بعد عقود على كامب ديفيد مصر تعلن كشف شبكة تجسس لصالح اسرائيل
أعلنت السلطات المصرية السبت، عن كشف شبكة تجسس لحساب إسرائيل، تضم طالب كندي من أصل مصري، وثلاثة ضباط بالمخابرات الإسرائيلية، حيث تقرر إحالتهم للمحاكمة.وقال المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا هشام بدوي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة السبت، إن نيابة أمن الدولة العليا قررت إحالة طالب بجامعة الأزهر، وثلاثة ضباط إسرائيليين، إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، بتهمة التخابر لحساب إسرائيل، بقصد الإضرار بأمن مصر.
وأوضح بدوي أن المتهمين هم: محمد عصام غنيم العطار، يحمل الجنسيتين المصرية والكندية (محبوس)، ودانيال ليفي، وشهرته آفي، إسرائيلي الجنسية (هارب) ، وكمال كوشبا، يحمل الجنسيتين التركية والإسرائيلية (هارب)، وتونجاي بوباي، وشهرته دانيال، يحمل الجنسيتين التركية والإسرائيلية (هارب).
وجاء في التحقيقات، التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا، أن المتهمين قاموا في الفترة من أغسطس/ آب 2001 وحتى الأول من يناير/ كانون الثاني 2007، بالعمل لمصلحة دولة أجنبية، بقصد "الإضرار بالمصالح القومية لمصر."
وأظهرت التحقيقات، وفقاً لما أكد بدوي، اتفاق المتهم الأول، مع ضباط المخابرات الإسرائيلية الثلاثة فى الخارج، على التعاون معهم، وإمدادهم بتقارير ومعلومات عن بعض المصريين ورعايا الدول العربية المقيمين في دولتي تركيا وكندا، لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.
وأشار بدوي إلى أن العطار تقاضى من المتهمين الآخرين، أموالاً بلغت قيمتها 56 ألف و300 دولار أمريكي وكندي، مقابل تعاونه مع ضباط المخابرات الإسرائيلية.
وأوضحت التحقيقات أن ضباط المخابرات الإسرائيلية سهلوا للمتهم الأول الإقامة، والعمل بأماكن تواجد المصريين والعرب في تركيا وكندا.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين الأربعة "اشتركوا فى إتصاف جنائي، الغرض منه إرتكاب جريمتي الرشوة والتخابر."وقد بدأت التحقيقات في هذه القضية عام 2002، بناء على تحريات هيئة الأمن القومي التي بدأت في 26 يناير/ كانون الثاني عام 2002 .
وقد أفادت البلاغات بأن العطار، الذي استخرج جواز سفر في العام الدراسي 2001، وغادر مصر في هذا التاريج إلى تركيا، "توجه إلى السفارة الإسرائيلية هناك، عارضاً العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية، حيث تم تجنيده بالفعل."
وأشارت التحريات، التي كشفت عنها السلطات المصرية، إلى أن ضباط المخابرات الإسرائيلية طلبوا من العطار، أن يكون على ارتباط بالمصريين، في أماكن تجمعهم بتركيا، وخاصة "مقهى مصر"، الواقع قرب السفارة المصرية في أنقرة.
وجاء في التحريات، أنه تم تكليف العطار أيضاً بإنتقاء عناصر للعمل مع المخابرات الإسرائيلية، ومحاولة إغرائهم بالمال والنساء كوسيلة للسيطرة عليهم.
ونجح العطار بالفعل، بحسب ما جاء في تقرير نيابة أمن الدولة، فى تقديم بعض المصريين وأبناء الدول العربية، إلى ضباط المخابرات الإسرائيلية، مقابل الحصول على مبالغ مالية.
كما أشارت تحريات الأمن القومي إلى أن المتهم غادر تركيا متوجهاً إلى كندا، بعدما حصل على وثيقة إقامة كندية، باسم جوزيف رمزي عطار، حيث تقرب أيضاً من العرب والمصريين المتواجدين هناك.
وبحسب تقارير الأمن القومي، فقد شوهد العطار أكثر من مرة مع أحد عناصر المخابرات الإسرائيلية في كندا، والذي رتب له العمل والإقامة هناك.
كما شوهد المتهم أكثر من مرة، مع ضابط المخابرات الإسرائيلي، تونجاي جوماي، والذي ساعده في العمل بأحد البنوك في مدينة تورنتو.
وكشفت تحريات الأجهزة المعنية أن المتهم كان ينوي العودة إلى مصر في الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث تم ضبطه واعتقاله فور وصوله إلى مطار القاهرة، صباح نفس اليوم.
وبحسب تقارير الأجهزة الأمنية، فقد اعترف العطار بأنه تقدم لمفوضية شئون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بأنقرة، بطلب اللجوء الإنساني والهجرة إلى أى دولة غربية، حيث التقى هناك ضابط المخابرات الإسرائيلي دانيال ليفي.
وأقر العطار بأنه أبلغ الضابط الإسرائيلي بتفاصيل حياته الخاصة، حيث ساعده ليفي في الحصول على اللجوء الإنساني من مفوضية شئون اللاجئين.
واعترف العطار بأنه تلقى تدريباً من ضابط المخابرات الإسرائيلي، على كيفية الحصول على المعلومات من المصريين وأبناء الدول العربية المتواجدين بأنقرة، لانتقاء من يصلح للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.
واعترف المتهم بأنه قدم تقارير عن بعض المصريين والعرب المقيمين بتركيا، مقابل مبالغ مالية حصل عليها من ليفي، الذي كلفه بعد فترة بالسفر إلى كندا.
وفور وصوله إلى كندا، التقى العطار مع ضابط المخابرات الإسرائيلى كمال توشبا، الذي وفر له العمل في أحد محلات الوجبات السريعة، وكلفه أيضاً بإعداد تقارير عن المصريين والعرب المقيمين بكندا، لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.واعترف العطار بأن توشبا طلب منه عدم إيداع تلك المبالغ فى حسابه البنكي، حتى لا يمكن تتبعها.
وقال المتهم إن توشبا كلفه بعد ذلك بالسفر إلى تورنتو، لكثافة تواجد المصريين، وهناك استقبله تونجاي جوماي، الذي ألحقه للعمل بأحد البنوك، وطلب منه أن يطلعه على حسابات عملاء البنك من المصريين والعرب.
وأضاف العطار أنه عقب حصوله على الجنسية الكندية فى نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، طلب من جوماي الإذن للعودة إلى مصر، فى إجازة لمدة شهر لزيارة أهله، وطلب منه الضابط الإسرائيلي التوجه إلى إسرائيل عقب قضاء الإجازة والإتصال به لإبلاغه بالتعليمات الجديدة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد