الحكومة العراقية تواصل رفض دعوات التدخل البري و«داعش» يركز هجماته على بغداد ومحيطها
يتعقد المشهد الميداني العراقي أكثر فأكثر، مع اقتراب التفجيرات المتكررة من وسط العاصمة العراقية بغداد، في اختراقات أمنية خطيرة، تضاف إلى العمليات العسكرية التي يشنها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» على النواحي القريبة من العاصمة، مثل عامرية الفلوجة ومنطقة جرف الصخر، التي تعرضت، أمس، لهجوم انتحاري كبير، على الرغم من إعلان الجيش العراقي عن طرد مسلحي «داعش» منها، في تركيز واضح من التنظيم على ما يعتبره منافذ قد تقوده نحو العاصمة.
وفي هذه الأثناء، عملت الحكومة العراقية على تصويب خيارات العمل العسكري في مواجهة التنظيم بعد تكرر الدعوات في بعض المحافظات المطالبة بتدخل بري أجنبي خصوصا في محافظة الأنبار، حيث عمل مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، على تصويب توجه الحكومة العراقية المركزية برفض مشاركة قوات أجنبية في العمليات العسكرية البرية، خلال اجتماع مع فعاليات محافظة الأنبار، أمس، الذين كان وفد منهم قد التقى العبادي خلال زيارته الأردن، أمس الأول.
وجدد الفياض التأكيد على رفض الحكومة العراقية للدعوات التي تحصل في بعض المحافظات، بإرسال قوات أجنبية برية لشن عمليات عسكرية فيها، خصوصا في محافظة الأنبار، وفي وقت كشف عن وضع آلية جديدة لتطهير المحافظة تقودها الحكومة العراقية بمساندة أبناء العشائر، أكد وجهاء المحافظة على ضرورة دعم مقاتليهم وإعادة حشد الجبهات لقتال «داعش»، ومعالجة إخفاقات المرحلة السابقة.
ولفت الفياض خلال مؤتمر صحافي عقد عقب لقائه عدداً من شيوخ عشائر المحافظة وأعضاء مجلسها في المنطقة الخضراء في بغداد، إلى أن «اللقاء كان ضمن الاجتماعات التنفيذية التشاورية بين الحكومة المركزية ووجهاء ومسؤولي الأنبار الذين يقاتلون تنظيم داعش»، وشدد على أن «الاجتماع جاء بهدف توحيد الرؤى والمواقف وتحديد آلية تحرير مناطق الأنبار من سيطرة تنظيم داعش، وكذلك لرسم عمل عراقي مشترك تقوده الحكومة ويساهم فيه أبناء المحافظة من خلال تقدم الجيش في تحرير المناطق بإسناد من الأهالي»، مؤكداً على أن «من لديه أبطال كالذين قاتلوا في جرف الصخر وآمرلي لا يحتاج لتدخل أجنبي بري».
وفي ظل محاولات إعادة تصويب مركزية القرار الأمني العراقي، وبينما نجحت القوات العراقية في تحرير ناحية جرف الصخر في مسعى لإبعاد الخطر عن العاصمة العراقية، هز انفجار كبير وسط بغداد، استهدف حي الكرادة الواقع على مشارف المنطقة الخضراء، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح ما لا يقل عن ثلاثين.
وبعد عملية عسكرية ناجحة للجيش في مدينة جرف الصخر، جنوب العاصمة، أكدت مصادر في الجيش العراقي أن انتحاريا قتل ما لا يقل عن 27 عنصراً من القوات الأمنية، التي انتشرت في المدينة عندما فجر نفسه على مشارفها، وأصاب المهاجم، الذي كان يقود عربة «هامفي» مفخخة جرى الاستيلاء عليها من الجيش العراقي في وقت سابق، حوالي 60 عنصراً من قوات الحشد الشعبي التي شاركت في تحرير البلدة إلى جانب الجيش العراقي.
ويظهر من خلال الهجوم تركيز تنظيم «داعش» على استعادة البلدة التي تعد ذات أهمية شديدة بالنسبة لقوات الأمن العراقية، فالسيطرة عليها قد تسمح للقوات العراقية بمنع المسلحين من الاقتراب بدرجة أكبر من بغداد، وبقطع اتصالاتهم بمعاقلهم في محافظة الأنبار، ومنعهم من التسلل إلى جنوب العراق، كما أمطر مقاتلو التنظيم الذين فروا إلى البساتين غربي جرف الصخر البلدة بوابل من قذائف الهاون.
في غضون ذلك، حشد تنظيم «داعش» المزيد من المقاتلين على مشارف بلدة عامرية الفلوجة من ثلاث جهات، ويقول مسؤولون أمنيون عراقيون إن القوات الحكومية تستعد لتنفيذ عملية لكسر الحصار عن البلدة، وتحقيق مكاسب في الأنبار، كما واصل «داعش» الضغط على القوات الأمنية العراقية حيث هاجم قوات الجيش والشرطة في بلدة المنصورية شمال شرقي بغداد، وأعلنت الشرطة عن مقتل ستة من أفرادها عقب الهجوم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد