اليمن: المستشفيات ضمن أهداف «التحالف»
يبدو أنَّ محاولات فرض «الشرعية»، تقتضي إلى جانب نشر الجماعات الإرهابيَّة في البلاد، تدمير منشآتها الصحيّة وقتل كوادرها الطبيّة، هذه كانت آخر «إنجازات» الحملة السعودية على اليمن.
المستشفى الذي جرى تدميره بشكل منهجي في محافظة صعدة، بعد منتصف ليل أمس، يتبع لمنظمة «أطباء بلا حدود»، التي أكَّدت، عبر حسابها على «تويتر»، أنَّ المنشأة الصحية التي تُديرها تعرَّضت لغارات عدة، بالرغم من وجود مرضى وكادر طبي في داخلها، ما أدى، وفق المنظمة، إلى إصابة موظَّفَين اثنين.
ونقلت «رويترز» عن مدير المنظمة في اليمن، حسن بوسنين، قوله: «أصيب مستشفى يتبع لنا في حي حيدان في محافظة صعدة مرات عدة. لحسن الحظ دمّرت الضربة الأولى جناح العمليات الذي كان خاوياً، وكان الطاقم منشغلاً في غرفة الطوارئ. تمكّنوا فقط من الفرار عندما ضرَب صاروخ آخر جناح الولادة». وبالرغم من أنَّه علَّل أنَّ الغارات قد تكون «عن طريق الخطأ»، قال: «لكن واقع الأمر يقول إنَّها جريمة حرب. لا يوجد سبب لاستهداف مستشفى»، مضيفاً: «قدَّمنا للتحالف كل إحداثياتنا منذ نحو أسبوعين».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية ـ «سبأ» عن مدير مستشفى هيدان قوله، إنَّ الغارات الجوية تسبّبت في تدمير المستشفى بكامل محتوياته من معدات وأجهزة طبية.
وفيما رفضت السعودية، كالعادة، الاعتراف بقصف المستشفى عبر المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري، ندَّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باستهداف المستشفى، داعياً إلى «تحقيق سريع وفعّال ومتوازن لضمان المحاسبة»، وفق ما نقل عنه المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوغريك. وأضاف: «يدعو الأمين العام جميع أطراف الصراع في اليمن إلى وقف كل العمليات فوراً، بما في ذلك الغارات الجوية».
وأفادت خدمة «المسار» الإخباريّة اليمنيّة عن مقتل عدد من الأشخاص، من بينهم مدير مستشفى حرض العام ياسر وثاب، في غارة جوية شنّتها مقاتلات «التحالف»، استهدفت نقطة تفتيش على الطريق العام الذي يربط بلدتي عبس وحرض بمحافظة حجة، شمال غرب اليمن.
ويوم أمس، كان لـ «التحالف» روايته بشأن مجزرة جزيرة عقبان التابعة لمحافظة الحُديدة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص بعدما قصفت مقاتلاته، يومي الخميس والجمعة الماضيين، زوارق صيادين في البحر الأحمر.
تقول الرواية، وفق مصدر عسكري موال للحكومة اليمنية المستقيلة، إنَّ مقاتلات «التحالف» دمَّرت ثلاثة زوارق بحرية في المياه الإقليمية لليمن كانت محملة بـ «أسلحة نوعية في طريقها إلى الحوثيين»، قادمة من السواحل العُمانيّة.
وبثَّت وزارة الدفاع السعودية صوراً للغارات الجوية على الزوارق، يوم الخميس الماضي، التي قالت إنَّها كانت تستخدم لـ «تهريب الأسلحة إلى الحوثيين». واللقطات عبارة عن صور لزوارق صغيرة وسفينة أكبر تبحر قرب جزيرة عقبان على بعد 93 كيلومتراً غرب الحُديدة.
وبعد ظهور التكفيريين في مدينة عدن الجنوبية، كشف متحدث باسم الجيش السوري، يوم أمس، نقلاً عن تقارير استخباراتية تفيد بوصول أربع طائرات إلى مطار عدن تحمل على متنها 500 إرهابي من تنظيم «داعش».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ـ «سانا» عن المتحدث قوله، إنَّ الطائرات الأربع التي تقلّ هؤلاء الإرهابيين، تشمل طائرتين للخطوط الجوية التركية، وواحدة للطيران القطري، والرابعة للطيران الإماراتي.
وأشار المتحدث إلى أنَّ الإرهابيين الذين نقلوا إلى مطار عدن، كانوا قد انسحبوا من سوريا إثر الغارات الجويّة الروسية، مضيفاً أنَّه لدى «وصول الإرهابيين إلى المطار قام ضبّاط التحالف السعودي بتقسيمهم إلى ثلاث مجموعات الأولى أرسلت إلى مضيق باب المندب، والثانية إلى مأرب، والثالثة إلى محافظتي جيزان وعسير السعوديتين للانضمام إلى قوات التحالف البرية التي لحقت بها خسائر كبيرة خلال معاركها هناك».
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، روبرت كولفيل، أنَّ 7800 شخص قتلوا في اليمن منذ 26 آذار الماضي، تاريخ بدء الحرب على البلاد، ثلثاهم سقطوا في الغارات التي تشنها طائرات «التحالف».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد