الأزواج السعداء أكثر قدرة على كسب الأموال
عندما يجتمع زوج عصبي وزوجة نكدية في بيت واحد تتحول الحياة إلى جحيم ، مما يؤثر سلبياً على إنتاجية كل منهما في العمل .
بينما السعادة الزوجية تأتي بعكس النتيجة ، حيث كشفت دراسة علمية حديثة أن أدمغة الرجال المتزوجين الذين يتمتعون بحياة زوجية سعيدة أكثر قدرة على الإنتاج والتفكير الصحيح من الرجال العزاب .
وتوضح الدراسة أن ذلك قد يعود إلى الحياة الاجتماعية التي يعيشها الرجل المتزوج ، فالزوج يملئ الفراغ النفسي والعاطفي والاجتماعي ، من خلال تعامله مع زوجته وأولاده وأصدقاء كل منهم ، لذلك تحيط بالرجل المتزوج هالة اجتماعية فريدة لا يتمتع بها الرجل العادي.
- كما أكدت الدراسة أن الزواج المستقر يجعل المرأة والرجل أكثر قدرة على إنجاز المهام الصعبة ، من خلال تركيز الدماغ على هذه المهام ، وبالتالي شحن الخلايا الدماغية وتحفيزها على العمل بصورة أفضل من أدمغة العزاب .
وأكدت البحوث التي بنيت عليها الدراسة أن للزواج وجوهاً متعددة ، وأن الزوج قادر على تنمية زواج زوجته من خلال اهتمامه بها كما يمكن للزوجة أن تنشط خلايا زوجها الدماغية من خلال اهتمامها العاطفي به ، وهو ما يشعره بأن مهمته بالحياة لا تقتصر على العمل والعطاء من دون مقابل، بل تنبهه إلى أن هناك من يهتم به ويحبه ، وهذا الشعور يدفع الرجل إلى تحفيز خلاياه الدماغية إلى إنجاز أعباء ومهام كانت قبل ذلك صعبة التحقيق ، وإلى إيجاد حلول لمشكلاته بشكل أسرع من غيره من الرجال العزاب .
- ويبدو أن الزواج المستقر فوائده لا تقتصر على نجاح الزوجين فقط ، بل إن المتزوجين لا يتمتعون فقط بأدمغة أفضل من أدمغة العزاب بل يتمتعون أيضاً بصحة أفضل من تلك التي يتمتع بها العازبون ، على الرغم من أن الرجال المتزوجين أكثر عرضة لزيادة الوزن أو البدانة من الرجال الآخرين ، فحسب تقرير أحد المراكز المتخصصة في إحصاءات الصحة .
وقالت خبيرة في إحصاءات الصحة : إن هناك نظريتين ، الأولى هي نظرية " حماية الزواج " التي ترى أن المتزوجين قد يتمتعون بإيجابيات أكثر بمفهوم المصادر الاقتصادية والدعم الاجتماعي والنفسي ، والتشجيع لاعتماد أسلوب حياة صحي .
أما النظرية الأخرى فهي نظرية " اختيار الزواج " ومفادها أن الناس الأكثر صحة يتزوجون ، في حين لا يقدم الأقل صحة على زواج، أو من المرجح أن يصبحوا أكثر عرضة للانفصال أو الطلاق أو يصبحوا أرامل إذا تزوجوا !!
- أما المفاجأة الاقتصادية التي أطلقها تقرير للمعهد البريطاني للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية ، فتجلت في تأكيد المركز من خلال دراسة أجريت على 3500 من الأزواج من العمال العاديين والمديرين والموظفين بدرجات متختلفة أن الرجال المتزوجين يكسبون أموالاً أكثر من العزاب ما بقيت زوجاتهم من دون عمل وتفرغن لأعمال المنزل ، فالرجل المتزوج الذي لا تخرج زوجته للعمل، وتكون مسئولة بشكل أساسي عن أعمال الطهي والتنظيف يجني أموالاً تفوق بنسبة 3% ما يجنيه العاملون من الرجال غير المتزوجين .
إلا أن هذا الفارق في الأجور يتلاشى إذا ما خرجت الزوجات للعمل ، أو في حال عدم قيامهن بأغلب أعمال المنزل .
وأرجع خبير في مجال سوق العمل زيادة كسب الرجال المتزوجين للمال أكثر من نظرائهم العزاب إلى افتراض وجود تفسيرين لتلك النتائج : فالزواج ربما يسمح للزوجين بتركيز أنشتطهما على المهام التي تلائم كلا منهما بدرجة كبيرة من مقدار الوقت الذي يشحذ فيه فيمكن في أن الزواج ربما يزيد من مقدار الوقت الذي يشحذ فيه الزوج مهاراته المتصلة بالعمل والتي قد تؤدي إلى زيادة مدخوله .
- مثلما يعود الزواج السعيد المستقر بنتائج إيجابية على الرجال ، فالزوجات السعيدات أيضاً يتمتعن بصحة جيدة، هذا ما أكدته دراسة أمريكية .
حيث وجد فريق البحث في جامعتي ولاية سان دييجو وبيتسبيره, أن السيدات اللاتي يعشن علاقة زوجية ناجحة ومُرضية يتمتعن بصحة أفضل من النساء غير المتزوجات أو اللاتي يعانين من زواج غير موفق.
ولاحظ هؤلاء بعد متابعة 493 امرأة , تراوحت أعمارهن بين 42 - 50 عاما, وقياس مستويات الجلوكوز والكوليسترول وضغط الدم لديهن, ومراقبة السلوكيات الصحية المتبعة كنوعية الغذاء والرياضة, وعادات التدخين, وحجم الجسم, وحالاتهن النفسية كالكآبة والقلق والغضب والتوتر طوال 13 عاما, وتقييم الرضا الزوجي ومدى التواصل والحوار والتفاهم مع شركاء حياتهم, أن النساء في الزواج السعيد أقل عرضة للإصابة بعوامل الخطر التي تؤدي إلى الأمراض القلبية والوعائية, مقارنة بغيرهن من المتزوجات غير السعيدات أو غير المتزوجات أو المطلقات أو الأرامل.
وأظهرت الدراسة أن النساء اللاتي يعشن زواجا موفقا يحقق لهن مستويات عالية من الرضا المعنوي والنفسي, تمتعن بصحة أفضل وميزات نفسية أكثر من السيدات المرتبطات بزواج محبط والسيدات غير المرتبطات.
- وكانت الدراسات السابقة قد بينت عددا من العوامل المباشرة وغير المباشرة التي تفسر هذا التأثير للزواج, منها أن الزواج بحد ذاته يحقق فوائدا صحية بما يقدمه من دعم اجتماعي ووقاية من مخاطر العزلة الاجتماعية, فضلا عن تأثير شريك الحياة في المحافظة على السلوكيات الصحية والابتعاد عن العادات غير الصحية.
وأوضح العلماء في مجلة / علم النفس الصحي/ الصادرة عن الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية, أن سوء العلاقة الزوجية قد يلغي تلك الفوائد, لأن التوتر الزوجي غالبا ما يترافق مع أنماط حياة غير صحية وعوامل خطر تؤدي إلى الأمراض وعدم إتباع الإرشادات الطبية اللازمة, كما قد يسبب الكثير من الحالات النفسية كالكآبة والقلق والعدائية والغضب التي تزيد مخاطر الإصابات القلبية والأمراض التاجية, وقد يؤثر الزواج غير السعيد على عوامل الخطر الأيضية واستجابات التوتر الحادة التي تلعب دورا مهما في الإصابات الوعائية وضعف العضلة القلبية وتؤدي إلى الوفاة.
وفي النهاية ندعو كل زوجين للتفاهم من أجل حياة سعيدة خالية من الأمراض .
فادية عبود
المصدر: محيط
إضافة تعليق جديد