«النصرة» تكشف صور بعض قادتها.. بينهم التلي
كشفت «جبهة النصرة» صور بعض كبار قادتها ممن بقيت هوياتهم الشخصية مجهولة طوال السنوات السابقة منذ تأسيسها، وذلك في الجزء الثاني من الإصدار «ورثة المجد» الذي صدر أمس عن «مؤسسة المنارة البيضاء» الذراع الإعلامية لـ «النصرة».
وأبرز قيادات «النصرة» التي تم الكشف عن صورها في «ورثة المجد» هم أبو عبدالله الشامي، عضو «مجلس الشورى، حيث تبين أن اسمه الحقيقي هو عبدالرحيم عطون سوري الجنسية. وقد برز اسم الشامي في منتصف العام 2014 بعد تعيينه رئيساً للجنة المخولة التحدث باسم «جبهة النصرة»، بعد أن قررت الأخيرة تكميم أفواه بعض قادتها أمثال أبو ماريا القحطاني وأبو حسن الكويتي وسلطان العطوي أبو الليث.
والثاني أبو الفرج المصري، وهو أيضاً عضو «مجلس الشورى» واسمه الحقيقي أحمد سلامة مبروك، مصري الجنسية، وهو من القيادات المخضرمة التي تمتلك تجارب «جهادية» واسعة، حيث اعتُقل في مصر لمدة سبع سنوات بعد اغتيال الرئيس أنور السادات في العام 1981، ولدى خروجه من السجن عام 1988 توجه إلى أفغانستان حيث التقى بصديقه أيمن الظواهري الذي كان معه في «جماعة الجهاد المصرية». واعتُقل مرة أخرى في أذربيجان عام 1998 وتم ترحيله إلى مصر. وليس هناك ما يشير إلى كيفية خروجه من السجن ووصوله إلى سوريا بعد ذلك.
أما الثالث فهو أبو مالك التلّي «أمير جبهة النصرة في القلمون الغربي»، وهي المرة الأولى التي تكشف فيها «جبهة النصرة» عن صورته. ويبدو الأمر مستغرباً لأن التلّي، وهو سوري الجنسية واسمه جمال زينية، يتولى قيادة «النصرة» في منطقة حساسة جداً تعقدت فيها الصراعات على أكثر من مستوى وصعيد، خصوصاً في ظل التناحر بين «النصرة» و «داعش» في هذه المنطقة، بالإضافة إلى نجاح الجيش السوري و «حزب الله» في التضييق على «النصرة» ضمن مساحات صغيرة لا تتجاوز 50 كيلومتراً بالقرب من مدينة عرسال، بعد أن تمكنا من تحرير غالبية الجبال والتلال فيها العام الماضي.
واللافت أن خطوة «النصرة» جاءت يوم الذكرى الخامسة لـ «الثورة السورية»، وهو ما يطرح تساؤلات حول أسبابها ومدلولاتها. ويرجح أن قيادة «النصرة» أرادت تنفيس الاحتقان المتزايد ضدها، سواء في الأوساط الشعبية أو في أوساط الجماعات المسلحة عبر إظهار صور قادتها كنوع من التقرب من هؤلاء، وإظهار حالة من التواضع «الأمني» بعد أن كرست حالة الشوفينية التي تمثلت في حجب صور قادتها وإشاعة ارتداء اللثام بينهم.
وثمة رسالة واضحة منضوية في خطوة الكشف عن الصور السابقة، وهي أن «جبهة النصرة» وإن كانت تعتمد على كوادر سورية إلا أن العنصر الأجنبي فيها فعّال ولا غنى عنه. كما أن إظهار صورة أبو الفرج المصري وارتباطه السابق مع «القاعدة» في أفغانستان قد يكون من باب الإصرار على العلاقة مع هذا التنظيم، ونفي أي إمكانية لفك الارتباط معه.
عبد الله سليمان علي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد