150دقيقة رياضة أسبوعياً تساعد في حماية القلب

تشكل قلة الحركة أكبر خطر على صحة القلب عند النساء اللواتي تجاوزن الثلاثين من العمر، ويعتبر الخمول مسبباً لأمراض القلب لديهن، بنسبة تفوق بكثير الخطر الذي من الممكن أن يسببه التدخين أو السمنة المفرطة أو ارتفاع ضغط الدم. هذا ما توصلت إليه دراسة أسترالية حديثة، أكد فيها الباحثون أنه «لطالما جرى في السابق التقليل من أهمية الأخطار التي تحدثها الحياة الخمولة، وهي أخطار تستحق من الآن فصاعداً أن تكون أولوية بالنسبة للصحة العامة».
وإذا كان التدخين يبقى»أكثر العوامل المسببة لأمراض القلب جدّية عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ22 والـ27 عاماً»، كما تؤكد الدراسة التي أجرتها جامعة «كوينزلاند»، فإن «خطر التدخين تنخفض نسبته بعد الثلاثين، ليحل محله قلة ممارسة التمارين الرياضية التي تظهر كأكبر الأسباب المسببة لأمراض القلب خلال دراسة لمجوعة كبيرة من الأشخاص».
واستندت الدراسة الأسترالية إلى معلومات توافرت من 32 ألف مشارك فيها، كما راقبت صحة نساء ولدن خلال عشرينيات القرن الماضي، وخلال الأربعينيات والسبعينيات.
وعالمياً، يشكل التدخين والسمنة المفرطة وارتفاع ضغط الدم وقلة الحركة العوامل الأربعة الرئيسية وراء نصف حالات أمراض القلب، التي تبقى «القاتل الأكبر» في الدول المرتفعة الدخل. غير أن السلطات الصحية حول العالم أصبحت اليوم أكثر قلقاً من ظاهرة الميل إلى الاهتمام بالأسباب الثلاثة الأولى، فيما تبقى قلة الرياضة بعيدة عن «دائرة الضوء».
وكانت الحكومة البريطانية حذّرت الشهر الماضي من أن «الشعب البريطاني هو الأقل حركة في جميع مراحل تاريخه»، ذلك في تقرير أعده نواب البرلمان، أوصوا فيه بضرورة تأسيس جسم مستقل مكرس لتشجيع الحركة الجسدية، وتحويل التمويل لبناء طرقات للسيارات، إلى بناء ممرات المشاة والدراجات الهوائية. وركّزت الدراسة الأسترالية على قلة الحركة عند النساء وتأثيرها على القلب، في وقت كانت دراسة أميركية سابقة أكدت أن الرجال في الولايات المتحدة ملتزمون أكثر بمعايير الحركة والرياضة أكثر من النساء.
ويشير الباحثون إلى أنه «إذا تمكنت النساء بين سني الـ30 والـ90 من ممارسة رياضة أسبوعية تصل إلى 150 دقيقة من الرياضة المعتدلة، فإن حياة ألفي امرأة أسترالية من الممكن إنقاذها».

(عن «الإندبندنت»)