ليبيا مهددة بانهيار كامل للخدمات الصحية ومقتل 437 شخصا باشتباكات ميليشياوية

 حذر مسؤولون صحيون ليبيون من انهيار كامل للخدمات الصحية في البلاد في حال استمرار الوضع الأمني المنفلت في ليبيا خاصة بعد إعلان الفلبين عزمها سحب 13 ألفا من رعاياها بينهم نحو 3000 عنصر طبي وطبي مساعد من مختلف المرافق الصحية نتيجة للأوضاع المتردية جراء الفوضى والانفلات الامنيين اللذين خلفهما عدوان الاطلسي على هذا البلد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس لجنة الأزمات والطوارئ في وزارة الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة عبد الرؤوف الكاتب قوله “إن استمرار هذا الوضع سيؤدي لفقدان نسبة كبيرة من قوة المرافق الصحية” مطالبا مديري إدارات الشؤون الصحية في مختلف مناطق ليبيا ومديري المستشفيات والمراكز الصحية بالتنسيق فيما بينهم حسب النطاق الجغرافي المتقارب بحيث يتم توزيع العناصر الطبية الوطنية لغرض تغطية العجز المتوقع في حال سحب الفلبينيين من البلاد.
وجاء قرار السلطات الفلبينية بعد إقدام مسلحين مجهولين على قطع رأس عامل فلبيني يعمل في مدينة بنغازي شرق ليبيا وخطف ممرضة فلبينية على ايدي مجموعة مسلحة في طرابلس امس الاول واغتصابها.
ورات وزارة الصحة الليبية إن هذا الحادث سيدفع السلطات الفلبينية إلى تسريع عملية إجلاء رعاياها محذرة من انهيار الأجهزة الصحية في ليبيا نظرا لان الفريق الطبي الفلبيني يشكل نحو 60 بالمئة من القوة الفعلية للعناصر الطبية والطبية المساعدة العاملة في البلاد بحسب مسوءولين .
واشارت مصادر مسوءولة الى ان نسبة الهنود العاملين في القطاع الصحي الليبي تبلغ نحو 20 بالمئة بينما لا تزيد نسبة الليبيين على 18 بالمئة يضاف اليهم عدد قليل ممن تبقى من الراهبات الموجودات في ليبيا منذ عشرات السنين ويخشى المسوءولون الليبيون ان تحذو الهند حذو الفلبين ما سيوءدي الى إغلاق معظم المراكز الطبية في ليبيا.
وأمام هذا العجز المتوقع واستيفاء القدرة السريرية في معظم مستشفيات ليبيا وخصوصا في طرابلس وبنغازي اللتين تشهدان معارك دامية خلفت قتلى وجرحى بالمئات دعا وزير الصحة بالحكومة المؤقتة نور الدين دغمان الملاحق الصحية في سفارات ليبيا لدى كل من مصر وتونس والأردن وتركيا وإيطاليا واليونان وألمانيا الى استقبال جرحى الأحداث الدامية التي تمر بها البلاد خصوصا في بنغازي وطرابلس لتقديم الخدمات العلاجية لهم على نفقة الدولة الليبية.
وفيما تعاني جميع المراكز الطبية والمستشفيات في مختلف المدن الليبية عجزا في قدرتها الاستيعابية والدوائية إضافة إلى الموارد البشرية فان الأحداث الدامية الأخيرة في البلد بينت حدة هذا العجز خصوصا في مستشفيات طرابلس وبنغازي.
وتعاني بنغازي خصوصا نقصا حادا في الخدمات الطبية سواء في القطاع العمومي أو الخاص نتيجة تزايد حالات الدخول الى المستشفيات وخصوصا في تخصصات الحروق والحوادث ومستشفى الجلاء الذي يعد المتخصص الأول في جراحة الحروق والحوادث مغلق منذ أشهر نتيجة صراعات مسلحة دائمة بين الجيش وميليشيات مسلحة.
وكان ماريو كوتاغار  رئيس جهاز الخدمة المدنية في مالطا أعلن أمس أن الصين أجلت 150 عاملا اجنبيا من ليبيا عبر نقلهم بحرا الى مالطا معظمهم فلبينيون وصلوا الى مالطا على متن رحلات جوية قادمة من مطار معيتيقة القريب من مطار طرابلس الليبى حيث كانت الفلبين استأجرت فى وقت سابق سفينة لنقل نحو 1000 فلبينى الى مالطا.
في هذه الأثناء أدت الاشتباكات المتواصلة في محيط مطار طرابلس الدولي وفي مدينة بنغازي شرق ليبيا بين الميليشيات الليبية المتناحرة أو ما بات يعرف بقتال بين وحدات من الجيش الليبي وما يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي إلى مقتل 437 شخصا وإصابة 981 آخرين.
وكشفت مصادر طبية ليبية نقلا عن احصائية مشاف عن استقبال مستشفيات طرابلس 102 حالة وفاة و452 جريحا بينما سجلت مستشفيات بنغازي 112 وفاة و529 جريحا مشيرة الى ان هذه الحالات فقط دخلت المستشفيات وسجلت وتم توثيقها ولم يتم احتساب الحالات التي تم إسعافها ميدانيا أو تلك الوفيات التي تم دفنها مباشرة دون عرضها على الطب الشرعي.
إلى ذلك ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا جراء اشتباكات اخرى في مدينة بنغازي الى 230 وفقا لما اعلنه الناطق الرسمي للهلال الأحمر الليبي مصطفى المصراتي حيث تم انتشال 16 جثة من عدة أماكن منها معسكر 319 التابع للجيش الوطني وبعضها وجدت ملقاة في شارع مصنع الألبان في بوعطني والهواري اضافة إلى جثة لسيدة لقيت مصرعها جراء إصابتها برصاص داخل بيتها في محيط مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في مدينة بنغازي.
من جانبه أكد مصدر بالغرفة الأمنية في بنغازي ان فريق إدارة البحث عن الجثث بالهلال الأحمر الليبي انتشل جثتين تعرضتا لإطلاق رصاص في الرأس تم العثور عليهما الليلة الماضية بالقرب من معصرة الزيتون بمنطقة الهواري.
ويشهد مطار طرابلس الدولي منذ أكثر من أسبوعين اشتباكات مسلحة عنيفة بين ميليشيات من الزنتان تسيطر عليه وما يسمى غرفة عمليات ثوار ليبيا ودروع الوسطى من مصراتة ومدن الغرب الليبي في محاولة لإخراجهم من المطار الذي يتواجدون فيه منذ آب 2011.
كما تشهد مدينة بنغازي بشرق ليبيا اشتباكات عنيفة بين القوات الخاصة ووحدات من الجيش من جهة وما يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي.
وفي ظل إجلاء اغلب الدول لسفاراتها ورعاياها من ليبيا بسبب تردي الاوضاع الامنية قام الاتحاد الأوروبي باجلاء بعثته التمثيلية المتواجدة فى طرابلس إلى تونس ونقلت وسائل اعلام محلية عن المتحدث باسم مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي مايكل مان قوله انه بسبب تدهور الوضع في طرابلس قرر
 الاتحاد اجلاء الطاقم الدولي لبعثته ونقل أفراده مؤقتا إلى تونس مضيفا أن البعثة ستعود إلى طرابلس عندما يسمح الوضع بذلك.
وعملت أغلب الدول الأوروبية على إجلاء رعاياها بعد تدهور الأوضاع الأمنية بسبب الاشتباكات التي تشهدها طرابلس وبنغازي منذ ثلاثة أسابيع أسفرت عن مقتل العشرات واصابة المئات.

وكالات