انتخابات مجلس الشعب السوري... الشهداء يصوتون والمثقفون يراهنون
رغم ظروف الحرب القاهرة لا أحد يعلم لماذا أصرت القيادة السورية على إجراء الإنتخابات، وماذا تخفي وراءها الأكمة السياسية لحكومة بلد تدور رحى الحرب فيه، بفعل تأثير قوى عالمية تبحث جميعها عن حصتها في كعكة إعادة الإعمار، فالإحتمالات هنا كثيرة، أولها أن هذا الإصرار يقع في إطار البحث عن وسائل دستورية لما يسمى مرحلة ما بعد الحرب في حال تم تغيير الدستور ،بحيث يتم تحت قبة البرلمان الجديد، وبالتالي سيكون على قياس الدولة السورية، وربما جاءت هذه الخطوة بناءً على أجندة سياسية تم الإتفاق عليها مع قوى فاعلة على الأرض وفي ميدان المعركة، فيما يرى محللون أن السبب الرئيسي هو عدم السماح بدخول البلد في الفراغ الدستوري، الأمر الذي قد يعطي المعارضة مبررات إعتبار السلطة الحالية غير شرعية، ومهما كان السبب فقد بينت النتائج التي أعلنها رئيس اللجنة القضائية هشام الشعار، أن نسبة المشاركة في الإنتخابات قد بلغت حوالي 57.56 بالمئة، على كافة الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة، من دون أن يتضمن الإعلان عنها أي ملاحظة بحق السوريين اللاجئين أو الموجودين في مناطق نفوذ الفصائل المسلحة. فهل كان التوقيت مناسباً؟ وهل جرت الرياح كما اشتهت سفن النظام، ام المعارضة، وبينهما المواطن الفقير؟
في هذا السياق، وجواباً على سؤال وجهته له "مجلة الإعمار والإقتصاد" يقول النائب المنتخب حديثا نبيل صالح: "لقد جاءت الإنتخابات في وقتها واستحقاقها، وكانت المشاركة مقبولة بالنسبة لبلد يعيش وسط حريق عالمي يلفه من كل جانب، وفي المكان الذي انتخبت فيه (جامعة تشرين) كان هناك ثماني غرف سرية وأوراق بيضاء إلى جانب القوائم، وكان الناخبون يقفون في طابور أمام المركز، وهذا يكفيني".
من جانبه تساءل الدكتور بسام احمد (استاذ القانون الدولي في جامعة تشرين) في اتصال مع "الإعمار والإقتصاد" قائلاً: "هل هناك شيء في هذا الكون يتم بصدق؟ لو كانوا صادقين في الغرب لأوقفوا العقوبات عن الشعب، وهل قضيتنا مجلس تشريعي أم قضية وطن؟".
وترى المحامية تماضر عباس ان "الإنتخابات في هذا التوقيت يعني ان الدولة لا تزال تمسك بالارض السورية"، وتضيف: "التوقيت كان جيدا وتحدياً مهماً للخارج، خصوصا على المستوى الدولي، فقد أثبت أن الدولة لا تزال تمسك بالارض السورية والرأي السوري، وأنها على المستوى الشعبي لا تزال قادرة ومتمكنة".
وحول الموضوع قال الصحافي "أبي حسن "رئيس تحرير موقع فينيكس الالكتروني ،في إتصال مع "الإعمار والإقتصاد": "المجلس السابق انتهت مدته، وطبيعي أن تبدأ انتخابات لمجلس جديد، فالتوقيت مقبول، لكنني أعتقد أنّها جرت بسرعة، وتفاعل المواطنين كان دون المستوى، على الأقل مقارنة بانتخابات مجلس 2012، ولهذا الجانب أسباب عدة، منها: ملل الشارع من السياسة واعتقادهم أنّ صوتهم لا يقدّم ولا يؤخّر، وإيمانهم أنّ الصوت الأعلى هو لصوت الجيش وحربه ضدّ الإرهاب وداعميه. من هنا لا غرابة أن تجد الكثير من موالي الدولة قد عزفوا عن المشاركة في الإنتخابات لعدم اقتناعهم بجدواها، في حين ولائهم مطلق وصادق للجيش وحربه التي يعتقدون أنّها مقدّسة".
وربط المواطن مغيث رستم الإنتخابات بمباحثات جنيف، فقال: "أعتقد أن الإنتخابات لم تكن في وقتها، برأيي كان يجب تأجيل الإنتخابات الى ما بعد مباحثات جنيف، لأنني أظن أن عمر هذا البرلمان لن يكون أكثر من سنة إن لم يكن ستة شهور".
الشهداء أيضاً "يصوتون"
خمسة ملايين ناخب من أصل ثمانية ملايين يحق لهم التصويت، صوتوا كي ينجح 250 نائباً في مجلس الشعب السوري الجديد، وخاض المرشحون معركة إنتخابية قاسية، في ظل دعوات علنية من قبل قوى المعارضة والتنظيمات المسلحة المناوئة للسلطة الى المقاطعة، والتي شارك فيها العسكريون لأول مرة (عدّل الرئيس بشار الأسد الدستور بحيث سُمح للجنود وقوى الامن الداخلي بالتصويت في مراكز استُحدثت خصيصاً لهم ضمن ثكنات الجيش والمقار الأمنية)، وقد صوت هؤلاء المواطنون المسالمون الفقراء ،من طلاب جامعات ،وأمهاتٍ لشهداءٍ لم تجف دمائهم بعد، وأهالي جنود ما يزالون على جبهات القتال "كرمى لعيون الجيش"، ذلك لأنهم ربطوا وبإحترام شديد بين تضحيات الجيش خلال سنوات الحرب، ودور المؤسسات الحكومية التي اعتادو عليها خلال العقود الماضية كجزء من حياتهم اليومية، والتي كانت تشعرهم بالأمان.
الى ذلك، تقول المحامية تماضر عباس (مرشحة سابقة في الإنتخابات الاخيرة) لـ "الإعمار والإقتصاد" : "لقد إنتخب الناس لأجل الإستحقاق بالرغم من اعتراضهم على القوائم، والسبب الرغبة الكاملة بإنهاء الحرب ولو على حساب اللقمة، وتمسكهم بالدولة ومؤسساتها كحماية للوجود السوري والتأكيد على الإنتصار في الحرب وبسرعة".
من ناحية أخرى، صرّحت الاديبة والصحفية نهلة السوسو لـ "لاعمار والاقتصاد"، قائلة: "رغم روح الهزل المتصاعدة في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لقد كان الذهاب إلى الإنتخابات، - رغم كل المعاناة - لتعزيز صورة الثقة وليس لوضع حجر الثّقل بين يدي أعضاء المجلس، لأن الثقافة الراسخة لدينا هي أن المجابهة والقرار والتغيير العميق في مكان آخر، وليس تحت القبة في شارع الصالحية، وكثيرون ذهبوا إلى الصناديق ليعطوا صوتاً لبقاء سوريا وصمودها وليس للمرشحين".
وعبّر الدكتور بسام أحمد (استاذ القانون الدولي في جامعة تشرين) في إتصال مع "الإعمار والإقتصاد" عن ثقته الفائقة بالمجلس، وقال: "لا أظن أن إنسانا أو هيئة لا تحب النجاح، ونجاحها لا شك يرتبط بتغيير الواقع المعيشي للناس، ولكن هل لقمة عيشنا وطنية صرفة رغم كل ما يحصل ام ان حرماننا منها جزء من المخطط؟"، وأردف: "لدي ثقة بأي مجلس يهتم بالشأن العام".
الجمل بما حمل
في اطار الحملات الإنتخابية التي خاضها ثلاثة آلاف وخمسمئة مرشح استحقوا الترشيح من أصل أحد عشر الفاً تقدموا بطلبات ترشيح، ملأ المرشحون جدران الأبينة والشوارع في المدن السورية، إلا أن هذه الحملات لم تنطلي شعارات أصحابها رنانة والابتسامات الصفراء في الصور الملونة للمرشحين على الشعب، فالناخب لم يعد ساذجاً، فقد أصبح الناخب السوري يعي من هم أعداء الشعب، ولعل الإستنكار الشعبي الواسع لحملة المهندسة والداعية الإسلامية فرح حمشو (ترشحت في "قائمة دمشق" وظهرت كممثلة للشاميات البورجوازيات و"القبيسيات") بعد أن انتشر على صفحات "الفايسبوك"، خبراً عن رغبة فرح في "نشر الإسلام كما أنزل"، لتثور ثائرة العلمانيين من اهل دمشق،عليها،ما إستدعى نفياً رسمياً من قبل المرشحة،لما نسب إليها، مؤكدةً أن هدفها هو نبذ التطرف.
رغم كل ذلك ، نجحت الاسلامية فرح حمشو وقائمتها بالكامل ، فيما فوجىء الشارع السوري ، بعد إعلان النتائج النهائية للإنتخابات، بخسارة كلٍ من النائب أحمد شلاش والنائب والإعلامي شريف شحادة، المحسوب على حزب البعث والمدافع الصارم عن النظام. هنا، يرى محللون أن خسارة شحادة تشير الى أنّ البعث قد سحب الغطاء عن هؤلاء المرشحين، فيما تساءل مصدر للـ"إعمار والإقتصاد" عن إمكانية حصول هؤلاء على حقائب وزارية في الحكومة القادمة.
كذلك، خسرت النائب ماريا سعادة (حلت المرشحة نورا مارديروس أريسيان بدلاً عنها)، على الرغم من فوز أعضاء قائمتها بالكامل، والذين اتهمتهم سعادة بالخيانة، غير أن الشارع الشامي لامها، لتحالفها مع قائمة تتضمن مرشحين أصحاب برامج انتخابية "إسلامية دعوية". ومن النتائج الملفتة لنظر المتابع للحياة السياسية في سوريا، دخول أصغر نائب في تاريخ سوريا مجلس الشعب بعمر لا يتجاوز الـ 28 سنة، و فوز قائمة الوحدة الوطنية المنضوية تحت جناح النظام بـ 203 مقاعد، في الوقت الذي قاطع أحد أجنحة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الإنتخابات، وغابت كتلة حزب "الإرادة الشعبية والتغيير"، التي شكّلها كل من نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر.
لم يلفت نظر الناخب السوري في نتائج الإنتخابات التي جرت في خضم الحرب القاسية التي تكاد تنهك المجتمع السوري، فوز رياضيين مشاهير مثل موفق جمعة وطريف قوطرش من دمشق، وماهر خياطة من حلب، وفواز نصور من اللاذقية، ولا حتى نجاح ثلاثة من أعضاء الوفد الحكومي إلى محادثات جنيف، وهم: عمر أوسي وأحمد الكزبري ومحمد خير عكام عن دمشق. الأمر الذي أعطى املاً للشباب السوري في هذه الإنتخابات كان فوز عدد من الفنانين، منهم: عارف الطويل، زهير رمضان توفيق اسكندر، وبالأخص المخرج نجدة أنزور الذي خاض الإنتخابات في قائمة "حلب الاصالة" وتحالف مع الشيوعيين ونجح، لأن الغالبية العظمى من مثقفي الشعب السوري وخصوصا الشارع الحلبي، تقدر أنزور تقديراً عالياً كونه إنسان وطني بامتياز، وذلك يعود ،الى أنه كمخرج سينمائي كشف حقيقة المنظمات الإرهابية، في فلميه ، "مملكة الرمال " و " فانية وتتبدد" ، حيث تلقفت الطبقات المثقفة والفقراء اليائسين من العملية السياسية، نبأ فوزه بكثير من الارتياح، إلا أنها اعتبرت فوز الصحافي والكاتب السوري نبيل صالح ، هو النصر الوحيد الايجابي بالمطلق، وأنها تعول عليه أمالاً كثيرة وكبيرة، ذلك كونها تعلم سخطه الدائم على رموز الفساد، وانتقاده المسمتر لتجار الازمات وناهبي قوت الشعب ،من على منبره ككاتب ورئيس تحرير موقع "الجمل بما حمل" الأكثر حضورا.
مجلس ضغط لا مجلس نوم
فور صدور النتائج النهائية للانتخابات بدأت التكهنّات تنتشر في الشارع السوري، فقد راهن النواب الجدد على حصول "انقلاب" في مجلس الشعب (البرلمان) الجديد، يحوله من "مجلس النوم على كتف الحكومة" إلى "مجلس ضغط"، وفي هذا السياق، قال النائب نبيل صالح: "لا توجد انتخابات مثالية، والخاسرون يشككون كما جرت العادة، الناس فقدت ثقتها بالبرلمان بسبب ضعف وجوده في حياتهم حيث أولاد الحكومة يعصفون بحياتهم دونما حماية. أنا أعول على تفعيل دور البرلمان، أولا بالتعاون مع بعض النواب الجدد قبل الحديث عن تغيير الواقع المعيشي، فالدولة ضعيفة اقتصاديا، ونحن نعيش حالة حرب وحصار منذ خمس سنوات، لذلك أعول بداية على إنعاش قطاع العدالة والكرامة المهيضة، وبعد الحرب يمكن الحديث عن الإنعاش الإقتصادي، بمعنى أن الإعمار يجب أن يبدأ بالبشر قبل الحجر".
الطبقات الشعبية ، رغم يأسها من التغيير ، إلا أنها تنتظر من المجلس الجديد أن ينجح في إثبات فعاليته ومحاسبة الفاسدين في الحكومة، وأن يلعب دوراً في تحقيق الشعارات التي طرحها من تحسين الحياة المعيشية للمواطن، وتطوير القوانين، والحفاظ على وحدة سوريا. وفي هذا المجال تقول الاديبة نهلة السوسو (عضو اتحاد الصحفيين): "اختلفت بنية المجتمع السوري بتأثير الحرب: الانقسام الحاد، التهجير، فقدان الأمن الشخصي والمادي، نسف الاستقرار الغذائي والتعليمي ومواجهة تغييرات لم تكن بالحسبان، وكل الحلول التي ارتُجلَت بمقتضى الحال، كمراكز الإيواء واستيعاب تلاميذ المدارس المدمرة، واستيعاب طلاب الجامعات المغلقة بفعل دخول مدنها في خطوط النار، وهذا ما سينعكس حتماً على مهام مجلس الشعب وتغير طبيعة مناقشاته، وتضعه في مواجهة استحقاقات المواطن بدءاً من لقمة العيش وانتهاء بعبور المرحلة الدامية التي لم تنته بعد، إلى مرحلة الإعمار".
وتعتبر المحامية تماضر عباس ان "المجلس بحاجة ماسة الى آلية جديدة تنظم عمله، وتعيد اليه حيويته ودوره البناء في تمثيل عامة الشعب"، ولا ترى املاً في التغيير "دون ان تتغير الآلية، وقالت: "اظن ان المجلس لم يتغير فيه شي، ولا يختلف عن بقية المجالس السابقة، والسبب انه لم يتغير شيء في الآلية الناظمة للمجلس، ولا في طريقة سن القوانين وتطبيقها، وآلية تعاطي اعضاء المجلس مع قضايا الشعب، التغيير يحتاج لقوانين جديدة ومنظومة وآلية فاعلة، برأيي أن المنظومة والآلية الموجودة حاليا لا تنفع احد بشيء. المفروض ان يتم تصحيح لآلية عمل مجلس الشعب، والا فلن يتغير اي شيء من لغته الخشبية، ولن يتغير اي شيء بالنسبة للمواطن الذي سوف ينسى عضو مجلس الشعب وجوده وآلامه وعذاباته وفقره، بمجرد ان يصل للمجلس ويجلس على كرسيه في برجه العالي، والمفروض ان نبدأ بتصحيح المسار عبر جمعيات عمل شعبي تكون مراقبا من مبدأ كل مواطن رقيب، تراقب عمل اعضاء المجلس وتحاسبهم شعبيا على كسلهم".
وفي رده على سؤال وجهته اليه "الإعمار والإقتصاد "حول رؤيته للمجلس الجديد، يقول الصحافي "ابي حسن": "نعم، سيكون مجلس الشعب الجديد مختلفاً نسبياً عما سبقه من مجالس، وهذا المجلس رغم انه شبيها بسابقيه، لكن سيكون له حضور بسبب تطورات الواقع، واختلاف الظروف كليّاً، لذا أرجّح أن نشهد في المجلس الجديد بعض الأصوات الصاخبة ضد الحكومة وسياساتها، دون أن تتجاوز تلك الأصوات سقفاً معلوماً.
ويضيف الصحافي حسن في ملاحظته عن المجلس الجديد، قائلاً: "الملاحظ في هذا المجلس هو الغياب الكلي لما يعرف بأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وقائمتها، التي كانت أشبه بجوائز الترضية، واستحضار قائمة أخرى بديلة عنها تدعمها الدولة، وأكاد أقول تتبناها، باسم قائمة "الوحدة الوطنية"، وشخصيّاً، لستُ ضد هذه القائمة، ولا ضدّ أن تدعمها الدولة أو تتبناها شريطة انطوائها على أسماء نظيفة. وحقيقة لاحظنا في بعض قوائم "الوحدة الوطنية" أسماء من كلا الصنفين (أصحابها من ذوات التاريخ الأسود والسمعة السيئة، وبعضها أصحابها من ذوات التاريخ المشرّف، وأمثال هؤلاء يعوّل عليهم فيما يتعلّق بحياة المواطنين المعاشية".
المواطن في الريف البعيد عن العاصمة، والذي يكتوي بنار الحرب وغلاء المعيشة، يرى أن المجلس الحالي سيكون كسابقه، ويقول المعلم مغيث رستم لـ "الإعمار والإقتصاد": "لا أظن أن المجلس الجديد سيكون مختلفا عن المجالس السابقة، فالأسماء أكثرها مكرر، ولم تقدم شيئاً ملموسا في السابق حتى تقدمه الآن، أي بمعنى مجلس مستهلك منتهي الصلاحية، وهنا لومي على اعضاء المجلس".
ما تزال رحى الحرب دائرة، ولا يزال الناس مستمرين بدفن شهدائهم الكثر، يلهثون وراء لقمة عيشهم، ولم تهمهم الإنتخابات لأنها لم تخفف النتائج من ألم الجراح، لذلك يبقى رهان المواطن السوري، الواقع بين مطرقة الغلاء وسندان الفساد، والمحكوم بالأمل منذ ولادته، على إمكانية وكيفية تنفيذ الإستحقاقات الدستورية، فهل سيكون هناك آليات جديدة تنظم عمل المجلس وهيئاته؟من يعش ،يرى..
فادي نصار: مجلة الإعمار والإقتصاد
إضافة تعليق جديد