عباس يفتتح سفارة فلسطين في الفاتيكان
افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس سفارة فلسطين في الفاتيكان، ودعا دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وقال: «كلما زاد اعتراف العالم بدولة فلسطين اقتربنا من تحقيق السلام».
وحول نية الإدارة الأميركية الجديدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، قال عباس: «نتمنى أن يكون ذلك غير صحيح، لأن ذلك سيعرقل عملية السلام، ندعو الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى فتح حوار بيننا وبين الإسرائيليين من أجل السلام».
وخلال حملته الانتخابية وعد ترامب الذي سيتولى مهامه الأسبوع المقبل، بالاعتراف بالقدس عاصمة «لإسرائيل» ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة ستشكل إذا حدثت قطيعة مع السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة وكذلك الجزء الأكبر من الأسرة الدولية، حيال قضية القدس.
وناقش محمود عباس مع رئيس وزراء الفاتيكان المونسينيور بارولين، آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والاعتداءات الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته المسيحية والإسلامية، خاصة في مدينة القدس. كما بحث الجانبان تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين وسبل تنميتها.
وأثناء خروجه قال عباس: إن افتتاح السفارة الجديدة لدى الفاتيكان دلالة على أن البابا يحب الشعب الفلسطيني ويحب السلام.
وتبادل عباس والبابا الهدايا وقدم عباس للحبر الأعظم حجراً من كنيسة القيامة في القدس بحسب غريغ بورك مدير المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي.
وإثر ذلك عبر الفاتيكان في بيان عن «الأمل في استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين من أجل وضع حد لأعمال العنف التي تسبب آلاما للسكان المدنيين لا يمكن القبول بها وبغية التوصل إلى حل عادل ودائم».
وأضاف البيان: إن الجانبين عبرا عن تمنياتهما بأن يتم اتخاذ إجراءات بدعم من المجموعة الدولية تساهم في «تعزيز الثقة المتبادلة وفي خلق أجواء تسمح باتخاذ قرارات شجاعة من أجل السلام».
ويساند الفاتيكان «حل الدولتين» وتقع سفارته لدى «إسرائيل» في يافا. وهو يعترف ضمنياً منذ سنوات بالدولة الفلسطينية لكنه أضفى على ذلك طابعاً رسمياً عام 2015 بتوقيعه معاهدة مع دولة فلسطين.
وهذا اللقاء الخاص هو الثالث بين البابا وعباس بعد الزيارة التي قام بها الحبر الأعظم «لإسرائيل» والأراضي المحتلة في 2014 وزيارة الرئيس الفلسطيني للفاتيكان في 2015 لإعلان قداسة راهبتين فلسطينيتين.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أمس السبت قال عباس: إنه كتب إلى ترامب يحذره من تبعات نقل السفارة.
وقال: إن ذلك «لن يحرم فقط الولايات المتحدة من أي شرعية للعب دور في حل النزاع لكنه سيقضي أيضاً على حل الدولتين».
وتابع: إن الفلسطينيين سيبحثون عدة خيارات بشأن كيفية الرد بعد إجراء مشاورات مع الدول العربية.
وأضاف: «التراجع عن اعترافنا بإسرائيل سيكون أحدها لكننا نأمل ألا نصل إلى ذلك وأن نستطيع بالمقابل العمل مع الإدارة الأميركية المقبلة».
وفي حدث استثنائي، طلب الفلسطينيون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل موسكو لمنع نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الجمعة: إنه نقل الرسالة من عباس إلى بوتين خلال زيارة إلى موسكو التقى خلالها بوزير الخارجية سيرغي لافروف.
وقال عريقات: «نقلت رسالة خطية من عباس إلى بوتين وبصراحة كانت تطلب من بوتين المساعدة» بعد أن «وصلتنا معلومات تفيد أن الرئيس الأميركي المنتخب (دونالد) ترامب سيقوم بنقل السفارة إلى القدس وهذا يعتبر بالنسبة ألينا خطاً أحمر وأمراً خطراً».
من جهته أدان مفتي فلسطين محمد حسين في خطبة الجمعة خطة ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، معتبراً أنها «اعتداء على المسلمين» في جميع أنحاء العالم.
وقال حسين في خطبته في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة: إن «الوعد بنقل السفارة من قبل الرئيس المنتخب ليس اعتداء على الفلسطينيين فقط بل على العرب والمسلمين، ولن يسكت المسلمون والعرب وهم يرون العدوان يتحقق خلال نقل السفارة إلى القدس المحتلة».
وكالات
إضافة تعليق جديد