تركيا: استقالة خمسة آلاف عضو من حزب أردوغان

قطع أهالي منطقة حربيات في لواء اسكندرون السليب مجددا الطريق أمام سيارات الإسعاف التي تنقل الإرهابيين الجرحى ممن شاركوا في العدوان الإرهابي على كسب بريف اللاذقية الشمالي.
وأفادت معلومات بأن أهالي حربيات خرجوا أمس بمظاهرة غضب حاشدة ضد الحرب على سورية واستنكارا لدعم رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا رجب طيب أردوغان للعدوان الجديد الذي تشنه المجموعات الإرهابية على الشعب السوري.
وحمل المشاركون العلم السوري وصور الرئيس بشار الأسد ولافتات وأطلقوا هتافات تحيي نضال سورية ضد الإرهاب وتؤكد أن الشعب السوري والشعب التركي هم أشقاء.
وكان أهالي منطقة حربيات والسويدية في لواء اسكندرون السليب نظموا مؤخرا مظاهرات عدة تعبيرا عن غضبهم واستيائهم الشديدين من دعم أردوغان وحكومته للإرهابيين الذين يسفكون دم الشعب السوري وقيام سيارات الإسعاف التركية بنقل جرحى هؤلاء الإرهابيين من كسب إلى المشافي للعلاج بعد تعرضهم للإصابة خلال تصدي الجيش العربي السوري والدفاع الوطني لاعتداءاتهم.
وفي شأن متصل أفاد موقع صول خبر التركي بأنه تم نقل عدد كبير من الإرهابيين الجرحى ممن شاركوا في العدوان على كسب إلى مستشفى أنطاكية العام وأن هناك مستشفيات خاصة تتفق مع أطباء في المستشفى العام لإحالة هؤلاء الإرهابيين إليها إذ أن السلطات التركية تحيل نفقات علاجهم من صندوق خاص تشكل بدعم من قطر و السعودية إضافة إلى مساهمة رئيس الوزراء التركي فيه ببدل ضمني سري.

ولفت الموقع إلى أن مشفى اكدنيز الخاص هو المشفى الوحيد الذي رفض استقبال هؤلاء و تقديم العلاج لهم حيث أعلن أنه لن يقدم العلاج للإرهابيين مؤكدا أنه في حال الضغط على إدارة المشفى فسيجري إغلاقه.
إلى ذلك انتشرت قوات الأمن التركية والقوات الخاصة على طريق أنطاكية - بلدة السويدية في لواء اسكندرون صباح اليوم وأقامت نقاط تفتيش في مداخل القرى التابعة لبلدة السويدية وقامت بتفتيش السيارات على الطريق وذلك على خلفية تلقيها معلومات حول استعداد بعض الجهات لتنفيذ تفجيرات في المنطقة.

في هذه الأثناء استقال خمسة آلاف عضو من حزب العدالة والتنمية وانضموا إلى حزبي الشعب الجمهوري و حزب الحركة القومية التركيين.
وذكرت صحيفة ملييت اليوم أن أربعة آلاف عضو استقالوا من حزب العدالة والتنمية في بلدة اسنيورت التابعة لاسطنبول وانضموا إلى حزب الشعب الجمهوري التركي.
ونقلت الصحيفة عن يونس كالكان الذي رشح نفسه لرئاسة بلدية اسنيورت ثم قدم استقالته من حزب العدالة والتنمية قوله "إن مفهوم العدالة موجود في اسم حزب العدالة والتنمية كرمز فقط" مؤكدا "أن مفهوم حزب العدالة والتنمية الشوفيني وتحديده المرشحين من منطقة معينة دفعهم الى تقديم استقالتهم".
ولفتت الصحيفة الى الاستقالات الجماعية المستمرة من حزب العدالة والتنمية عشية الانتخابات المحلية المزمع اجراؤها غدا مشيرة إلى استقالة ألف عضو في فرع حزب العدالة والتنمية في غولباشي بأنقرة وانضمامهم الى حزب الحركة القومية كرد فعل ضد رئيس بلدية انقرة الكبرى مليح كوكتشك.
ويرى مراقبون أن الاستقالات الجماعية من حزب العدالة والتنمية عشية الانتخابات البلدية تشكل صفعة كبيرة للحزب ورفضا واضحا وصريحا لسياساته سواء الداخلية منها او الخارجية.

