الجيش العراقي يدمر ممرا لعبور الإرهابيين بين العراق وسورية
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن القوات العراقية شددت الرقابة والسيطرة على الحدود مع الأردن وسورية من أجل منع الإرهابيين الفارين من العملية العسكرية في صحراء الأنبار من الهرب عبرهما إلى الخارج.
ونقل موقع السومرية نيوز العراقي عن المالكي قوله أمس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور "إننا نحرص على ألا يتسرب المسلحون بسبب العمليات العسكرية في صحراء الأنبار إلى الخارج عبر الحدود مع الأردن وسورية لأنهم شر أينما حلوا".
وأضاف المالكي "إن العراق شدد الحراسة على طول الحدود مع الأردن وسورية لأنه في حال تسرب العناصر الإرهابية فسيقومون بما قاموا فيه بالعراق لأن الإرهاب لا يميز بين دولة وأخرى".
وشدد المالكي على ضرورة استمرار التعاون بين العراق والأردن من أجل تطوير العلاقات الثنائية وتحقيق المزيد من التقدم في تنفيذ المشاريع الاقتصادية المشتركة لافتا إلى أن مشروع مد أنبوب النفط من العراق إلى ميناء العقبة وصل إلى مرحلة التعاقد بينما تم تكليف الجهات المعنية وضع الكلف التخمينية لمشروع سكة حديد بين البلدين لنقل البضائع.
من جانبه زعم رئيس الوزراء الأردني أن "الأردن لا يصدر الإرهاب على الإطلاق ولا يمرره ولم تسجل عليه حالة واحدة وهو ملتزم بذلك فالإرهاب عدو مشترك لكل العرب والمسلمين والعالم أجمع" على حد قوله لافتا إلى أن الإرهاب دائما يبحث عن مكان جديد لتنفيذ عملياته.
وكان المالكي والنسور ترأسا اجتماعات اللجنة العليا العراقية الأردنية المشتركة بحضور أعضاء الوفدين الرسميين حيث تم بحث سبل تعزيز آفاق التعاون المشترك ولاسيما في مجالات الطاقة بما في ذلك تسريع إنجاز أنبوب النفط العراقي إلى العقبة ودراسة إمكانية الربط الكهربائي بين البلدين وسبل زيادة التعاون في مجالات الاستثمار والزراعة والنقل والأشغال العامة والإسكان.
من جهة أخرى أكد رئيس الوزراء العراقي في كلمته الأسبوعية عزم القوات العراقية على الاستمرار في ملاحقة الإرهابيين في صحراء الأنبار وملاحقة الميليشيات أينما وجدت حتى تخليص العراق من شرورهم.
ودعا المالكي رجال العشائر والأجهزة الأمنية إلى التخلص من العناصر الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة كما دعا العقلاء إلى الاستجابة للمهلة التي منحت لإزالة ساحات الاعتصام في الأنبار والإسراع بإنهاء هذا الموضوع مشددا على أنه لا تفاوض مع أحد في ظل بقاء تلك الساحات.
وأعلن المالكي أن الحكومة ستقوم بعرض اعترافات لإرهابيين من جنسيات عراقية وعربية جهزوا سيارات مفخخة داخل ساحة الاعتصام لافتا إلى أن حكومة الأنبار المحلية اعترفت بوجود أكثر من 36 قياديا من تنظيم القاعدة في تلك الساحات.
إلى ذلك واصلت وحدات من الجيش العراقي عملياتها العسكرية البرية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في صحراء الأنبار مدعومة بغطاء جوي ودمرت ممرا لعبور الإرهابيين في الصحراء بين العراق وسورية.
وقال مصدر عسكري في الفرقة السابعة لموقع السومرية نيوز إن قوات الجيش معززة بفوج من القوات الخاصة استأنفت عملياتها البرية في صحراء الأنبار وبدأت بتمشيط مناطق مكر الذيب وعكاشات ومناجم الفوسفات وآبار صواب بهدف تطهيرها من الإرهابيين وصولا إلى الحدود السورية.
وأضاف المصدر إن طيران الجيش العراقي قصف ممرا للمسلحين على الحدود العراقية السورية ودمره بالكامل حيث كان يستخدم لعبور الإرهابيين من الجانب السوري إلى صحراء الأنبار مشيرا إلى أن قوات الجيش أقامت ثكنات ونقاط مراقبة في المناطق المسيطر عليها من أجل تعزيز قبضة الجيش فيها.
وشاركت قوات بحرية عراقية في العمليات ضد الجماعات المسلحة في محافظة الأنبار من خلال تأمين نهر الفرات بمساعدة قوات حرس الحدود عند نقطة دخوله من الأراضي السورية وإزالة الطوافات والعوارض الخشبية والقوارب وإنشاء حواجز عميقة فيه لمنع تسلل الإرهابيين عبره.
