامراء، علي حد قوله.
وأضاف الصدر انه إذا فعل الشيخ الضاري ذلك، فإنه سيصدر بياناً يشجب فيه أي اعتقال أو اعتداء عليه، وبدون ذلك فلن يصدر مثل هذا البيان.
كما دعا القوى الدينية والسياسية العراقية إلى المصالحة، قائلاً: "إن في شقاقنا وخلافنا خدمة للعدو."
واستنكر الصدر تفجيرات مدينة الصدر الخميس، وجدد مطالبته بخروج قوات الاحتلال من العراق أو جدولة خروجها.
وكان 22 عراقياً على الأقل قتلوا الجمعة، وأصيب ما يزيد على 26 آخرين، في انفجار قنبلة خارج سوق للسيارات في مدينة "تلعفر" بشمال العراق، وفقاً لتأكيد مسؤولين في الشرطة العراقية.(التفاصيل)
يأتي هذا في وقت يشيّع فيه العراقيون ضحايا سلسلة تفجيرات متزامنة استهدفت مدينة الصدر الشيعية في ضواحي بغداد الخميس.
ففي واحد من أكثر الأيام دموية في العراق منذ بدء الغزو في مارس/ آذار عام 2003، لقي ما لا يقل عن 200 شخصاً مصرعهم وأصيب 206 آخرين بجروح مختلفة الخميس.
وعلى إثر الهجوم الدامي، فرضت وزارة الداخلية حظراً للتجول في بغداد، بدأ في الساعة الثامنة مساء، أي قبل ساعة من الحظر الليالي الاعتيادي، ولم يتضح بعد موعد رفع الحظر أو إلى متى سيستمر
وعلى أثر الهجمات التي تعرضت لها مدينة الصدر الخميس، تعرض اثنان من الأحياء ذات الأغلبية السنية في بغداد، لهجوم بالصواريخ وقذائف المورتر، خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية.
وأشارت تقارير أولية إلى إصابة نحو عشرة أشخاص من جراء القصف الصاروخي، إلا أنها نفت سقوط قتلى في تلك الهجمات.
وجاء الهجوم على منطقتي "الغزالية" و "الأعظمية" بشمال غرب العاصمة العراقية، في الوقت الذي تعالت فيه دعوات مسؤولين حكوميين وزعماء دينيين للهدوء بين الجماعات السنية والشيعية المتناحرة بالعراق.
وقال مسؤولون بهيئة علماء المسلمين إن ثمان قذائف أصابت مسجد "أم القرى" بحي الغزالية، وهو المقر الرئيسي للهيئة، إلا أنها لن تسبب سقوط ضحايا، حيث وقع الهجوم بعد قليل من صلاة الجمعة، في حوالي الثانية ظهراً.
وكانت أكثر من 15 قذيفة مورتر قد سقطت الخميس على عدة مناطق بحي الأعظمية، أدت إلى سقوط عشرة مصابين، حسب مصادر طبية وشهود عيان.
وسقطت قذيفتان بالقرب من مسجد "أبو حنيفة"، تسببت إحداهما في إحداث فتحة كبيرة في قبة المسجد، كما تسببت في تدمير إحدى نوافذه.
ودعا إمام مسجد أبو حنيفة المصلين إلى التوجه إلى المساجد الأخرى لآداء صلاة الجمعة بها، بعد الأضرار التي لحقت بالمسجد.
من جانب آخر، قتلت قوات الاحتلال في غارة شنتها ضد خلية تنتمي إلى تنظيم القاعدة، متخصصة في صنع القنابل والعبوات الناسفة، أربعة مشتبهين بالإرهاب، واعتقلت ستة آخرين في شمال العاصمة بغداد الجمعة، وفق ما جاء في بيان عسكري أمريكي.
وقال الاحتلال إن عملية الدهم تمت في بلدة تبعد 35 ميلا من شمال بغداد، وأن قواته تعرضت لوابل من الرصاص مصدرها مسجد، خلال توجهها إلى "المبنى المستهدف" الذي يضم المشتبه بهم.
وأضاف البيان أن قوات التحالف ردت بإطلاق النيران ما أسفر عن سقوط أربعة "إرهابيين، قبل مواصلة طريقهم إلى المبنى المستهدف" حيث تم اعتقال إرهابيين اثنين مشتبه بهما، لتعود القوات إلى محيط المسجد وتعتقل أربعة آخرين.
في الغضون، أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستقوم بتخفيض عدد أفراد قواتها المنتشرين في العراق إلى النصف، إلا أنها قالت إنها ستمدد فترة بقاء تلك القوات في العراق.
وقالت وكالة "يونهاب" الرسمية للأنباء في سيؤول: "قرر الحكومة خفض القوات الكورية في وحدة الزيتون بالعراق من 2330 في الوقت الراهن، إلى 1200 جندياً، كما ستمدد فترة بقائها لعام آخر بالعراق."
المصدر :CNN
إضافة تعليق جديد