إلى ذلك أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليتشدار أوغلو أن التسجيلات الصوتية المسربة أمس الأول كشفت محاولات مسؤولي الحكومة التركية لفبركة ذرائع لشن اعتداء على سورية.
ونقلت صحيفة جمهوريت عن كليتشدار أوغلو قوله "إن هذه التسجيلات الصوتية كشفت مكيدة حكومة حزب العدالة والتنمية وأردوغان لدفع تركيا إلى الاعتداء على سورية" مؤكدا أن أردوغان الذي امتنع عن إرسال ابنه لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية أصبح أسير أطماعه وجشعه بحيث لن يتردد عن جر أبناء تركيا الشباب إلى الأزمة في سورية.
وأشار رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي إلى إن الحزب كان على علم بتخطيط حكومة حزب العدالة والتنمية لاحداث تطور طارىء لتنسي الشعب التحقيقات في قضية الفساد والرشوة وجاءت التسجيلات الصوتية الأخيرة لتفضح الخطة.
وعبر كليتشدار أوغلو عن دهشته من كلام مستشار جهاز المخابرات هكان فيدان لافتعال حرب مع سورية لافتا إلى أن مؤامرات ومخططات من هذا النوع في دولة ديمقراطية سيضع تركيا في موقف حرج على الساحة الدولية.
واستنكر رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي موقف الرئيس الثاني لرئاسة هيئة الأركان الذي لم يعارض هذه الخطط "منتقدا استهتاره بابناء الشعب التركي ولا مبالاته بجرهم إلى الحرب".
وكانت وسائل إعلام تركية كشفت أمس الأول عن تسجيل صوتى بين وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ومسؤولين أتراك يتحدث عن التخطيط لاعتداء عسكري ضد سورية وذلك بالتنسيق بين المخابرات التركية والمجموعات الإرهابية المسلحة فى سورية ويتضمن اعترافات بإرسال السلاح والمسلحين بالتنسيق مع قطر.
ولفت كليتشدار أوغلو إلى أن مقولة اسقاط الطائرة السورية بسبب انتهاكها قواعد الاشتباك فقدت مصداقيتها في ضوء التسجيلات الصوتية الأخيرة.
وقام الجيش التركي عبر اعتداء سافر يؤكد تورط أردوغان في دعم العصابات الإرهابية بإسقاط طائرة حربية سورية أثناء ملاحقتها للعصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية يوم الأحد الماضي في منطقة كسب بريف اللاذقية بينما تمكن الطيار من القفز بالمظلة.
وبين رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي أن أردوغان على علم مسبق بكل ما حاول ان يخفيه من حقائق عن الشعب التركي من خلال لجوئه إلى حجب التويتر واليوتيوب وفرض حظر النشر على الوسائل الإعلامية التركية بذريعة انتهاك سرية الحياة الخاصة.
وحجبت السلطات التركية أمس الأول موقع يوتيوب بعد ان كانت حجبت موقع تويتر في اعقاب نشر التسجيلات التي فضحت المؤامرة التي كانت حكومة أردوغان تحيكها لتبرير تدخل عسكرى تركي.