وأعلن مصدر في شرطة محافظة الأنبار إعادة فتح منفذي الوليد وطريبيل الحدوديين مع سورية والأردن بعد أقل من 24 ساعة على إغلاقهما لافتا إلى أن حركة الدخول والخروج عبرهما عادت إلى طبيعتها بعد تجمع عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع قربهما.
كما أفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبار أن قوة أمنية من عمليات الجزيرة والبادية ألقت القبض على 4 إرهابيين غرب الرمادي استنادا إلى معلومات استخباراتية دقيقة فيما فرضت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية إجراءات أمنية مشددة حول محيط السجون في المحافظة تحسبا لأي طارئ وقال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج إن السجون باتت مؤمنة بشكل تام ولا وجود لأي مخاوف من إمكانية استهدافها من الإرهابيين.
من جهته أشاد وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي خلال زيارته إلى قاعدة الأسد العسكرية غرب مدينة الرمادي بالدور الكبير الذي تقوم به العشائر العراقية في محافظة الأنبار بدعم الأجهزة الأمنية من أجل القضاء على الإرهاب لافتا إلى أن هذه الوقفة ليست جديدة فشيوخ العشائر وأبناوءها عقدوا العزم بأن يقاتلوا الإرهاب في كل العراق.
بدوره أكد رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس أن أكثر من 3 آلاف شيخ عشيرة ووجهاء من محافظة الأنبار أبدوا رفضهم لبقاء ساحات الاعتصام وأيدوا العملية العسكرية التي تنفذ في الصحراء. وقال الهايس إن إزالة خيام ساحات المعتصمين أصبحت مطلبا شعبيا ولا صحة لما تناقله البعض من أن العشائر ستواجه القوات الأمنية إن فضت الاعتصامات فلا وجود لموءيدي بقاء ساحات الاعتصام سوى أشخاص يعدون على الأصابع.
بينما نبه قائد الفرقة الثانية في الجيش العراقي اللواء الركن علي الفريجي إلى وجود معلومات استخبارية تؤكد نية الجماعات المسلحة الهروب إلى محافظة نينوى نتيجة العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمنية في صحراء الأنبار داعيا أهالي نينوى إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية في إطار الكشف عن هذه العناصر الإرهابية .
من جهتها عززت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى إجراءاتها عند حدودها الفاصلة مع محافظتي صلاح الدين وكركوك تحسبا لعبور إرهابيين فارين من العمليات الأمنية وقال المتحدث باسم قيادة الشرطة المقدم غالب العطية إن دوريات أمنية وحواجز نصبت على الطريق الرئيسية وعززت بقوات إضافية مع إخضاع جميع السيارات الداخلة إلى المحافظة من المناطق الشمالية إلى التفتيش الدقيق.
من جانب آخر أفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين بأن قوة أمنية ألقت القبض على 22 إرهابيا خلال عمليات دهم وتفتيش نفذتها في مناطق متفرقة من تكريت فيما ألقت قوة أمنية خاصة في محافظة بابل القبض على 3 إرهابيين في حوض الثرثار وهم من متزعمي ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام" متورطين بتفجير سيارات مفخخة في بغداد ومحافظات الجنوب.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد إلقاء القبض على أحد الفارين من سجن أبو غريب مع عدد من المطلوبين بتهم الإرهاب في مناطق متفرقة من بغداد وضبط وكر يحتوي على 11 عبوة ناسفة ومواد متفجرة في الراشدية شمال المدينة واعتقال مجموعة إرهابية تقوم بزرع العبوات الناسفة في منطقة الشيت جنوب بغداد إضافة إلى تدمير وكر للإرهابيين في منطقة ناجي الداود شمال المدينة ايضا.
وفي الموصل شمال العراق أعلنت قيادة فرقة المشاة الثانية القضاء على إرهابي واعتقال 7 مطلوبين بتهمة الإرهاب في ناحية القراج شرق الموصل والعثور على 62 عبوة ناسفة ولاصقة و4 قواعد إطلاق صواريخ و4 قوالب لتصنيع العبوات و41 سيارة لا تحمل أوراقا ثبوتية رسمية في الساحل الأيسر من مدينة الموصل.
وأعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية مصادرة 170 رأس ماشية أثناء محاولة مهربين إدخالها إلى العراق من سورية عبر قضاء البعاج غربي الموصل بعد أن أجبرت المهربين على الفرار داخل الأراضي السورية.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت شن عملية عسكرية واسعة النطاق في صحراء محافظة الأنبار من أجل ملاحقة المجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة وصولا إلى الحدود الأردنية والسورية وذلك بعد مقتل 16 عسكريا من الفرقة السابعة أثناء مداهمتهم وكرا تابعا للقاعدة في وادي حوران بينهم قائد الفرقة السابعة في الجيش اللواء الركن محمد الكروي وعدد من الضباط والجنود.
وكالات
إضافة تعليق جديد