قادة أوروبا يناقشون 13 مقترحاً لمواجهة الهجرة غير المشروعة
اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس في العاصمة البلجيكية بروكسل، لإلغاء تقليص لعمليات الإنقاذ في البحر المتوسط ضمن مسعى للتصدي للأرقام القياسية لمن يغرقون أثناء محاولتهم الهرب من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقرر الاتحاد الأوروبي مضاعفة ثلاث مرات تمويل مهمة البحث والإنقاذ التي ينفذها في المتوسط.
لكن اجتماعا طارئاً للاتحاد الأوروبي في بروكسل، عقد اليوم، بعد غرق زهاء 900 شخص في سفينة واحدة يوم الأحد الماضي، لن يسفر عن أكثر من طرح اختيارات تتضمن مهاجمة المهربين وإقامة مخيمات للمهاجرين وهي خيارات تنقسم بشأنها دول الاتحاد البالغ عددها 28.
وأعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، في ختام القمة الأوروبية الطارئة، إنه "علينا ان نتصرف بسرعة وهذا يعني أننا سنضاعف ثلاث مرات تمويل عملية تريتون" لمراقبة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط.
وكانت المستشارة الألمانية قد أكدت، لدى وصولها إلى الاجتماع، أن قيم أوروبا ومصداقيتها أمام باقي العالم على المحك، "ومن ثم فإن قضية اليوم في غاية الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح."
ومن جهتها، انتقدت الأمم المتحدة رد الفعل الأوروبي حتى الآن، ودعت الاتحاد لبذل المزيد من الجهود قائلة "ينبغي أن يتجاوز رد فعل الاتحاد الأوروبي النهج الحالي الذي يقوم على الحد الأدنى.. والذي يركز بشكل أساسي على الحد من وصول المهاجرين واللاجئين إلى شواطئه."
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يخوض انتخابات ضد مناهضين للهجرة، بتخصيص حاملة طائرات مروحية تتبع البحرية البريطانية وسفينتين لعملية سبق أن رفض دعمها خوفاً من أن تغري مزيداً من الناس بمحاولة عبور البحر.
لكنه شدد على أن من يتم انتشالهم لن يُمنحوا اللجوء بشكل تلقائي في بريطانيا، وسيتم على الأغلب تسليمهم لإيطاليا التي قال رئيس وزرائها ماتيو رينزي إنه متفائل بأن حلفاءه الأوروبيين لن يتركوا روما تعاني وحدها.
وحتى أثناء اجتماع الزعماء الأوروبيين انتشل خفر السواحل الإيطالي 84 رجلاً جميعهم في ما يبدو من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، من زورق مطاطي يوشك على الغرق على بعد نحو 56 كيلومتراً قبالة ساحل ليبيا بعد أن تلقى إشارة استغاثة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إنه لا أحد يتوهم أن القادة يستطيعون حل المشاكل على الفور، مضيفاً "لا يمكننا ذلك. الأسباب الحقيقية هي الحرب وعدم الاستقرار والفقر في المنطقة بأسرها."
ولم ينج سوى 28 شخصاً فقط من كارثة يوم الأحد، والتي تعد على ما يبدو الأسوأ على الإطلاق التي يتعرض لها المهاجرون الفارون بحراً إلى أوروبا آتين من شمال أفريقيا.
وأقيمت جنازة مؤثرة بطقوس عدة أديان في مالطا على 24 من الضحايا، وهم كل من تم انتشال جثثهم حتى الآن من السفينة التي يعتقد أن كثيرين ممن لقوا حتفهم مازالوا محاصرين أسفلها.
وقال الإمام محمد سعدي إن ما حدث يجب أن يزيد الوعي بمحنة المهاجرين، في حين دعا الأسقف ماريو جريش إلى العمل بدافع الحب وليس القانون فحسب.
واضاف: "يمكننا أن نستمر في قراءة القوانين مثل المحامين لكن هذا لا يكفي".
ويتضمن مشروع بيان للاتحاد الاوروبي 13 مقترحاً للتعامل مع الضغط الناجم عن محاولة مئات الآلاف الوصول إلى أراضي الاتحاد الذي يصعد فيه نجم الأحزاب السياسية المعادية للمهاجرين.
لكن النقطة الأولى التي تقضي "بتعزيز وجودنا في البحر" والتي تتضمن مضاعفة التمويل "إلى المثلين على الأقل" وتعزيز الوجود البحري هي التي ستنفذ على الأرجح قريباً.
وكانت إيطاليا أوقفت العام الماضي مهمة إنقاذ بحرية أنقذت أرواح أكثر من مئة ألف مهاجر، لأن الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي رفضت تمويلها. وحلت مكان المهمة بعثة أصغر ركزت على أعمال الدورية على حدود دول الاتحاد بعد أن قالت دول إن إنقاذ المهاجرين يشجع المزيد على القيام بالرحلة.
ويقول مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنه بمجرد أن يبدأ الزعماء في تقديم تعهدات بالمساعدة في قمة اليوم، فان الزيادة الإجمالية المعلنة قد تكون اكبر. لكن المشكلات العملية والقانونية والسياسية الناجمة عن القيام بعمل عسكري في ليبيا أو إقامة "مراكز استقبال" في الخارج أو حتى إعادة توزيع اللاجئين في دول الاتحاد الأوروبي ما تزال بعيدة عن الحل.
وقال ديبلوماسي في الاتحاد الأوروبي "هذه تظاهرة سياسية"، مشبهاً إياها بجهود الاتحاد الأوروبي لطرح برنامج لمواجهة الإرهاب بعد هجوم صحيفة شارلي "ايبدو" في باريس. وأضاف "هناك ظاهرة غير جديدة على الإطلاق لكن هناك حدثاً مثيراً ونحتاج إلى النظر في استراتيجيتنا."
وكالات
إضافة تعليق جديد