«الحشد» يؤكد انهيار «داعش» في تكريت
اعتبر مسؤول عسكري في «التحالف الدولي»، أمس، أنه «من الطبيعي تماماً» أن تتوقف القوات العراقية لإعادة تنظيم صفوفها قبل أن تشن هجوماً أخيراً على مسلحي «داعش» المحاصرين في تكريت، في وقت عزا عدد من قادة «الحشد الشعبي» تأخر عملية اقتحام مركز المدينة إلى الأُسر التي يستخدمها التنظيم كدروع بشرية، ورجحوا أن يتم حسم ذلك الأمر خلال يومين، مؤكدين أن أبرز المعوقات التي واجهوها في المعارك هي «تفخيخ الأرض»، حيث أن التنظيم لا يتمتع بقوة قتالية.
وأشار المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن إلى أن العراقيين في البداية أدلوا بتصريحات تشير إلى أن المعركة لاستعادة تكريت اكتملت تقريباً، وأضاف «نرى الآن أن هذه ليست حقيقة الوضع، فالقوات العراقية المهاجمة... تطوق تكريت أساساً»، معتبراً أنه «ما زال أمامهم طريق ليقطعوه.. حرب المدن صعبة، إنها بطيئة، التحرك فيها بطيء جداً... لهذا فإن هذه المعركة لم تنته بعد».
من جانبه أكد، آمر اللواء التاسع التابع لـ «الحشد الشعبي» في كربلاء نعمة المدني، أن من معوقات المعارك التي خاضتها القوات العراقية في مناطق تكريت هو لجوء «الإرهابيين لتفخيخ الأرض وما عليها»، بعدما انهار تنظيم «داعش» أمام ضربات القوات الأمنية و «الحشد الشعبي»، موضحاً أن قوات «الحشد» المتواجدة الآن في جميع المناطق المحيطة بمدينة تكريت تفرض طوقاً محكماً على مركزها، لافتاً إلى وجود «مواجهات على أطرافها.. ومن الممكن أن يُحسم أمرها خلال اليومين المقبلين».
بدوره شدد أحد قياديي تشكيلات «الحشد» المتواجدة في محافظة صلاح الدين حامد صاحب، على أن المعارك ضد تنظيم «داعش» في المحافظة برهنت على أنه لا يتمتع «بأي قوة قتالية، ولا يمكنه الصمود بساحات المواجهة لوقت طويل»، لافتاً إلى أن «القوات الأمنية وجهت نداءً للعوائل المتواجدة بمركز تكريت للخروج منه بشكل سريع»، لتُحدد بعدها ساعة الصفر.
وجاء موقف المرجع الديني السيد علي السيستاني، أمس، بمثابة ردٍ على التهم الموجهة لفصائل «الحشد الشعبي»، برفعها لشعارات طائفية، وطالب ممثل المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، جميع الأطراف المشاركة في القتال ضد «داعش»، بعدم رفع راياتها الخاصة وصور السيستاني والتوحد تحت راية العراق، مؤكداً عدم «رضاه شخصياً بذلك».
وانتقد الكربلائي محاولات بعض الجهات لـ «تظليل المقاتلين وإضعاف معنوياتهم»، داعياً أبناء محافظتي صلاح الدين والأنبار إلى المشاركة الأوسع في تحرير مناطقهم، معرباً عن تقديره لجهود جميع المساهمين في العمليات العسكرية «من أبناء الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأبناء العشائر»، مشدداً على أن «على أبناء محافظتي الأنبار وصلاح الدين المشاركة الأوسع في المعارك لا سيما أنهما الأكثر تضرراً من سيطرة عناصر داعش على مناطقهم».
إلى ذلك، وعلى أبواب معركة الموصل، وما تضمنته زيارة رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى أربيل خلال اليومين الأخيرين، من طلب البشمركة بالمشاركة في هذه المعركة، دعا رئيس الإقليم مسعود البرزاني للتحالف «بين بغداد وإربيل لاستعادة الموصل».
وعقب لقاء جمع البرزاني بالمبعوث البريطاني الخاص إلى إقليم كردستان سيمون مايال، دعا رئيس الإقليم إلى توحيد الجهود «في الوقت الحالي» بين بغداد وأربيل ضد تنظيم «داعش» من أجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل، في وقت أكد مايال أن بلاده ستستمر في تقديم الدعم العسكري لقوات البشمركة، مثنياً على «الدور الكبير الذي تلعبه البشمركة في التصدي للإرهاب».
وفي هذا السياق أيضاً، دعا رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البرزاني في لقاء جمعه مع وفد من البرلمان الأوروبي، إلى الاستعداد من أجل تحمل تبعات موجة النزوح الكبيرة من مدينة الموصل تجاه الإقليم، مع بدء عملية استعادة السيطرة عليها من يد تنظيم داعش، وأشار إلى ضرورة اطلاع العالم على ما سيحدث، وضرورة تقديم الأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية، وكذلك الاتحاد الأوروبي «المساعدات العاجلة».
وفي هذه الأثناء، أظهر تسجيل مصور بثته حسابات تابعة لتنظيم «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي، ذبح التنظيم ثلاثة عناصر من البشمركة الكردية، قالوا إن ذلك انتقاماً لتعرض مواقعه ومساكن للمدنيين في الموصل لقصف من قوات البشمركة وطيران «التحالف الدولي».
وخلال التسجيل، الذي جاء باسم «رد الأباة على قصف الطغاة»، ظهر 3 عناصر من «داعش» يتحدثون بالكردية، وجهوا اللوم في حديثهم لقيادة إقليم كردستان لقتال التنظيم والقتال تحت إمرة «الحلف الصليبي».
وكالات
إضافة تعليق جديد