من جهة أخرى رفع سرهان بوللوك أمين عام حزب العمل التركي شكوى قضائية إلى هيئة ادعاء المحكمة العليا ضد حكومة حزب العدالة والتنمية على خلفية نشر التسجيلات الصوتية التي كشفت محاولات مسؤولي الحكومة التركية فبركة الذرائع لجر تركيا إلى الحرب ضد سورية.
ونقلت صحيفة ايدينليك عن بوللوك قوله في عريضة الشكوى "إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على علم باجتماع وزير الخارجية و مستشار جهاز المخابرات والرئيس الثاني لهيئة الأركان العامة ومستشار وزارة الخارجية ومضمونه وقام بتوجيههم عبر الهاتف" مطالبا بمحاكمتهم أمام المحكمة العليا بتهمة التحريض على الحرب ضد الدولة وارتكاب جرائم ضد أمن الدولة.
وأكد بوللوك أن التسجيلات الصوتية التي انعكست على الرأي العام أثبتت ارتكابهم جريمة التخطيط لجر تركيا إلى الحرب مع سورية حيث كشفت التسجيلات علم رئيس الوزراء بهذه الخطط.
بدوره أكد رئيس حزب العمل التركي دوغو برينتشك "أن الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية التركية للتخطيط لفبركة الذرائع من أجل التدخل العسكري في سورية هو اجتماع مافيا" مضيفا إن المشاركين فيه "قضوا على الدولة الوطنية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك وكونوا منظمة إجرامية بدلا منها واجتمع المجرمون وإن هذا ليس اجتماع أمن قومي بل اجتماع الخونة الذين حاكوا المؤامرات ضد تركيا ويحيكون المؤامرات ضد سورية.. هو اجتماع الخيانة والذين يحيكون المكائد وينصبون الأفخاخ ضد سورية ليسوا أبناء الشعب التركي بل أداة الدول الأجنبية".
ونقلت صحيفة ايدينليك عن برينتشك قوله أمام تجمع جماهيري أقامه الحزب في مدينة اسكندرون إن الإرهابيين الذين دفعتهم حكومة حزب العدالة والتنمية إلى سورية ليقاتلوا ضد القيادة والشعب السوري البطل سيعودون إلى تركيا مؤكدا أن من يعتدي على سورية مستعد للاعتداء على العراق وإيران وتركيا وأن هذه أهم معادلة في الشرق الأوسط.
وأضاف رئيس حزب العمل "إن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأردوغان ومشايخ قطر وفتح الله غولن وعبد الله غل خسروا جميعا" مؤكدا "أن الشعب السوري تمكن من توجيه ضربة قوية للولايات المتحدة الأمريكية التي لم تستطع النيل منه".
وتابع برينتشك بدأ مستقبل الشرق الأوسط يتوضح حيث تسعى سورية لتحقيق وحدتها والحفاظ على سلامة أراضيها وهذا يعني وحدة تركيا وسلامة أراضيها و انهيار سلطة رجب طيب أردوغان معبرا عن ثقته بفشل محاولات تقسيم سورية.

من ناحيته وصف رئيس حزب الحركة القومية في تركيا دولت باهتشلي رجب طيب أردوغان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية بانه شخص غير اخلاقي وعديم الضمير وأصبح فاقدا لانسانيته لدرجة أنه يؤيد اطلاق الصواريخ على تركيا بواسطة رجاله العملاء.
ونقلت صحيفة حرييت عن باهتشلي قوله في كلمة القاها بمدينة انقرة تعليقا على التسجيلات الصوتية التي نشرت أمس وكشفت خطة التدخل العسكري في سورية أن "أردوغان مستعد لعمل أي شيء من أجل تحقيق أطماعه وأنه فقد صوابه وخرج عن طريق العقل والمنطق".
وشن رئيس الحزب هجوما لاذعا على أردوغان وحكومته والمقربين منه معتبرا أن أردوغان رمى مستقبل الدولة التركية ووجودها في النار في سبيل انقاذ نفسه ونجله بلال وأن أردوغان لن يتمكن من التملص من الموضوع من خلال تحميل جماعة فتح الله غولن مسؤوليته لأن اتهام الجماعة بعملية تنصت كبيرة وشاملة أمر غير منطقي.
وأوضح باهتشلي أن اردوغان بافعاله هذه "فبرك سيناريو حرب ضد سورية بهدف التملص من اتهامات الفساد والرشوة والسرقة" وأن "حجب مواقع التواصل الاجتماعي تويتر ويوتيوب وتورطه بفبركة تسجيلات مصورة ضد الاحزاب السياسية اسقط قناعه وكشف حقيقته".
وقال إن اردوغان فقد كرامته والعفة السياسية ومستقبله السياسي وتحول إلى رئيس وزراء يشتم الشعب التركي ويزور ارادة الشعب من أجل انقاذ وزرائه المتورطين بالفساد والرشوة وحمايتهم من القانون مشددا على أن اردوغان الذي يصفه الشعب التركي "بزعيم الحرامية" و"زعيم النهب" لا يمكن أن يجلس على كرسي رئاسة الوزراء بعد الآن فأما سيحاسب على أفعاله أو سيضطر للهروب من تركيا.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية أوضحت في تقرير لها نشرته أمس أن سمعة اردوغان الذي وصفه الشارع التركي بالدكتاتور تلطخت بعد قضايا الفساد السياسية والمالية غير المسبوقة التي هزت أركان حكومته عشية الانتخابات البلدية الاحد القادم والرئاسية في آب المقبل حيث يعتبره خصومه لصا ويطالبون باستقالته.

