تراجع نسبة المشتغلين بالزراعة
قال المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة السورية: إن علماء الزراعة العرب في العصور الوسطى، قاموا بتأليف وكتابة كتب إرشادية زراعية، وانتشرت الكثير من المدارس الزراعية في مختلف المناطق العربية، وظهر علماء كبار مثل ابن البيطار أعظم عالم نبات في القرون الوسطى وابن الرومية الحجة في علم النبات بالأندلس، والدينوري شيخ النباتيين العرب، والجاحظ، والقزويني، والأصمعي، وموفق الدين البغدادي. ولم يستنكف أفراد أعلى الطبقات بالمجتمع عن العمل بأيديهم في زراعة الأرض، في حين كان غيرهم من الأمم يحقرها ويعدها عملًا مهيناً.
وأضاف قرنفلة: من المؤسف أن بيانات المكتب المركزي للإحصاء (التوزع النسبي للمشتغلين حسب النشاط الاقتصادي للأعوام (2001- 2011 تشير إلى تراجع نسبة المشتغلين بالزراعة في سورية من 30% عام 2001 إلى 13% عام 2011، وهذا يعكس عمق انقلاب المفاهيم لدى مجتمعنا بشكل عام والمجتمع الريفي بشكل خاص تجاه العمل في مجال حيوي يعتبر من أهم مقومات الحياة، ومطلوب من الوزارات والمؤسسات الحكومية والمنظمات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني المعنية العمل على ربط الماضي الزراعي بالحاضر المعاصر، ونشر الثقافة الزراعية في المجتمع، وحث وتشجيع الأجيال الشابة، على العمل في أهم مجالات بقاء الإنسان وتطوره، والعمل بالزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام، حيث الحاجة ماسة إلى المزيد من الإنتاج الغذائي لإشباع عشرين مليون مواطن إضافيين متوقعين بحلول عام 2050، والجدير ذكره أن عالمنا العربي الذي يبلغ عدد سكانه نحو 350 مليوناً، زادت ميزانيات استيراده للغذاء على الـ80 ملياراً من الدولارات في نهاية عام 2012.
وطالب قرنفلة الجهات الحكومية المعنية بتوفير حزمة من الإجراءات تشكل عامل جذب للشباب للعمل في مفاصل القطاع الزراعي المختلفة، عبر تشكيل مجموعات عمل من خريجي الكليات والمعاهد والثانويات الزراعية والبيطرية، وتأجيرها مساحات من الأراضي الزراعية الخصبة والمروية والجاهزة للاستثمار، أو تزويدهم بعدد من الحيوانات، ومنحهم قروضاً ميسرة، وتشكيل فرق عمل لتسويق المنتجات الزراعية، وفرق أخرى معنية بالفرز والتوضيب والتعبئة والتغليف، حيث تتشكل سلاسل عمل زراعية مترابطة من المنتج إلى المستهلك وبإشراف فني من النقابات المهنية المختصة أو من أساتذة الكليات المعنية وختم قرنفلة تصريحه بالقول: لنتذكر دائماً أن العمل في مجالات الحياة يعتبر من الأعمال الخالدة التي تحفظها ذاكرة الأجيال.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد