«داعش» يتباهى بنسف العراقيين: 270 ضحية في 3 تفجيرات انتحارية
أقل ما يمكن أن يوصف به ما شهدته بغداد امس أنه «مجزرة». نحو مئة عراقي استشهدوا، وتناثرت أشلاؤهم في سلسلة تفجيرات انتحارية في العاصمة العراقية، أدت ايضا الى إصابة نحو 170 آخرين بجروح.
موجة الانتحاريين «الداعشية» أدمت مدينة الصدر والكاظمية والجامعة، في مشهد يتكرر منذ سنوات، فيما تبدو الأجهزة الأمنية المختلفة، برغم سلسلة التغييرات التي تطال قياداتها كل فترة، عاجزة عن مواجهتها، تماما كالحكومة الغارقة في صراعاتها السياسية داخل مجلس الوزراء والبرلمان.
ثم يخرج المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي قائلا، في بيان، إن العملية العسكرية التي يشنها الجيش العراقي، بدعم من الولايات المتحدة، ضد «داعش» نجحت في استعادة ثلثي الأراضي التي استولى عليها مسلحو التنظيم لدى اكتساحهم شمال وغرب البلاد في 2014. وقال «داعش انحسر وجوده في المدن والمحافظات العراقية، فبعدما كان يحتل 40 في المئة من أرض العراق لم يتبق له الآن سوى 14 في المئة من الأراضي».
أما على الارض، فقد بدأ اليوم العراقي الدموي، بانفجار سيارة قرب سوق شعبي في مدينة الصدر شرق بغداد، وأدى إلى مقتل 64 شخصاً، وإصابة 85. وهو التفجير الذي حصد العدد الأكبر من الضحايا في بغداد منذ بداية السنة الحالية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية ومصادر طبية «قتل 64 شخصاً، وأصيب 85 بجروح، بينهم نساء وأطفال، في انفجار سيارة مركونة قرب سوق عريبة الشعبي في مدينة الصدر».
وتبنى «داعش» التفجير. وذكر، في بيان، «تمكن الاستشهادي أبو سليمان الأنصاري من الوصول إلى تجمع كبير للحشد الرافضي في مدينة الصدر الرافضية وفجّر سيارته المفخخة وسط جموعهم».
وأدى الانفجار إلى احتراق عدد من المحال التجارية القريبة من المكان، حيث تناثرت ملابس اختلطت بدماء الضحايا، وتعالت صرخات غضب أطلقها مئات من الأهالي.
وانفجرت السيارة قرب صالون تجميل. وقالت مصادر إن معظم الضحايا من النساء، ومن بينهن عدة عرائس كان يجري تجهيزهن للزفاف. وعثر على جثتي رجلين في صالون حلاقة مجاور، وقيل إنهما عريسان.
وسار عمال الإنقاذ وسط برك الدماء لإخماد الحرائق وإجلاء الضحايا. وكان الدخان لا يزال يتصاعد من عدة محال بعد ساعات من وقوع التفجير، بينما أزالت جرافة هيكل السيارة المتفحمة التي استخدمت في التفجير.
وقال أبو علي، الذي يملك محلاً تجارياً قريباً، «حاولت شاحنة المرور من طريق قريب لدخول السوق، لكن عناصر الشرطة رفضوا السماح لها بذلك، فقام سائقها بسلوك طريق آخر، ثم وقع الانفجار». وأضاف ان «مسؤولي الدولة في صراع على الكراسي والناس هم الضحايا». وأشار إلى أن أشلاء جثث الضحايا تناثرت حتى موقع محله الواقع على بعد أمتار من مكان الانفجار. وقال شاهد إن «الدولة هي المسؤولة» عن هذا الوضع، داعياً السياسيين إلى الرحيل.
وبعد ساعات قتل 30 شخصاً، وأصيب 81، في تفجيرين انتحاريين في منطقتي الكاظمية والجامعة، في شمال وغرب بغداد.
وتبنى «داعش» الهجومين. وقال، في بيان، «تمكن الاستشهاديان انس الأنصاري وأبو عبد الملك الأنصاري من الانغماس في تجمعات الحشد الرافضي شمال وغرب مدينة بغداد، وتمكن الأول من تفجير حزامه الناسف عند مدخل مدينة الكاظمية، فيما تمكن الآخر من الانغماس وسط نقطة تفتيش للحشد الرافضي في حي العدل».
وقال عقيد في الشرطة «قتل 18 شخصاً، وأصيب 35، في هجوم انتحاري بسيارة استهدف مدخلاً رئيسياً لمنطقة الكاظمية» حيث مرقد الإمام موسى الكاظم في شمال بغداد. وأضاف «قتل 12 شخصا، وجرح 46، في انفجار سيارة قرب محال تجارية في حي الجامعة» في غرب بغداد.
ودان «حزب الله» التفجيرات الإرهابية في بغداد. وقال، في بيان، إن «هذه الجرائم الفظيعة المتكررة يجب أن تشكل حافزاً على بذل كل الجهود من أجل مكافحة هذا الوباء الإرهابي التكفيري، الذي يستمد أفكاره وطاقاته من دول وهيئات خارج الحدود، من أجل ضرب الاستقرار في العراق والمنطقة، الأمر الذي يقتضي أيضاً العمل على تحميل هذه الدول المسؤولية عمّا تقوم به من دعم للإرهاب والإرهابيين».
وقد تزيد التفجيرات من الضغوط على رئيس الوزراء حيدر العبادي لحل الأزمة السياسية بسبب خلافات داخل مجلس النواب حول تشكيل حكومة جديدة. وقدم العبادي قائمة بأسماء مرشحين تكنوقراط وشخصيات مستقلة رفضت الأحزاب الكبرى التصويت عليها متمسكة بالحصول على حقائب في أي تشكيلة وزارية.
وقالت النائبة عن «كتلة الأحرار» زينب الطائي إن «الخلافات مستمرة. حتى الآن لم يحدد موعد لجلسة مقبلة»، مضيفة «البرلمان منقسم. أعتقد أننا لن نصل إلى نتيجة والقرار بيد الشعب». ورأت أن «بقاء المحاصصة يهدف إلى استمرار الفساد، لان الكتل السياسية مصرة على بقاء الوزارات» التي يشغلها مرشحوها.
وكالات
إضافة تعليق جديد