إلى ذلك أكد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فاروق لوغ اوغلو أن التسجيلات الصوتية التي نشرت أمس حول الاجتماع الأمني السري لكبار المسؤولين الأتراك وكشفت تخطيط حكومة حزب العدالة والتنمية لاختلاق الذرائع بهدف التدخل العسكري في سورية أثبتت تعاون هذه الحكومة مع الإرهاب.
ونقلت صحيفة يورت عن لوغ اوغلو قوله في بيان.. إن التسجيلات الصوتية أثبتت أن الإداريين السياسيين غير المؤهلين لا يتصلون بأي صلة بمفاهيم العدالة والقانون الدولي والسلام والأمن مشيرا إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية تسعى إلى جر تركيا للحرب من خلال تجاهل القانون الدولي والالتفاف من حوله على الرغم من عدم وجود تهديد حرب من سورية وهذا أثبت تعاون الحكومة الوثيق مع الارهاب.
وأضاف إن "انتشار التسجيلات الصوتية المتعلقة بسورية والتي كشفت حقيقة المسؤولين عن أمن السياسة الخارجية والاستخبارات تعتبر فضيحة من ناحيتين حيث أن تسجيل وتسريب الاجتماعات التي تتعلق بالأمن القومي أمر جدي وخطير يتجاوز حدود الضعف ولا يمكن تقبل الاهمال خلال الحديث عن الأمن وينبغي استقالة المسؤولين عن هذا الاهمال والفضيحة الثانية تتعلق بمضمون الاجتماع الذي يؤكد صحة تحذيرات حزب الشعب الجمهوري من سعي حكومة حزب العدالة والتنمية لجر تركيا الى حرب مع سورية وتخطيط الحكومة لاختلاق الذرائع بهدف التدخل العسكري في سورية".
وأكد لوغ أوغلو أن حكومة حزب العدالة والتنمية ورئيسها رجب طيب أردوغان أفلسا أخلاقيا وقانونيا وفي جميع النواحي مشددا على أن الشعب التركي سيحاسب اردوغان على موقفه غير المسؤول وغير الوجداني.
وشدد لوغ اوغلو أن جر تركيا إلى الحرب "خيانة وطنية" وأن هذه الذرائع التي لا تخدم أي هدف و تبرهن على موقف المسؤولين غير المسؤول تجاه أمن الشعب التركي لافتا إلى فقدان تركيا مكانتها واعتبارها على الساحة الدولية بشكل كامل في عهد هذه الحكومة.
وكانت وسائل إعلام تركية نشرت قبل أيام تسجيلا صوتيا لاجتماع سرى لأركان حكومة أردوغان والمقربين منه يتحدث عن التخطيط لاعتداء عسكري ضد سورية وذلك بالتنسيق بين المخابرات التركية والمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ويتضمن اعترافات بإرسال السلاح والمسلحين بالتنسيق مع قطر.
وفي التسجيل يقول رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاقان فيدان المقرب من أردوغان خلال الجلسة السرية"إننا لسنا بحاجة لأي حجج أو مبررات للتدخل العسكري في سورية وأنه يستطيع أن يرسل أربعة أشخاص يطلقون ثمانية صواريخ نحو الاراضي التركية أو عناصر من الاستخبارات للقيام بعمل استفزازي ضد ضريح سليمان شاه في ريف حلب وبعدها يتدخل الجيش التركي".

وأدى نشر هذه الفضيحة الجديدة إلى ردود أفعال هستيرية من قبل أردوغان وطاقمه التآمري منها حجبه موقع يوتيوب الذي نشر هذه التسجيلات والتهديد باغلاق موقع فيسبوك لمنع انتشار أي تسجيلات صوتية جديدة تكشف المزيد من الفضائح لممارساته ونهج حكومته.

المصدر: وكالات